بدأت، صباح اليوم السبت، أعمال الدورة الثالثة من المنتدى السنوي لفلسطين، بتنظيم مشترك بين المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وذلك في قاعة المجلس بفندق الشيراتون في الدوحة - قطر.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وتحدث في الجلسة الافتتاحية؛ عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وطارق متري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، حيث قدّما رؤى معمّقة حول الوضع الراهن لفلسطين والتحديات السياسية والثقافية التي تواجهها.

وافتتح بشارة المنتدى الذي صار تقليدًا سنويًا يجمع نخبة من المفكرين والأكاديميين من أنحاء العالم العربي وخارجه من المختصين والمهتمين بالقضية الفلسطينية. وشهدت المحاضرة الافتتاحية مشاركة واسعة وحضورًا كبيرًا.

تناول بشارة بعمق التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الفلسطينية، وأبعاد الصمود الفلسطيني في وجه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة. واستهل مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار الأخير جاء بعد مفاوضات شاقة تطلّبت صمودًا استثنائيًا من الفلسطينيين، موضحًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يترك وسيلة إلّا استخدمها ليحقق أهدافه العدوانية، بما في ذلك تدمير البنية التحتية وفرض مزيد من المعاناة على سكان القطاع. وأكد أن هذه الحرب كشفت مجددًا عن عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وفشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم لمنع هذه الجرائم. وأثبت أنّ إسرائيل فشلت في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعلى المقاومة عمومًا، وأن المقاومة في قطاع غزة بقيت هي الأكثر تنظيمًا، ولم تتمكن إسرائيل من العثور على بديل لها سوى العصابات الإجرامية التي تغير على شاحنات الإغاثة. وأكد أنّ اضطرار إسرائيل إلى وقف الحرب في غزّة، ستدفع ثمنه الضفة الغربية.

وفي سياق تفسير إطلاق يد إسرائيل على كافة المستويات في حربها الضروس ضد كل ما هو فلسطيني في القطاع، وصف بشارة التطورات التي حصلت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بأنها شكّلت تحولًا جذريًا في طبيعة الصراع، وأكّد فرضيتين رئيستين استند إليهما منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أولًا، توقع أسوأ السيناريوهات بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إذ إن إسرائيل قررت تحويل ردّها إلى حرب ثأرية شاملة تهدف إلى محو المقاومة الفلسطينية تحت غطاء "الدفاع عن النفس". وأوضح أنّ هذه الحرب استغلت غياب ردود فعل دولية وعربية قوية، ما أتاح لإسرائيل حرية مطلقة في استخدام أدوات القتل والتدمير بصورة منهجية ومتصاعدة. وثانيًا، ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر لن يكون كما قبله؛ فقد أكد بشارة أنّ التحولات التي أحدثتها الحرب لم تقتصر على المشهد الفلسطيني بل امتدت لتشمل السياق الإقليمي برمّته. وأظهرت الحرب الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، إضافةً إلى استمرار انقسامات النظام العربي الرسمي الذي بدا كأنه ينتظر القضاء على المقاومة الإسلامية على يد إسرائيل.

وركز بشارة على أن ما وصفه بـ "حرب الإبادة" لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان تعبيرًا عن ثقافة إسرائيلية عنصرية ترى في الفلسطينيين عدوًا جماعيًا يتطلب الانتقام والقمع. وأشار إلى أن ثلاثة عناصر رئيسة تدل على وجود نية للإبادة الجماعية: 1. العنصرية الممنهجة وازدراء الشعب الفلسطيني ثقافيًا وإنسانيًا. 2. تبرير الانتقام الجماعي باعتباره ردة فعل على ما يحدث من مقاومة. 3. شعور الإسرائيليين الدائم بعدم الأمان الذي يتغذى بأفكار نمطية عن العرب باعتبارهم خطرًا وجوديًا.

على المستوى الفلسطيني، ناقش بشارة حالة الانقسام الداخلي، معتبرًا أن حالة القيادات الفلسطينية ميؤوس منها؛ وذلك لأن المأساة الفلسطينية لم تقنعها بالوحدة، وقال إن هذه القيادات غير قادرة على تحقيق الوحدة لأن لديها مصالح منفصلة عن المصلحة الوطنية، ولعدم وجود مظلة تعددية سياسية فلسطينية، ولا قاعدة مشتركة تقف عليها. وأكد أنّ منظمة التحرير الفلسطينية قد جرت تصفيتها خلال عقدين من الزمن، وأنّ ثمة معارضة رسمية شرسة لإحيائها. وأوضح أن ثمة حاجة ملحّة إلى رأب الصدع الفلسطيني لتعزيز الصمود والحيلولة دون نزوحٍ واسعٍ من قطاع غزة، وكذلك لمنع إسرائيل من التخلص من وصمة الإبادة والحؤول دون قبولها إقليميًا بوصفها دولة مقرِّرة في الإقليم.

وذكر بشارة النتائج المباشرة لـ 7 تشرين الأول/ أكتوبر في إعادة جدولة القضية الفلسطينية على الأجندتين الدولية والإقليمية بعد تهميشها طويلًا، وأوضح أن ثمة حاجة ملحّة إلى الاستفادة من هذا الزخم عبر وضع العالم أمام ثنائية: "إما التوجه إلى حل عادل وإما استمرار الكارثة". وأشار إلى أنّ غياب هذا الموقف الموحّد يسمح لإسرائيل بالمناورة دوليًا وإقليميًا وفلسطينيًا لاستبدال مأزقها بمــأزق فلسطيني. وأبرز تنامي التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية في العديد من الدول الغربية، خاصة في ظل مشاهد الدمار والمعاناة الإنسانية التي نقلتها وسائل الإعلام. وأكّد أنّ هذا التعاطف الشعبي لم يتحول بعدُ إلى تأثير سياسي ملموس؛ بسبب غياب استراتيجية فلسطينية واضحة تستثمر هذا الدعم الشعبي، وتترجمه إلى مواقف سياسية داعمة.

أما على المستوى الدولي، فنبّه بشارة إلى تميّز الموقف الأميركي وبروز عناصره الأيديولوجية خلال العدوان الإسرائيلي بما يتجاوز العلاقات والمصالح الاقتصادية والجيوسياسية، فقد بالغت الولايات المتحدة الأميركية في تبنّي الرواية الإسرائيلية، وكانت على استعداد لترديد الأكاذيب الإسرائيلية، حتى لو ظهرت بمظهر مُزرٍ أمام العالم. وأشار أيضًا إلى انحدار الكونغرس الأميركي وتدنّي سوية غالبية أعضائه في تقبّلهم أكاذيب بنيامين نتنياهو بحماس منقطع النظير. وأكّد أنّ الأمر نفسه ينطبق على عددٍ من الدول الغربية التي أصبحت على استعداد لقمع حرية التعبير في ديمقراطياتها لإرضاء دولة تمارس الإبادة الجماعية، وتقيم نظام أبارتهايد في القرن الحادي والعشرين.

وأشار بشارة إلى نهج إسرائيل الجديد في التعامل مع الإدارة الأميركية خلال حرب الإبادة الجماعية، وهو عدم الاستماع لنصائح الإدارة الأميركية المترددة حول طريقة ممارستها للحرب في قطاع غزة، وفي جنوب لبنان وفي سورية، حيث يبدو أن هذه الإدارة قد اقتنعت بالنهج الإسرائيلي، خصوصًا بعد نجاحه في إخراج لبنان خارج دائرة النفوذ الإيراني بعد قطاع غزّة. وتطرق إلى أنّ ضغط الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، على نتنياهو يأتي من قبيل إظهار الهيمنة وتحديد مَن الرئيس، ومَن المرؤوس بينهما؛ وذلك من أجل كسب الإنجاز بوقف إطلاق النار. وبيّن أن هذا الأمر سيأتي مستقبلًا بمحاولة ضمّ مزيد من الدول العربية إلى "اتفاقات أبراهام" من دون حل للقضية الفلسطينية، وباعترافٍ بمستوطنات الضفة الغربية والسيادة الإسرائيلية عليها.

على المستوى الإقليمي، استعرض بشارة التفاعل العربي مع العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ الأنظمة الرسمية في الدول العربية، على الرغم من الحرج الكبير الذي واجهته نتيجة الغضب الشعبي الواسع في الشارع العربي، اكتفت في معظم الحالات بخطوات رمزية لم تَرْقَ إلى مستوى مواجهة الجرائم التي ارتُكبت في غزة. وقال إن العديد من الأنظمة العربية لا تزال تسعى إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات التطبيع، ومحاولة تهدئة الرأي العام الداخلي الغاضب من استمرار العدوان الإسرائيلي. وأشار إلى أن دوافع صمود الدعم العربي في وجه الغضب الشعبي تعود إلى سببين، أوّلهما، الحزم الإسرائيلي والإصرار على مواصلة الحرب حتى النهاية، بما في ذلك في لبنان. وثانيهما، عدم تزعزع الدعم الأميركي لإسرائيل.

وأكد بشارة أنّ إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية، وعبر اندفاعها غير الآبه بالنصائح الأميركية الودية المرتبطة بمصالحها في المنطقة قد ثبّتتها فاعلًا سياسيًا إقليميًا، وهو ما يُنبئ بتحوّل دول الإقليم إلى الاعتماد عليها، بدلًا من الولايات المتحدة، في الصراعات الإقليمية، جزئيًا على الأقل. وقد ظهر هذا في تحوّل جبهة الإسناد التي بدأها حزب الله إلى حرب شاملة انتهت بانهيار محور المقاومة عمليًا وسقوط نظام الأسد، الذي كان على شفا الانهيار مسبقًا.

في الختام، أشار بشارة إلى أنّ العامل الأوّل في التصدي لهذا التحوّل في دور إسرائيل وصيرورتها الجديدة في المنطقة هو العامل الفلسطيني، وأن ذلك يبدأ من إعادة النظر في استراتيجية المقاومة، من دون التخلي عن خيار مقاومة الاحتلال ونظام الفصل العنصري، وأن يسعى الفلسطينيون لابتداع أدوات نضالية جديدة وخطاب سياسي ديمقراطي يواكب التطور داخل المجتمع الفلسطيني وأجياله المقبلة، ويكون منسجمًا مع الأوساط الدولية المتعاطفة مع القضية، ومتمسكًا بالعدالة المؤدّية إلى التحرر، وأنّ أيّ حلٍّ آخر يتجاهل ذلك سيؤدي بالفلسطينيين إلى نفقٍ لا ضوء يُرى في نهايته.

وقال رئيس مجلس أمناء "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" طارق متري في افتتاح المنتدى: "نلتقي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي ثابرت في السعي إليه دون كلل دولة قطر الشقيقة، وندرك في الوقت نفسه أن المخاوف لمّا تتبد لا في غزة ولا في الضفة، وأن العدوانية الإسرائيلية لم تنحسر".

وأضاف: "من حقنا الخشية أن يكون ما انتزعه الرئيس الأميركي من الحكومة الإسرائيلية بيد سيعطى لها، ويزيد بيد أخرى"، مشيرا إلى الميل الأميركي الصريح إلى إطلاق يد إسرائيل في الاستيطان، وإخضاع أهل الضفة بالحديد والنار.

ورأى متري أنه لم يعد مستطاعا كما في السابق حجب الشعب الفلسطيني عن حقل رؤية العالم، ولم يعد ممكناً أن يُنظر إلى قضيته بوصفه نزاعاً محلياً يروق للحكام أن يتجاهلوه.

وقد حضر الجلسة عدد كبير من الباحثين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، في حين أُتيحت المشاركة للجمهور الأوسع من خلال البث المباشر عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمركز العربي، مع توفير خدمة الترجمة الفورية باللغتين العربية والإنجليزية لتوسيع نطاق المتابعة.

وعُقدت الجلسة الأولى في أربعة مسارات متوازية. ترأّست المسار الأول "القانون الدولي وحرب الإبادة الجماعية على غزة" آية راندال، وكانت بمشاركة سونيا بولس وخافيير أبو عيد بورقة "القانون الدولي وإنهاء الاستعمار في فلسطين: الرأي الاستشاري بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي"، والحسين شكراني بورقة بعنوان "دراسة مقارنة لمرافعات المنظمات الإقليمية أمام محكمة العدل الدولية بشأن النتائج القانونية لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ونزار أيوب بورقة "إسرائيل والقضاء الدولي: اختبارٌ للعدالة الدولية، قراءة مكثفة في اختصاص القضاء الدولي في مساءلة مرتكبي الجرائم شديدة الخطورة في الأرض الفلسطينية المحتلة".

أمّا المسار الثاني "حرب الإبادة الجماعية على غزة والتدمير الثقافي والمادي"، فكان برئاسة عبد الرحمن الإبراهيم، وشارك فيه محمود هواري بورقته "نهب الممتلكات الثقافية الفلسطينية ونقلها غير المشروع: قطاع غزة دراسة حالة (1967-2005)، وتحدث عادل رويشد عن "التحول المكاني والتطهير العرقي في قطاع غزة من خلال الاستثناء، وتناول مجدي المالكي وليث حنبلي في عرضهما "توثيق القطاعات المستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة الغربية".

وترأّست عزّة الحسن المسار الثالث "العدوان على غزة في وسائل الإعلام العربية"، الذي تضمن ورقة لمحمد حماس المصري ومحمد النواوي بعنوان "تحديد المصادر وإضفاء الطابع الإنساني في تغطية الصحف الأميركية والإسرائيلية لحرب إسرائيل على غزّة خلال عامَي 2023 و2024: تحليل كمّي للمحتوى"، وناقش عماد بن العبيدي "محو الطفولة في فلسطين: التغطية الإعلامية وحدود الخطاب الحضاري"، في حين عرض باسم الطويسي "صورة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في صحافة النخبة الأميركية: تحوّلات خطاب القوة والأخلاق".

وشمل المسار الرابع "حركة المقاومة الإسلامية ’حماس‘ من التأسيس إلى طوفان الأقصى: التحولات الاستراتيجية والسياسية"، وترأّسته آيات حمدان، وتضمّن أورقًا بحثية قدّمها كلّ من طارق حمّود "الإخوان المسلمون الفلسطينيون: من اضطراب الهوية إلى العمل المسلح"، وأيفر أردوغان شفق "التحول الأيديولوجي والاستراتيجي لحركة حماس بعد الربيع العربي"، ومعين الطَّاهر "طوفان الأقصى وتداعياته: محاولة للفهم".

فلسطين: تاريخيًا ودوليًا ونقديًا

عُقدت الجلسة الثانية في مسارات أربعة متوازية أيضًا، وكان المسار الأول "محطات في التاريخ الفلسطيني من القرن التاسع عشر إلى النكبة" بإدارة عصام نصّار، تحدث فيه الباحث مهند أبو سارة عن "الدوائر العلمية والأدوار الاجتماعية والسياسية للعلماء في فلسطين في أوائل القرن التاسع عشر"، وناقش بلال شلش في ورقته "فصل الخطاب: بريطانيا أصل الدّاء؟! تأريخ لسؤال الثورة عن المشروع الاستعماري البريطاني في فلسطين وإجاباته (1930-1935)"، وتحدّث فوزي الغويدي عن "يمنيون في فلسطين: من النكبة إلى اجتياح بيروت". وقدّم علي زيدان، المشارك عن بعد، ورقة بعنوان "الجغرافيا الشفوية: إعادة بناء القرى المدمرة من الذاكرة، قرية الصفصاف نموذجًا".

وتضمّن المسار الثاني "منظومة السجن الإسرائيلية: تجارب ورؤى نقدية" برئاسة طارق دعنا، مشاركة لمى غوشة، عن بعد، بورقة "الحرب الخفيّة: قراءة في تشكيل الإنسان الانضباطي عبر ’الأدوات الناعمة‘، الحبس المنزلي وسجن المجتمع"، وورقة شادي شرفا "نظام الضبط والسيطرة الاستعماري في السجون الإسرائيلية من البانوبتيكون إلى الكابو"، وأشرف بدر الذي شارك، عن بعد، بورقته "قراءة تعليمية للسياسات الاستعمارية في المنظومة السجنية الإسرائيلية عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر"، وخالد محاجنة ورينا العقبي بورقة "الإحباط النفسي دافعًا نحو الحرية: تجربة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، سجن جلبوع نموذجًا".

وترأّس سعيد الهاشمي المسار الثالث "فلسطين والتضامن العالمي والعربي"، الذي شمل ورقة "التضامن النسوي المناهض للاستعمار وسياسات المكان: كيف تتعامل النسويات الإيرلنديات مع قضية فلسطين؟" لآزاده ثبوت، وورقة مشاركة عن بعد بعنوان "تأثير ’الإيروس‘: التضامن مع فلسطين في كوريا الجنوبية" لمنتهى عابد، و"النشاط الأكاديمي والطلابي حول إبادة غزة في الجامعات التركية" لمراد قاياجان، و"حركات التضامن المغربية مع فلسطين ما بعد طوفان الأقصى: الواقع والآفاق" للمصطفى بنموسى.

أما المسار الرابع فترأّسه محمد حمشي، وتضمّن مشاركة لأحمد حسين عن "غزّة و’أثر الفراشة‘: تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة في النظامَين الإقليمي والدولي"، وورقة لِماندي تيرنر بعنوان "مصانع الهيمنة: كيف ساهمت مراكز الأبحاث الغربية في نشر تحيزها حول إسرائيل وفلسطين بعد7 تشرين الأول/ أكتوبر وإنتاج قبول الإبادة الجماعية؟"، وورقة بوكان وليلى راميك ميسيهويتش "السياسة فوق الوطنية وتنازع الهويات والمصالح الوطنية: موقف الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية (2009–2021)، ومشاركة خضير الدهلكي بورقة "تأثير اللوبي الإسرائيلي في البرلمان الأوروبي في سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية".

الحرب على غزة وجبهات إسناد فلسطين

نظّم المنتدى في نهاية اليوم الأول ندوة عامة بعنوان "الحرب على غزة وجبهات إسناد فلسطين" ترأّسها حارث حسن، وشارك فيها أربعة متحدثين، حيث قدّم أدهم صولي مشاركة بعنوان "مساندة غزّة: العواقب غير المقصودة لحرب حزب الله المقيّدة"، وتحدّث مهران كامرافا عن "الدعم الإيراني لغزّة: صراع المثالية والواقعية"، وتناول علي محمد الذهب "القيمة الاستراتيجية لدور الحوثيين العسكري في إسناد غزة"، وقدّم مروان قبلان مشاركة بعنوان "جبهة الإسناد في سورية: موقف نظام الأسد من الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان".

تستمرّ أعمال المنتدى حتى 27 كانون الثاني/ يناير 2025، كما هو مبيَّن في جدول أعماله في اليومين المقبلين، بنسقٍ مشابه، تُعقد الجلسات فيه في مساراتٍ متوازية، حول أطر التحرير، وإبادة التعليم في قطاع غزة، والتمثيل الرمزي للمقاومة الفلسطينية، والقدس وسياسات المحو والمقاومة، والعرب الفلسطينيون في إسرائيل وسؤال المواطنة، والاستيطان في الضفة الغربية، وأدوات حرب الإبادة الجماعية على غزة، واللاجئون الفلسطينيون وحق العودة: الذاكرة والمكان، والشباب الفلسطيني والناشطية الرقمية، والحرب على الضفة وآليات السيطرة الاستعمارية، والذاكرة الجماعية بين النكبة وحرب الإبادة الجماعية، والإبادة الجماعية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد، والتحولات في المجتمع والدولة في إسرائيل في ظل حرب الإبادة على قطاع غزة، والآثار الاقتصادية للاستيطان في الضفة، وغزة ما بعد العدوان: نظرة مستقبلية، وفي الاقتصاد الفلسطيني وتداعياته. وستُعقد ندوتان عامّتان في اليومين الثاني والثالث على التوالي: "سياسة ترامب في عهدته الثانية تجاه القضية الفلسطينية: أي آفاق"، و"العدوان الإسرائيلي على غزة: سيناريوهات ما بعد حرب الإبادة". أما في اليوم الثالث فستُعقد ورشة عمل مغلقة بعنوان "غزة تحت حكم حماس (2007-2023)".