*الندوة بمشاركة رئيس المتابعة محمد بركة، والقياديين الفلسطينيين عباس زكي وقيس عبد الكريم وعمر شحادة


عُقدت ندوة حاشدة، مساء السبت الماضي، بحضور فلسطيني وعربي في العاصمة الألمانية، برلين، حول أوضاع القضية الفلسطينية من شتى النواحي الداخلية والخارجية، شارك فيها رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، محمد بركة، القيادي في حركة فتح، عباس زكي، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عمر شحادة ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. كما شارك بركة وزكي مساء الأحد، في لقاء مفتوح مع الجمهور، بدعوة من إقليم حركة فتح في ألمانيا.

وجرت الندوة بحضور سفيرة دولة فلسطين في ألمانيا، الدكتورة خلود دعيبس، وشارك فيها أبناء الجالية الفلسطينية في برلين ومندوبو عدد من التنظيمات والقوى العربية إلى جانب مندوبين من جاليات فلسطينية في هولندا وبلجيكا والدنمارك والسويد. وعقدت الندوة التي أدارها نضال حمدان، عن تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا، في إطار الحملة الوطنية من أجل إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية كمطلب شعبي من أجل تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

وفي مداخلته، استعرض رئيس المتابعة، أوضاع الساحة الإسرائيلية السياسية، في ظل أجواء سيطرة أحزاب ومواقف اليمين المتشدد والأكثر تطرفا، بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يمثل سياسة الرفض الإسرائيلية، وهو يسعى بسياسته ونهج إلى سد كل أفق من شأنه أن يقود نحو مفاوضات تنتهي بإقرار الحقوق المشروع للشعب الفلسطيني.

وتطرق إلى قضايا الجماهير العربية، والعمل المشترك ضمن الأطر الوحدوية، وأولها لجنة المتابعة، التي بضمنها اللجنة القطرية للرؤساء، والتجربة الأحدث هي القائمة المشتركة في الكنيست.

وتحدث عن مختلف أوجه التحديات التي تواجه جماهيرنا العربية، في ظل استفحال السياسات العنصرية الإسرائيلية. وبشكل خاص التضييق أكثر في مجال الارض والمسكن، والعمل والتعليم. وقال، إن 'المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة تستثمر البؤس الاقتصادي الاجتماعي الذي تخلفه سياستها، لتذنيب الضحية ببؤسها، من جهة، وأيضا لتشجيع دائرة العنف المجتمعي، من خلال غض الطرف وعدم ملاحقة المجرمين'.

وأكد أن 'الحكومة الإسرائيلية تواصل محاولاتها لتدجين مجتمعنا العربي، وعزله عن انتمائه الوطني الفلسطيني، وإغراقه في همومه الحياتية اليومية، كي يتم تغليب القضايا المدنية اليومية، على القضايا الأشد عمقا، وتجد هذه المحاولات من يساعد على زرعها في مجتمعنا العربي'. وشدد على أن 'هذا لا يعني أننا لا ننشغل بالقضايا الحياتية اليومية، على العكس، فهي شرط من شروط البقاء في الوطن، لكننا لا نفصل هذه المعركة، عن قضيتنا الأساس القومية الوطنية'.

وانتقد عباس زكي أداء السلطة الفلسطينية في العملية التفاوضية واعتبرها عقيمة، وطالب بـ'وقف العمل في اتفاق أوسلو، طالما أن الطرف الإسرائيلي لا يطبق التزاماته'. أما على صعيد البيت الداخلي الفلسطيني فقد اتهم 'أطرافا في الضفة وأطرافا في غزة ليس من مصلحتها إعادة الوحدة الوطنية وهي مستفيدة من هذا الانقسام'، وأكد أيضا أن 'مؤتمر حركة فتح سوف يعقد قبل نهاية العام الحالي'.

وقال عمر شحادة إن 'المشكلة الداخلية الفلسطينية ولدت أزمة برنامج وأزمة قيادة'، واعتبر الحل بـ'مغادرة السلطة اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي'، وطالب بأن 'تجري م.ت.ف انتخابات لكل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني'. ووجه دعوة عاجلة للقيادة الفلسطينية لوضع آلية لتنفيذ اتفاق الوفاق الوطني في القاهرة.

وطالب قيس عبد الكريم طالب بـ'إستراتيجية جديدة تقوم على أساس النظر بالتزامات السلطة الفلسطينية تجاه حكومة الكيان الصهيوني، وتغيير الواقع الحالي بما ينسجم مع المصالح الفلسطينية العليا ومحاسبة إسرائيل على جرائمها أمام المحاكم الدولية، وهذا كله يحتاج إلى عافية الوضع الفلسطيني من خلال استعادة الوحدة الوطنية.

واختتم الندوة المحاور نضال حمدان بتوجيه الشكر للحضور وخاصة الذين حضروا من دول أوروبية.

وفي نهاية الندوة قدمت أغاني وطنية للفنان الملتزم ماهر غنايم، ومن بعده ألقيت قصائد شعرية وطنية للشاعرة فاطمة الطيب، وللشاعرة باسلة صبح، وللشاعرة غنوة الحسن، وللشاعر غسان إبراهيم، وللشاعر القادم من هولندا زيد تيم. 

ورد المشاركون على أسئلة الجمهور، ثم تم تقديم دروعا لضيوف الندوة.

ومساء الأحد، شارك رئيس المتابعة محمد بركة، والقيادي في حركة فتح عباس زكي، في لقاء مفتوح مع الجمهور بدعوة من إقليم حركة فتح في ألمانيا.