تراجعت مصلحة السجون، اليوم الأربعاء، عن موقفها السابق الذي رفضت بموجبه زيارة محامي مروان برغوثي، إلياس صباغ، وأبلغت المحامية عبير بكر، مقدمة الالتماس بهذا الشأن، أن مصلحة السجون سترتب لقاء لمحامي مروان برغوثي خلال يوم الغد أو حتى يوم الأحد المقبل.

وقالت المحامية عبير بكر في حديثها لموقع عرب 48 إن منع زيارة المحامي هو إجراء عقابي غير قانوني، ولا يمكن لمصلحة السجون اتخاذ إجراء عقابي كهذا، وعليه، تم تقديم الالتماس وجاءت الاستجابة سريعة من قبل النيابة العامة ومصلحة السجون".

وحول الإجراءات العقابيّة، قالت أبو بكر في حديثها لـ"عرب 48" إن الأسرى يتعرضون لعدة إجراءات عقابية "بسبب إضرابهم عن الطعام، فهم يتعرضون للعزل الكامل، ومنع زيارة الأهل، وحتى الملح الذي يتناولونه يمنع عنهم، هذه إجراءات موثقة ولكن الإجراءات غير الموثقة وتتم يوميًا، مثل الإهانات والتنكيل وغيرها من الممارسات التي تدور داخل أروقة السجن، والتي يروي فيها الأسرى بشكل دائم عن هذه المعاناة مع كل إضراب عن الطعام".

قالت مصلحة السجون في بيانها إنها لم ولن تفاوض الأسرى، إلى أي مدى هذا التصريح صحيح؟

على مدار سنوات متابعتي لقضايا الأسرى كانت على الدوام مفاوضات معهم، وحتى قبل هذا الإضراب، كانت هناك مفاوضات حتى الساعات الأخيرة، فأنا أشكّك في هذا البيان، اليوم هناك قائد لمصحة السجون معروف ببطشه وقد يحاول أن يقود سياسة قمع مختلفة.

الى أي مدى يؤثر تفاعل الجمهور بالخارج على نجاح الإضراب؟

هذا شيء مركزي جدًا لنجاح الإضراب، المضرب عن الطعام يهمه بالمقام الأوّل هل يهتم من هم بالخارج في قضيته وكأنها قضيتهم؟ وليس تركه وكأنه موضوعه الخاص، لذلك التفاعل الجماهيري له تأثير حاسم في نجاح الإضراب. أمّا مصلحة السجون فتتخوف من موت أسير بسبب الإضراب عن الطعام، ولذلك جاء قانون الإطعام القسري.

كأنك تقولين لا شيء يراهن عليه الأسرى إلا حياتهم والتفاعل الجماهيري؟

طبعًا، وهذا ينبع من اليأس، ودعني أقولها بصراحة أن الأسرى لا يلجأون للأضراب فقط يأسًا من مصلحة السجون، وإنما، أيضًا، من الشعب والجمهور لعدم اهتمامه الكافي بقضاياهم، لا المؤسسات تدعم كما يجب، ولا أخذ مطالب الأسرى على محمل الجد وتحويلها إلى مطالب فعلية، الأسرى لا يشعرون أن من خارج السجن يعمل لمعالجة حتى قضاياهم اليومية، والإضراب عن الطعام رسالة لنا أيضا تقول لم تقدموا لنا الدعم الكافي وليس فقط تجاه مصلحة السجون، وهناك غياب أفق لصفقة تحرير أسرى، فهم في النهاية ينشدون الحرية، هؤلاء لا ينتظرون المحاكم لتحقيق حريتهم، فليس لدى أي أسير قناعة "أنا في السجن حتى الموت"، هم يريدون الحرية وهذا المطلب لا يسعى أحد اليوم لتحقيقه.

اقرأ/ي أيضًا | إدارة سجون الاحتلال تواصل هجمتها على الأسرى المضربين