شهد العام 2004 المنصرم تصعيدًا ملحوظًا في اعتقال النساء الفلسطينيات على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تواصل حملات المداهمة والاعتقالات في كافة مدن وبلدات الأراضي المحتلة.

وسجلت إحصائيات "نادي الأسير الفلسطيني" 63 حالة اعتقال للنساء الفلسطينيات في العام 2004، من مختلف محافظات فلسطين، من بينهنّ زوجات أسرى وشهداء. وشملت الاعتقالات 14 قاصرًا أعمارهنَ أقل من 18 عامًا، أصغرهنّ الأسيرتان هبة يغمور، وتتواجد في مستشفى "هداسا عين كارم" بعد أن تعرضت لاصابات بالرصاص خلال اعتقالها يوم 26/2/2005، والأسيرة غادة صابر أبو حميد (14 سنة) من سكان محافظة الخليل، والتي اعتقلت يوم 5/9/2004، ليصل عدد الاسيرات الفلسطينيات مع بداية العام الجديد 2005 إلى 129 أسيرة فلسطينية.

ولا يستقر عدد الأسيرات عند رقم معين وهو مرشح الارتفاع نظرا لحملات الاعتقال المتواصلة.

وتتواجد حاليًا في سجون الاحتلال الاسرائيلي 120 أسيرة، بينهنّ 13 أمًا فلسطينية و 23 أسيرة قاصر، من بينهنّ 15 أسيرة مريضة يعانين من أمراض مختلفة. كما يتواجد طفل وُلد داخل السجن هو نور، ابن الاسيرة منال غانم، بعد أن أفرج عن زميله الطفل الرضيع الآخر، الذي وُلد داخل السجن، وهو وائل، ابن الأسيرة مِرفت طه.

وتعرضت الأسيرات الفلسطينيات خلال عام 2004 الى خمس اعتداءات وحشية على يد شرطة السجن والوحدات الخاصة بالقمع حيث أصيب عدد منهنّ برضوض وجروح واختناقات بالغاز، شملتها عقوبات بالزنازين الانفرادية وحرمان من الزيارات ودفع غرامات مالية. كما تعرضت الأسيرات لاجراءات قاسية أبرزها التفتيش العاري وزجّهنّ في أقسام مجاورة لأسيرات جنائيات يقمنَ بالاعتداء عليهنّ وتوجيه الشتائم والاستفزازات المتواصلة بحقهنّ.

وقد قالت الاسيرة أيمان غزاوي، لمحامية "نادي الأسير"، حنان الخطيب: "أولادي لم يعرفوني"، وأضافت أنه سُمح لها بلقاء أولادها بعد 3 سنوات من اعتقالها.. ووصفت اللقاء مع أولادها بأنه كان مُحزنًا جدًا ومؤلمًا وجاء في إفادتها: "عندما رآني ابني تركني وذهب فبدأت بالبكاء... حاولت أن اغريه بالهدايا التي أحضرتها له ولكنه لم يعرفني.. لم أستطع أن أحتضن أولادي بسبب العزل البلاستيكي".

وكانت غزاوي تركت ابنها جهاد وهو بعمر 5 سنوات ونصف السنة، وابنتها سماح بعمر 4 سنوات ونصف السنة، وعندما رأتهما وجدتهما قد كبرا..

وأشارت الأسيرة منال زياد سباعنة (19 عامًا) من جنين، للمحامية الخطيب إلى أنّ معظم الاسيرات يعانين من أمراض منها بسيطة ومنها صعبة، إلا أنّ الإدارة وعيادة السجن التي تشارك الادارة في تعذيب الاسيرات تهمل أوضاع المريضات؛ فلا يوجد في عيادة السجن طبيب مختص ولا طبيبة نشائية لترعي شؤون الاسيرات، وطبيب الاسنان الذي يزور السجن في فترات متباعدة جدًا لا يقبل تصليح الاسنان ويهتم بخلعها فقط، واعطاء الاكامول والماء دواءَ لكل داء خلف قضبان الاعتقال، لأسيرات يعانينَ من أوجاع في العيون وديسكات في الظهر بسبب الجلوس في ظروف اعتقالية وحشية وفرشات سيئة ورقيقة ومبللة بالرطوبة العالية وقلة التدفئة ونقصان شديد في الملابس الشتوية.

كما تقدّم الادارة طعامًا سيئًا جدًا، كمًا ونوعًا، فلا يقومون بتنويع الطعام ومعظمه نيء وقذر، مما يضطر الاسيرات لشراء طعامهنّ من الكنتين وعلى حسابهنّ الخاص، مرة واحدة بالشهر، ويُمنع شراء اللحوم.

إلى ذلك تهمل إدارة سجن "تلموند" للنساء طلبات الاسيرات بتحسين ظروفهن المعيشية، وتستمر في التفتيش العاري المذلّ بحقهن كلما خرجنَ من والى المحكمة، ولا يأبهون بأسيرة مريضة أو بأسيرة قاصر أو بأم تزور أبناءها من خلف الجدار العازل وتحرم من حضنهم، في حين تحرم معظم الاسيرات من ادخال الملابس لهنّ خلال زيارة الاهل.

وتعاني الأسيرات من قلة إدخال الكتب والجرائد قديمة التاريخ، وغير مسموح إدخال أدوات رياضية مع الاهل عند الزيارة.

وأفادت الاسيرة المحررة، نعيمة العبد مصطفى نخلة، وهي أم لطفلين تعاني من ازمة نفسية وتتأزم حالتها نتيجة ظروف الاعتقال والمعاملة السيئة من قبل الادارة لها، حيث لم يتم زيارتها من قبل الاهل منذ لحظة اعتقالها. وكانت تعاني الاسيرة المحررة من مرض السكري ولا تتلقى أي علاج ولا الطعام الخاص لحالتها، بالاضافة الى وجع بالاذن وهي بحاجة ماسة لعملية ولم تكن تُعطى إلا الأكامول.

وتروي الأسيرة القاصر رندة محمد يوسف الشحاتيت من دور الخليل، والمعتقلة منذ ما يقارب 10 شهور، للمحامية الخطيب عن طريقة اعتقالها الوحشية حيث قاموا بربط يديها ورجليها وعصبوا عينيها وهي تتواجد في الحرم الابراهيمي وتم نقلها الى مراكز التحقيق وتم التحقيق معها بصورة وحشية، وهي تتواجد مع الاسيرات الزهرات في" نفي تيرتسا" سجن الرملة، وهي معاقبة من زيارة الاهل بحجة أنها أصابت "الشيك" وقت الفورة بيدها.

وطالب "نادي الأسير الفلسطيني" المؤسسات الحقوقية والانسانية ومنظمة الصليب الاحمر بالتحرك لرفع المعاناة عن الاسيرات داخل السجون، ووضع حد للانتهاكات القاسية التي يتعرضن لها. وطالب كذلك السلطة الفلسطينية بالعمل للافراج عن الاسيرات واعطائهن الاولوية في اية تسوية سياسية ومفاوضات.