تستعد الجالية الفلسطينية بمدينة ساو باولو البرازيلية، من خلال المركز الثقافي العربي الفلسطيني، لإحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض بمقر المجلس البلدي، يوم 31 آذار/ مارس القادم.  

وأخذت الجالية الفلسطينية بمدينة ساو باولو على عاتقها إحياء المناسبة كمبادرة منها، على عكس السنوات الماضية، حيث كانت النشاطات تحصل بمبادرة أطراف برازيلية متضامنة ومناصرة للشعب الفلسطيني وحقوقه ونضاله العادل.

وقال المركز الثقافي الفلسطيني إن هذه المبادرة جاءت لكي يمسك بزمام الأمور ليصبح إحياء المناسبات الفلسطينية بيد الجالية الفلسطينية ومؤسساتها، وليعيد إلى الجالية الفلسطينية حضورها في المدينة والمنطقة. ودعت الهيئة الإدارية للمركز عددًا كبيرًا من القوى البرازيلية ومؤسسات المجتمع المدني لحضور النشاط، كما أقر المركز دعوة بعض التجمعات الأجنبية المتواجدة في البرازيل لمشاركة الجالية الفلسطينية نشاطها بهذه المناسبة، كالجالية البوليفية التي ستقدم بعض العروض الفلكلورية من رقصاتها الشعبية، وجالية التشيلي التي ستقدم بعض الأغاني الشعبية في هذه المناسبة.

وذكر المركز أنه 'أراد لهذا النشاط أن يكون فلسطينيا، ليس له علاقة إطلاقا بالتجاذبات السياسية الفلسطينية والتفاوت بينهما، فوجهت دعوتها لكل الأطراف الفلسطينية دون أي تمييز أو إهمال لطرف ذو رأي، كما وجهت الدعوة إلى السفارة الفلسطينية لما لها من رمزية'، وأكد بعض أبناء الجالية الفلسطينية من التجمعات الأخرى على الحضور والمشاركة'.

 وتابع المرز 'أرادت الهيئة لهذا النشاط أن يكون ثقافيا وفنيا كما أقرته باجتماعها الأول، وأنجزت برنامجه الذي يتضمن قصائد شعرية لشعراء فلسطينيين وبرازيليين ولبنانيين من المتواجدين بالبرازيل، أطفال تغني لفلسطين، وكلمات لبعض المدعوين عن الثقافة والهجرة واللجوء ويوم الأرض، ويتخلل النشاط العروض الفنية للفرق التشيلية والبوليفية، ويختتم النشاط بعروض موسيقية فلسطينية على العود والشبابة وآلات أخرى يقدمها الفنانون الفلسطينيون من المقيمون في البرازيل، وعلى أنغامها تقدم الجالية الفلسطينية المتواجدة  بالنشاط الدبكة الفلسطينية بطريقة عفوية تحيي من خلالها التراث الفلسطيني'.

وأكد المركز أن النشاط وجد طريقه لآذان بعض وسائل الإعلام البديلة البرازيلية، التي على الحضور لتغطيته، واعتبر المركز أن 'هذا الحضور في الإعلام البرازيلي، رغم محدوديته، إلا أنه يعتبر خطوة مهمة ضرورة الاهتمام به لإعادة الحضور إلى الجالية الفلسطينية وقضيتها من خلال مبادرات فلسطينية محلية، حيث تتعمد الكثير من وسائل الإعلام الكبيرة والانحياز إلى جانب الكيان الصهيوني لنقل الخبر بطريقة تخدم بها الكيان الصهيوني وتوجهاته السياسية لتزييف حقيقة الصراع والتاريخ الفلسطيني وحقوق وجوده'.

وقال المركز إن ' أهمية تأسيس المركز الثقافي الفلسطيني بمدينة ساو باولو تأتي في وقت تشهد فيه المؤسسات الفلسطينية حالة تراجع أدت إلى تهميش دور الجالية الفلسطينية وغيب حضورها لإحياء المناسبات الفلسطينية، واقتصرت النشاطات على مبادرات فردية محدودة وضعيفة أو برازيلية خالية من مشاركة فلسطينية، فالمركز الثقافي يأخذ على عاتقه هذه المهمة من أجل أن يعيد الأمل إلى الجالية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات والتعارف بين أبناء الجالية الواحدة التي طغى أيضا عليها بعض السلبيات نتيجة الفراغ الذي حصل خلال الفترة الماضية'.

واختتم 'المركز الثقافي الفلسطيني أمام تحديات كبيرة، عقبات تعترضه من أجل أن ينجح بنهوضه ومشروعه الثقافي والحضاري، من أولى هذه التحديات الحفاظ على استمراره، والحفاظ على حضور الجالية الفلسطينية والشخصية الفلسطينية من خلال المؤسسة الفلسطينية، ونجاح ذلك يعتمد على بناء كادر فلسطيني واعي وقادر على التعاطي مع الواقع بما يصب بخدمة الجالية الفلسطينية ويحافظ على تماسكها وتفعيل دورها الوطني ونشر الثقافة والعادات والتراث الفلسطيني التي هي جزء من المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني، وتوفير أرضية لإنجاحها بحاجة إلى حوار جدي ومسؤول بين أبناء الجالية الفلسطينية الواحدة التي تأخذ على عاتقها هذه المسؤولية'.