الحكومة الإسرائيلية تكرس تهويد القدس بجلسة البراق
يعكس إقدام الحكومة الإسرائيلية على عقد جلستها الأسبوعية، أمس الأحد، بالقرب من ساحة البراق بالقدس القديمة المحتلة، وذلك بمرور 50 عاما على احتلال الشطر الشرقي منها، سعي نتنياهو وحكومته من أجل تهويد القدس المحتلة بكاملها، وتشويه هويتها العربية الفلسطينية.
إسرائيل تسارع بتهويد القدس
وقال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، زياد حموري، لـ'عرب 48'، إن 'اجتماع الحكومة الإسرائيلية تحت الأرض قرب حائط البراق، يأتي بعد إعلان إسرائيل منذ فترة عن مشاريع ضخمة تحت ادعاء أنها مشاريع سياحية، منها تحت البلد ومنها فوق البلد، ومنها مخطط القطار الهوائي تجاه حائط البراق وجبل الزيتون، بالإضافة إلى مسار آخر لحدائق توراتية في جبل الزيتون مقابل المسجد الأقصى، وحتى محيط الأقصى في منطقة باب الأسباط سيكون حدائق يهودية، إضافة للتواصل مع منطقة سلوان'.
وختم حموري بالقول إنه 'حيال ذلك، ما يجب فعله فلسطينيا أو لنقل إنه العنصر الأهم في التصدي هو تدعيم وجود الإنسان العربي الفلسطيني في القدس وحول القدس، لأن المخطط الإسرائيلي يهدف لإبعاد الإنسان المقدسي، وهذا يتضمن عمليات الهدم الفعلي للبيوت وعشرات آلاف أوامر الهدم ومخططات لاستبعاد الناس خارج الجدار وإنهاء علاقتهم بالقدس، وهي معركة ديموغرافية تطال كل مقدسي، والمطلوب عربيا وإسلاميا تدعيم وجود الإنسان المقدسي والحفاظ على وجوده وثباته وصموده'.
فرض واقع جديد
وقال النائب عن القائمة المشتركة، عبد الحكيم حاج يحيى، لـ'عرب 48' إن إسرائيل تحاول خلق واقع جديد في القدس، ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تعمل من قوة احتلالها للقدس، ويجب إنهاء هذا الاحتلال'.
وختم حاج يحيى بالقول إن 'الحكومة الإسرائيلية بنهجها هذا تنهي دولة إسرائيل والتي هي قائمة من وجهة نظرهم على الأغلبية اليهودية، وهذه الأغلبية تتضاءل يوما بعد يوم، وحل الدولة الواحدة سيحدث تغييرا ديمغرافيا'.
عقلية الحكومة الإسرائيلية
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أنطوان شلحت لـ'عرب 48' إن 'سياسة الحكومة تجاه المناطق المحتلة عام 1967، وخاصة مدينة القدس، هي سياسة سائرة في تصعيد مستمر، وهذا ناجم عن عدة أمور أهمها أن هناك ائتلافا يمينيا راسخا وغالبية هذا الائتلاف مع هذه السياسة، وهي تهويد القدس من أقصاها إلى أقصاها وقطع الطريق على حل ما كان يمسى حل الدولتين'.
وشدد على أن 'هذا ينعكس على أقطاب هذا الائتلاف، خصوصا بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، رغم أن هناك برودا في هذه التصريحات بعد زيارة ترامب، ولكن هذا لا يعني أن الائتلاف الحاكم سيغير جلده إذا ما تغيرت مقاربة ترامب حتى ولو بنسب طفيفة فيما يتعلق بالتسوية'.
وختم شلحت بالقول إنه 'علينا كفلسطينيين أن نؤخذ هذه الخطابات والتصرفات على محمل الجد، فلا شيء يرجى من هذا الائتلاف اليميني الحاكم، حتى لو قال رئيس أكبر دولة في العالم إن هناك احتمال بتحقيق اختراق فيما يتعلق بحل الدولة الفلسطينية، لأن الوقائع المرتسمة أمامنا والقرارات والخطط تؤكد عكس ذلك تماما'.
اقرأ/ي أيضًا | حكومة الاحتلال تعقد جلستها الأسبوعية بساحة البراق