وفد من حماس إلى القاهرة لبحث مقترح وقف إطلاق النار والمصالحة مع فتح
يصل وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة، لعقد لقاءات مع مسؤولين مصريين تتناول عدة ملفات، في مقدمتها جهود الوساطة المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما في ذلك المقترح المصري بشأن هدنة وصفقة تبادل أسرى جزئية.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
كما تشمل المحادثات المرتقبة ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، وذلك في أعقاب زيارة وفد من حركة "فتح" إلى القاهرة السبت الماضي، برئاسة جبريل الرجوب، وذلك بحسب ما أوردته صحيفة "العربي الجديد" عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الإثنين.
جاء ذلك فيما أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم الإثنين، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعًا في المقر الرسمي لضيوف الرئيس الأميركي (بلير هاوس) في واشنطن، مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن الاجتماع الذي عقد قبيل لقاء نتنياهو المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت لاحق اليوم، "تناول الجهود المبذولة للإفراج عن الأسرى في غزة، إلى جانب محاولات الوسطاء دفع مقترح تسوية من شأنها التمهيد للتوصل إلى صفقة.
وتقدّمت مصر بمقترح جديد لوقف إطلاق النار، وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "مقترح حقيقي". يشمل المقترح إطلاق سراح تسعة أسرى أحياء، بينهم الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية، عيدان ألكسندر، وتسليم ثلاث جثامين لأسرى يحملون الجنسية الأميركية، مقابل الإفراج عن 300 أسير فلسطيني، من بينهم 150 محكومًا بالمؤبد، بالإضافة إلى 2200 أسير من قطاع غزة.
ويتضمن المقترح تمديد الهدنة إلى 70 يومًا، تُستأنف خلالها المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، وتُفتح المعابر، ويُسمح بإدخال المساعدات والوقود. كما ينص على تقديم معلومات دقيقة بشأن مصير بقية الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد إسرائيلي واسع، وقصف مكثف يستهدف مختلف أنحاء قطاع غزة، يترافق مع تدمير ممنهج لما تبقى من مبانٍ في القطاع، في محاولة للضغط على حركة حماس، ودفعها إلى تقديم تنازلات في المفاوضات الجارية عبر الوسطاء.
من جهتها، جدّدت الحركة تمسكها بمقترحات الوسطاء، ورفضت الرد على الطرح الإسرائيلي الأخير. وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قد دخلت حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وامتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، والتي تُعد جزءًا من اتفاق ثلاثي المراحل، واستأنفت في 19 آذار/ مارس أنها عملياتها البرية وهجماتها على قطاع غزة.
بالتوازي مع ذلك، من المتوقع أن يبحث المسؤولون المصريون مع وفد "حماس" الرؤية التي قدّمتها حركة فتح لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد القيادة، واحتواء الخلافات الداخلية. وتأتي هذه الجهود في سياق الدفع نحو التركيز على ملف وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" إن هناك مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل بإمكانية التقدم في ملف المصالحة، في ظل تجاوب أولي من جانب حماس، واستعداد من فتح لبحث حلول وسط قد تؤدي إلى إنهاء الأزمة الداخلية.
وكان وفد حركة فتح، الذي ضم جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية، ومحمد اشتية عضو اللجنة، وروحي فتوح رئيس المجلس الوطني، قد سلّم الجانب المصري رؤية شاملة لإنهاء الانقسام، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة.