تستمرُّ معاناة الأسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ يحاولُ الاحتلال، وبشتّى الطرق؛ ثني عزيمة الأسرى، والنيل من نضالهم المشروع ضد السّجّان، ولا يكفّ الاحتلال، عن تضييق الخناق على الأسرى تارة، والاعتداء عليهم تارة أُخرى، في محاولاتٍ لا تُجسّد إلا الصورة القبيحة التي يحملُها الاحتلال، وآخر تلك المحاولات، هي تعمُّد الإهمال الطبي بحق الأسرى، إذ أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الأحد، بتدهور الحالة الصحية لثلاثة أسرى مرضى يقبعون في معتقلي "مجيدو" و"الجلبوع"، نتيجة لتصاعد سياسة الإهمال الطبي بحقهم واستهدافهم؛ بعدم تقديم العلاج اللازم لهم والاستهتار بحياتهم.

وأوضحتْ الهيئة في تقريرها أن الأسير علي حنون (22 عاما) من مدينة قلقيلية، يعاني من سرطانٍ في الغدد اللمفاوية، وكان يتلقى العلاج قبيل اعتقاله، لكن منذ أن تم اعتقاله وزجّه في معتقل "مجيدو"، لم يتلق أي علاج ولم تجرِ له أية فحوصات طبية، ما أدى إلى تدهور حالته.

في حين يشتكي الأسير عكرمة دحبور (25 عاما) من بلدة عزون قضاء قلقيلية، من آلام في عصب رجله اليسرى، وهو بحاجة إلى إجراء فحوصات طبية عاجلة، إلا أن إدارة معتقل مجيدو تُماطل في تحويله للمستشفى وتكتفي بإعطائه المسكنات.

وفي ذات السياق، أشارت الهيئة إلى أن الأسير أمين كميل من بلدة قباطية جنوب جنين، والقابع في معتقل "الجلبوع"، يعاني من جيوب أنفية، وهو بانتظار أن تُجرى له عملية جراحية بأسرع وقت ممكن، لكن إدارة السجن لم تبدِ أي اهتمام بذلك.

أوضاع حياتية مُقلقة لـ 62 أسيرة في سجون الاحتلال

على خطٍّ موازٍ، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن 62 أسيرة موزعات بين معتقلي "الدامون" و"هشارون"، يعشن أوضاعا صعبة للغاية، في ظل استمرار الإجراءات الاستفزازية والممارسات التعسفية التي تتخذها إدارة السجون بحقهن، خاصة مع بداية شهر رمضان المبارك.

وأوضحت الهيئة أن الأسيرات في معتقل "هشارون"، نقلن تذمرهُنَّ لمحامية الهيئة هبة إغبارية عقب زيارتها لهن، مبينات أن إدارة المعتقل قررت في الفترة الأخيرة تقليص الوجبات الرئيسية المقدمة لهن، بذريعة أن هناك نظاما جديدا يتم تطبيقه في كل السجون.

وأضافت الأسيرات أن غالبية الطعام المقدم لهن هو في الواقع تالف وغير صالح للاستهلاك البشري.

وأفادت الهيئة بأن الأسيرات في معتقل "الدامون" يتعرضن لمعاملة قاسية أثناء نقلهن بما يسمى عربة "البوسطة" من السجن إلى المحاكم الإسرائيلية، حيث الإذلال والإهانة على يد قوات القمع، إضافة إلى الانتظار لساعات طويلة وهنّ مقيدات على كراس حديدية باردة، ولا يُسمح لهن خلالها بشرب الماء أو قضاء الحاجة.

اقرأ/ي أيضًا | 17 نيسان.. على إيقاع الأموات وأنفاس الحرية