شهادة صادمة: التعذيب في سجون الاحتلال... اعتداءات جنسية حتى باستخدام الكلاب
كشف المعتقل الفلسطيني المحرر أدهم منصور(45 عاما)، أحد سكان جباليا شمال قطاع غزة، عن تفاصيل صادمة حول ظروف الاعتقال والمعاناة للأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، ومن بينها تسليط الكلاب للاعتداء جنسيا على أسرى فلسطينيين.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
والسبت، قال نادي الأسير الفلسطيني إن أوضاع المحررين من السجون الإسرائيلية، تعكس مستوى "الفظائع" التي تعرضوا لها، مشيرا إلى أن معظم المفرج عنهم بعد حرب الإبادة يعانون مشكلات صحية.
وأضاف النادي أنه "بعد أن تحرر 183 أسيرا (...) عكست هيئات الأسرى وأوضاعهم الصحية وحاجة بعضهم للنقل إلى المستشفى، مستوى الفظائع التي تعرض لها الأسرى على مدار الفترة الماضية في سجون الاحتلال".
وفي حديث صحافي، قال الأسير المحرر أدهم منصور: "تعرضنا للضرب والإهانة والظروف السيئة، بالإضافة إلى هجوم الكلاب، وهناك أسرى تعرضوا للاغتصاب من الكلاب". وأضاف "كان وزني 80 كيلوغراما، ولكن بعد فترة السجن وصل إلى 55 كيلوغراما".
وشدد منصور على أن المعتقلين يعانون من أمراض "لا تعد ولا تحصى"، دون وجود أي علاجات طبية متاحة. وأشار إلى أن أقسام السجن مزدحمة للغاية، حيث تضم كل خيمة أكثر من 45 شخصا في مساحة صغيرة لا تتناسب مع هذا العدد الكبير من الأسرى.
وأوضح أنه لم يتمكن من النوم لمدة ثلاثة أشهر بسبب الحكة الشديدة التي أصابته نتيجة إصابته بمرض جلدي (الجرب)، وسط إهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون.
وروى منصور الظروف المعيشية القاسية داخل الخيام التي يقيم فيها الأسرى، حيث لا تتوفر لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة، مشيرا إلى أن الاكتظاظ الشديد زاد من معاناتهم، وجعل الظروف الصحية تتدهور بشكل أكبر.
وتسلط شهادة منصور، الذي أسرته إسرائيل في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2023، الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى، من سوء معاملة إلى الأوضاع الصحية الكارثية، ومن ضرب المعتقلين إلى وضعهم في أماكن مزدحمة وعدم توفير العلاج للمرضى والمصابين منهم في سجون الاحتلال.
و27 حزيران/ يونيو الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين خلال عملياته الحربية في قطاع غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية يعد "سلوكا ممنهجا ومتبعا بشكل واسع النطاق".
وهذه الشهادة ليست الأولى، ففي 29 تموز/ يوليو 2024، تم إيقاف 10 جنود احتياط عملوا حراسا في معسكر "سديه تيمان" بتهمة الاعتداء على أسير فلسطيني بما في ذلك الاعتداء الجنسي، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وفي اليوم التالي، كشفت صحيفة "هآرتس" أن الأسير الفلسطيني الذي تعرض لاعتداء جنسي في قاعدة "سديه تيمان" العسكرية الإسرائيلية "يعاني إصابات خطيرة بما في ذلك تمزق في الأمعاء".
ومنذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياح غزة بريا في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، اعتقل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.
وجاء الإفراج عن منصور ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى، التي تنفذ في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.
ويتحدث الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، عن تعرضهم للتجويع والضرب والتعذيب النفسي، مع تطابق ذلك على مظهرهم الخارجي.
وتعد هذه الدفعة الخامسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، والتي شملت الإفراج عن 183 أسيرًا، 42 منهم من الضفة، وثلاثة مقدسيين، و138 من غزة، بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتشمل صفقة تبادل الأسرى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في مرحلتها الأولى بشكل كلي، الإفراج عن 1737 أسيرًا فلسطينيًا، حيث تمتد هذه المرحلة على مدى 6 أسابيع، بواقع دفعات أسبوعية.