على مدار أكثر من 15 شهرًا من الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بغزة، ظلَّ القطاع الصحي في دائرة الاستهداف المباشر، ما أضاف عبئًا هائلاً على كاهل الأهالي.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

استشهد عدد كبير من الكوادر الطبية باستهداف إسرائيل المنشآت الصحية، كما اعتقلت آخرين، ما أدى إلى نقص حاد في الطواقم الطبية في عموم القطاع، كما منعت القيود الإسرائيلية دخول فرق طبية دولية للمساهمة في تخفيف العبء، ما جعل النظام الصحي في غزة ينهار بالكامل، أو يواجه شبح الانهيار الكامل.

صباح الأحد، (2025.1.19) دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

إحصائيات رسمية

- منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

- أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.

- لم تسلم سيارات الإسعاف من الاستهداف الإسرائيلي، فدمرت 136 سيارة، ما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.

- تعرضت الكوادر الطبية في غزة لاستهداف مباشر، إذ وثق المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد 331 من العاملين في القطاع الصحي، بينهم ثلاثة أعدموا داخل السجون الإسرائيلية.

حصار مطبق

متحدث وزارة الصحة بغزة، خليل الدقران، يقول، في حديث لوكالة الأناضول، إنه "خلال الإبادة الإسرائيلية كنا نعمل في ظروف صعبة للغاية، حيث كان الحصار مطبقًا، ووصلتنا أعداد كبيرة جدًا من الشهداء والمصابين فاقت السعة الاستيعابية للمستشفيات في غزة، ما جعلنا نعمل على مدار الساعة دون مغادرة المرافق".

وأضاف أن "الاحتلال دمر معظم المستشفيات، وأخرجها عن الخدمة، فضلاً عن استهداف المرافق الصحية بشكل مباشر".

وذكر أن "الطواقم الطبية قامت بكل ما بوسعها لإعادة تشغيل المستشفيات المتضررة رغم الإمكانيات المحدودة، ونعمل بجهد كبير لإعادة تشغيل المستشفيات بالحد الأدنى، في انتظار دخول المساعدات الطبية لتوفير الاحتياجات الأساسية".

وأوضح أن القطاع الصحي يعاني نقصًا حادًا في الكوادر نتيجة استهداف الاحتلال، وأنه بحاجة ماسة لدخول فرق طبية من خارج غزة للمساعدة على التخفيف عن كاهل الطواقم المحلية.

مستشفى الشفاء

- اقتحم الجيش الإسرائيلي "مجمع الشفاء الطبي" بمدينة غزة أول مرة في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، لمدة 10 أيام، واعتقل كوادر طبية ونازحين وقتل آخرين، ودمر محتويات المستشفى وعددًا من مبانيه.

- بين 18 آذار/ مارس ومطلع نيسان/ أبريل 2024، كان الاقتحام الثاني للمستشفى ذاته، ودمرت القوات الإسرائيلية أقسامه، وأحرقتها وارتكبت مجازر داخلها وبمحيطها، وأخرجتها عن الخدمة بشكل تام.

- مجمع الشفاء تابع لوزارة الصحة، ويعدّ أكبر مؤسسة صحية بالقطاع، وتأسس عام 1946، ويضم 3 مستشفيات متخصصة هي: النساء والتوليد مع قسم حضانة للأطفال الخدج، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى الجراحة، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط وغيرها.

مستشفى أصدقاء المريض

- في 10 شباط/ فبراير الماضي 2024 أقدم الجيش الإسرائيلي خلال توغله بمدينة غزة على تدمير وحرق "مستشفى أصدقاء المريض".

- في 12 تموز/ يوليو 2024 تعرض المستشفى مجددًا لقصف جوي إسرائيلي وقذائف مدفعية، ما أدى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة بالكامل.

- تأسس المستشفى في 1980 في حي الرمال بغزة، وتصل قدرته الاستيعابية إلى 19 سريرًا، لكن مع الهجمات الإسرائيلية على غزة رُفعت قدرته إلى أكثر من 100 سرير، وفق مصادر فلسطينية. ويتبع المستشفى لـ"جمعية أصدقاء المريض الخيرية" وهي مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في العام 1980.

مستشفى كمال عدوان

يقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023 دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة منه، ثم عاد وشن غارات جوية أدت إلى تدمير مولدات الطاقة الخاصة به في أيار/ مايو 2024.

- في كانون الأول/ ديسمبر 2024، اقتحم الجيش الإسرائيلي المشفى، وأجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على الإخلاء الفوري.

- شهد المستشفى خلال الاقتحام أعمال تخريب واسعة، وأقدم الجنود على حرق أقسام وتدمير أخرى، مما تسبب بتوقف الخدمات الطبية، كما اعتقلوا مديره حسام أبو صفية، الذي لاقت صورته وهو يغادر وحيدًا بين الركام تفاعلا كبيرًا على منصات التواصل، بين مشيدين بصمود الطبيب الإنسان، وآخرين مستائين من الخذلان.

- المستشفى هو الرئيسي بمحافظة شمال قطاع غزة، ويتكون من 4 مبان، ويضم أقسام الطوارئ والاستقبال العام واستقبال الأطفال والجراحة العامة، إلى جانب أقسام جراحة العظام والعناية المركزة والأشعة، ومختبر وصيدلية.

مستشفى العودة

يقع في منطقة تل الزعتر على أطراف مخيم جباليا شمال القطاع، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 حاصره الجيش الإسرائيلي 18 يومًا، ودمر الطوابق العلوية منه وسيارات الإسعاف.

- اعتقل الجيش عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، أثناء تواجده بالمستشفى إلى جانب مجموعة من الأطباء، قبل أن يعلن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) استشهاد البرش في سجون إسرائيل في أيار/ مايو 2024.

- في يناير 2024 قصفت المدفعية الإسرائيلية المستشفى، واستهدفت أحد مبانيه، ما أدى إلى تضرر العديد من الأجهزة الطبية.

- منذ 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 وحتى وقف إطلاق النار الأحد، فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا مشددًا على المشفى، ودمر أجزاء منه، ومنع وصول الطواقم الطبية.

المستشفى الإندونيسي

في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء من المستشفى، وأحرق عددا من طوابقه، وأخرجه عن الخدمة جزئيًا.
وكان فرض خلال الفترة ذاتها التي حاصر فيها مستشفى كمال عدوان حصارًا مشددًا أيضا على الإندونيسي ضمن خطة التهجير القسري التي نفذها شمال القطاع.

المستشفى حكومي، وأنشئ عام 2014 شمال القطاع، بإشراف وتنفيذ مؤسسة "ميرسي" الإندونيسية وبتمويل من تبرعات الشعب الإندونيسي.

مستشفى الأمل

- في شباط/ فبراير 2024 شن الجيش الإسرائيلي غارات على "مستشفى الأمل" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمدينة خانيونس جنوب القطاع.

- في الشهر نفسه، اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى، ودمرت أجزاء منه، واعتقلت وقتلت عددًا من العاملين فيه.

- تأسس المستشفى على 4.5 دونمات عام 1997، ويتكون من 5 طوابق، ويضم 100 سرير.

مستشفى ناصر

- في شباط/ فبراير 2024 اقتحم الجيش الإسرائيلي "مستشفى ناصر" جنوب قطاع غزة، المكتظ بالجرحى والمرضى وآلاف النازحين، ودمر عددًا كبيرًا من أجهزته الطبية. ويقع المستشفى في مدينة خانيونس، ويعد الأهم في منطقة جنوب قطاع غزة، ويضم 512 سريرًا.

بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير الجاري، خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

اقرأ/ي أيضًا | خروقات إسرائيلية لوقف النار: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في رفح