معبر رفح.. مرضى يستعدون للعلاج بعد شهور من الانتظار
لأول مرة منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه في أيار/ مايو الماضي، يتجهز مرضى وجرحى غزيون للسفر عبر معبر رفح البري جنوب القطاع لتلقي العلاج في الخارج ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
هذه الخطوة التي طال انتظارها تشكل بارقة أمل للمرضى والجرحى الذين عاشوا على مدى شهور بأوجاع شديدة وبلا علاج في ظل تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير المنظومة الصحية خلال حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها في القطاع.
مرافقو المرضى والجرحى عبّروا في أحاديث منفصلة تنقلها وكالة "الأناضول"، عن "أمل كبير للمرضى والجرحى في استكمال علاجهم اللازم على طريق التعافي".
الدفعة الأولى من المرضى والجرحى من المقرر سفرها عن طريق معبر رفح في وقت لاحق، اليوم السبت، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة بالقطاع، الجمعة، وأوضحت أنها "تتواصل مع المرضى والمرافقين لترتيب إجراءات السفر حسب الكشف الموافق عليه من أطراف العلاقة وذلك هاتفيًا"، مشيرةً إلى أن "منظمة الصحة العالمية ستعمل على تجهيز حافلات تقل المرضى والجرحى للتحرك نحو المعبر".
أمل كبير
الغزي، محمود شكشك، من مدينة خانيونس، وهو والد الطفلة أسيل، المريضة بعيب خلقي في القلب منذ الولادة، أفادت بأن طفلته "ستسافر السبت بعد طول انتظار"، لافتًا إلى أنه "طرق كل الأبواب من أجل السماح لطفلته بالخروج من معبر رفح للسفر من أجل تلقي العلاج المنقذ لحياتها".
ومع ذلك، أشار إلى أن فرحة عائلته بالسفر تبقى "منقوصة لعدم إدراج شقيقة الطفلة أسيل، والتي يبلغ عمرها 3 سنوات، ضمن كشوفات السفر".
وقال عن ذلك، إن الطفلة "ستُبعد عن والدتها، التي سترافق شقيقتها، طيلة أشهر العلاج في عمر يكون احتياج الطفل لوالدته كبير".
"شريان الحياة"
بدوره، يقول سالم أبو دقة والد الطفل المصاب أحمد، إن نجله أصيب منذ 6 شهور في الرئة اليسرى جراء قصف إسرائيلي آنذاك، وإن "النَفَس عنده ثقيل، ولا يقدر على المشي، بينما تزيد المضاعفات (الصحية) لديه".
وإثر ذلك، أبلغ الأطباء عائلة أبو دقة آنذاك أنه لا يوجد علاج لأحمد داخل القطاع، وأن هناك ضرورة لسفره إلى الخارج، وفق والده.
ووصف الوالد معبر رفح بأنه بمثابة "شريان الحياة" للفلسطينيين بغزة خاصة المرضى والجرحى الذين لا يوجد لهم علاج في القطاع، معربًا عن أمله في عودة نجله إلى القطاع وهو "مستكمل علاجه، وعلى طريق شفائه التام".
الجمعة، أعلن الاتحاد الأوروبي استئناف عمل بعثته المدنية في معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما يسمح بنقل الغزيين المحتاجين إلى رعاية طبية إلى الخارج، بمشاركة 18 فردًا منه بينهم عناصر شرطة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا.
وأوضحت الحكومة الإيطالية، في بيان، أن "المهمة انطلقت بناء على طلب إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بدعم كامل من مصر"، وأن "الهدف الأساسي هو تنسيق وتسهيل العبور اليومي لما يصل إلى 300 جريح ومريض".
وتمثل إعادة فتح معبر رفح، الذي احتلت إسرائيل الجانب الفلسطيني منه في أيار/ مايو 2024 الخطوة الكبيرة التالية في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" الذي جرى بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وبحسب تقارير إسرائيلية، اليوم السبت، سوف يُسمح بمرور "50 حالة مرضية، يوميًا، مع ثلاثة مرافقين لكل مريض، ما يعني بمعدل 200 شخص يوميًا، شرط الحصول على الموافقة المسبقة من الجهات الأمنية في إسرائيل ومصر".
اقرأ/ي أيضًا | مصر.. "احتشاد شعبي" أمام معبر رفح لرفض تهجير الفلسطينيين