أكد المعتقل الإداري نضال أبو عكر المضرب عن الطعام منذ أسابيع، لمحامية مؤسسة "الضمير"، على أن معنوياته عالية جدا وإرادته قوية، وأنه لن يتراجع حتى تحقيق مطالبه ومطالب المعتقلين الإداريين.

وكانت قد زارت محامية مؤسسة "الضمير"، فرح بيادسي، اليوم الإثنين، المعتقل الإداري أبو عكر، من مخيم الدهيشة للاجئين، والمعزول في زنازين سجن عسقلان، في أعقاب إعلانه الإضراب عن الطعام.

وكان أبو عكر قد أعلن الإضراب الجزئي عن الطعام، مع ستة معتقلين إداريين آخرين، في العشرين من آب/ أغسطس الماضي، وأعلن الإضراب المفتوح في الثلاثين من الشهر نفسه، وذلك احتجاجا على اعتقاله الإداري، حيث أنه أمضى في سجون الاحتلال نحو 12 عاما، منها 9 أعوام بسبب الاعتقالات الإدارية المتلاحقة.

وأكد أبو عكر أنه لا يزال معزولا في زنزانة ضيقة جدا حجمها تقل مساحتها عن ثلاثة أمتار مربعة، يطلق عليها "الزنزانة البائسة"، وتحت ظروف لا إنسانية، حيث لا يسمح له بالخروج للفورة بشكل منتظم، ويتم تكبيل يديه ورجليه أثناء زيارات المحامي، وأحيانا أثناء الفورة.

وأشار إلى أنه لم يتم التفاوض معه أو مع أي من المعتقلين الآخرين المضربين عن الطعام حتى هذه اللحظة من قبل أي جهة كانت، وأن الإضراب مستمر حتى الحرية، ووقف استخدام الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين.

كما أكد على أنه مستمر في الإضراب المفتوح عن الطعام، وأنه لا يتناول إلا الماء، علما بأن مصلحة السجون تعرض عليه الطعام يوميا، وهو يرفضه، بينما تتأخر بجلب الماء له حيث لا يمكنه ملء زجاجة الماء من الحنفية بسبب انخفاضها.

كما أكد على أن مصلحة السجون لم تعرض عليه أي فيتامنيات أو أملاح بالرغم من دخول الإضراب المفتوح عن الطعام اليوم الـ22، كما وأنه يرفض جميع الفحوصات الطبية، وتوقف عن تناول كافة أدويته، علما بأنه يعاني من ألم شديد في الرأس، ودوار وأوجاع في المفاصل والظهر، وطنين في الأذنين، وصفار حول العيون، كما يعاني من التهاب شديد في الحلق، ولم يتناول أي دواء لذلك. وتشير المحامية بيادسي إلى أنه وجهه بات أكثر شحوبا مقارنة بما كان عليه خلال الزيارة السابقة التي تمت يوم الخميس الماضي.

وأعلم أبو عكر المحامية بيادسي بأنه  يهدد بشكل مستمر بمقاطعة الماء أيضا فيما لو يتم نقله من الزنزانة الحالية حيث هناك بعض السجناء الجنائيين بالزنازين المجاورة له والذين يتسببون له بإزعاج شديد ويمنعونه من النوم، كما ويطالب بنقله من عزل سجن عسقلان ليكون مع بقية المضربين.

ويدعو أبو عكر إلى إطلاق حملة وطنية لإسقاط الاعتقال الإداري، وفرض رقابة دولية قضائية على محاكم الاحتلال العسكرية، ومنع التغذية القسرية الذي شرعها الاحتلال مؤخرا، بالإضافة إلى المطالبة بتعويضه هو وجميع المعتقلين الإداريين حسب ما تنص عليه المادة 39 من اتفاقية جنيف الرابعة، بحيث تجبر الاتفاقية القوة المحتلة التكفل باحتياجات الشخص المحمي المفروض عليه إجراءات تمنعه من إعالة نفسه وعائلته الذين يعولهم.

وأكد أبو عكر على أن معنوياته عالية جدا، وأنه يتمتع بإرادة قوية لا تعرف التراجع ولا الضعف، وأنه مستمر في الإضراب ومعركة كسر القيد حتى تحقيق جميع مطالبه ومطالب المعتقلين الإداريين، وأولها إلغاء الاعتقال الإداري.

كما يدعو الشعب الفلسطيني والمؤسسات الفلسطينية والقوى الوطنية إلى التعامل مع هذا الإضراب الجماعي كما يجب، والالتفاف حول قضية الأسرى والمعتقلين الإداريين وفضح سياسة الاعتقال الإداري على المستوى الدولي وإسقاطها.

وأخيرا، نقل نضال أبو عكر أطيب التهاني لعائلته وعموم الشعب الفلسطيني بحلول عيد الأضحى المبارك ويؤكد بأنه "نضاله ونضال المضربين الآخرين عن الطعام إنما هو لبعث الأمل والفرح في الشعب الفلسطيني وتحقيق العدالة والكرامة والإنسانية".