السلطة الفلسطينية تتخبط والموقف الرسمي تقديم المساعدة في العثور على المستوطنين الثلاثة
قال سكان محليون إن عمليات التمشيط الإسرائيلية عن المستوطنين الثلاثة تتركز جنوب بلدة يطا، وشرق بلدة دورا في منطقة الخليل، وأن الأوضاع الأمنية التي يعيشها سكان المنطقة سيئة ومتوترة جدا.
وقال عيسى أبو عرام، وهو مسؤول سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، في اتصال هاتفي من بلدة يطا مع موقع عــ48ـرب إن الأوضاع متوترة جدا، وأن عمليات البحث عن المختطفين تشمل كافة الخرب المحيطة ببلدتي دورا ويطا.
وأضاف أبو عرام أن ما تملكه إسرائيل من تقنيات لم يخدم عمليات البحث، وأن الأمن الفلسطيني هو من أوصل الاحتلال للسيارة المحروقة.
وأضاف أبو عرام، وهو مختص في الشؤون الأمنية، أن عملية الخطف لم تكن عملية تافهة، وأن عمليات البحث ستستمر لوقت طويل، مشيرا إلى أنه يرى أن مكان وجود السيارة المحترقة ليس بالضرورة أن يكون هو نفسه مكان الاختطاف.
وكانت قوات الاحتلال قد داهمت منطقة الحاووز في مدينة الخليل وقامت باستجواب واعتقال عناصر من حركة حماس فيما تعتبر كافة مناطق الخليل ويطا ودورا مناطق عسكرية يخضع سكانها لعمليات تفتيش على الحواجز التي أقيمت على مداخلها.
وقال الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة "حماس"- أبو عبيدة إنه "طالما بقي فلسطيني مقاوم في الضفة الغربية فلن يهنأ الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو عبيدة في تغريدةٍ له على "تويتر"، اليوم:" إن الصهاينة سيكتوون بنار جرائمهم بحق الأسرى والمسجد الأقصى المبارك"، وجاء تعقيب كتائب القسام هذا بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن فقدان ثلاثة مستوطنين منذ ليلة الجمعة في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وما زال يبحث عنهم.
وعلى الصعيد السياسي الفلسطيني أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد المدني على أن السلطة الفلسطينية تعرب عن عميق أملها بعودة المستوطنين الثلاثة والذين فقدت آثارهم في جنوب الضفة إلى أسرهم بسلام.
وشدد المدني في بيان صحفي تلقى موقع عــ48ـرب نسخة منه أن الأجهزة الأمنية بالضفة لن تدخر أي جهد يساعد في العثور على الفتيان الثلاثة وإعادتهم إلى أسرهم بسلام.
وأشار المدني، وهو مسؤول ملف التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، إلى أنه و قبل أن تتضح الصورة ويتحقق الجميع من مصير الفتيان اليهود الثلاثة الذين اختفت آثارهم في منطقة "غوش عتصيون" الاستيطانية بالقرب من الخليل، سارعت جهات إسرائيلية رسمية وإعلامية لتوجيه مختلف أصابع الاتهام للسلطة الفلسطينية.
وأكد بأن آثار المستوطنين الثلاثة اختفت في منطقة "ج" بالضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية التامة، ولم تتضح بعد أي آثار لجهة أي شيء ممكن أن يكون قد حدث مع الفتيان الثلاثة، وبالتالي فإن الجهد الإسرائيلي يجب أن يتمحور حول العثور على الفتيان الثلاثة، بدل توجيه التهم وتحميل المسؤولية لأطراف عديدة من كل حدب وصوب. على حد قوله.
وقال محمد المدني "لقد سبق وأعادت السلطة الوطنية عشرات الإسرائيليين الذين دخلوا بالخطأ أو عن قصد إلى مناطق السلطة، وسلمتهم سالمين إلى الجهات الإسرائيلية المعنية، ليس منة منها على أحد وليس استجابة لضغوط أو مطالبات إسرائيلية متنوعة بل التزاما فلسطينيا عاليا بالأخلاق والقيم الإنسانية التي تقدم حياة البشر فوق اي اعتبار آخر".
واعتبر أن التوظيف المتسرع من جانب حكومة نتنياهو لقضية إنسانية كهذه، وحتى قبل انتظار نتائج التحقيقات الأولية حول ظروف الاختفاء من أجل التحريض على القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية إنما يعبر عن لجوء رخيص لدعاية مغرضة لا مبرر لها بهدف تحقيق بعض المكاسب السياسية أو الحزبية وللتستر على كل الممارسات الإسرائيلية التي تنسف أسس وقواعد الحل السياسي العادل والشامل في المنطقة.
ودعا المدني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "للارتقاء لمستوى القيادة الحقيقية التي تنشد السلام لكل شعوب المنطقة، وعدم استخدام حادث نرجو أن يكون عابرا لإشعال فتيل مواجهة دموية مع الفلسطينيين يبدو أن نتنياهو يحتاجها للصعود إلى القمة على أشلاء الضحايا الفلسطينيين منهم والإسرائيليين".
ونقل المراسل العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية عن مسؤول أمني رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية مساء أمس قوله "إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أصدر أوامره بشكل رسمي لقادة الأجهزة الأمنية للسلطة في مدينة الخليل والضفة الغربية للتعامل الكامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وتسهيل مهامه في البحث عن الجنود الإسرائيليين المخطوفين منذ أمس".
كما أفاد المراسل العسكري بحسب المسؤول الأمني في السلطة الفلسطينية بأن عباس قد أصدر أوامره باعتقال عناصر تابعة لحركتي حماس و الجهاد الإسلامي في مدينة الخليل، لمساعدة قوات الاحتلال في البحث عن المخطوفين.
وأضاف المراسل العسكري: "الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة تعمل كتفاً إلى كتف مع الجيش الإسرائيلي على الرغم من أن الأخير قد منعهم من الدخول لمدينة الخليل وتنفيذ عمليات ميدانية"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تتخبط في أداء عملها.
من جهته رفض الناطق باسم الأجهزة الأمنية، اللواء عدنان الضميري، في تصريحات صحفية، تصريحات "أوفير جندلمان" الناطق باسم نتنياهو للإعلام العربي، والتي حمّل فيها المسؤولية عن سلامة المستوطنين المفقودين للسلطة.
وأضاف الضميري أن عملية الأسر "تمت في منطقة خاضعة لسيطرة الاحتلال وفق اتفاق أوسلو، وليس في المناطق التي تخضع لسيطرة السلطة".
ووصف تحميل السلطة المسؤولية عن عملية كهذه بأنه "نكتة"، متابعا: "تعودنا على نتنياهو... لو حدث زلزال أو حادث سير في تل أبيب لحمّلوا السلطة المسؤولية عنه".
وأكد الضميري أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تطلب من السلطة المشاركة في عمليات البحث التي تجريها عن المستوطنين الثلاثة الذين تم أسرهم الليلة الماضية في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.