رفض 94% من الجمهور الفلسطيني "صفقة القرن"، بينما أيدها 4% فقط، وطالبت أغلبية كبيرة بالرد عليها بإنهاء الانقسام، وسحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، ووقف العمل باتفاقيات أوسلو، واللجوء للعمل المسلح، وفقا لاستطلاع شمل الضفة الغربية وقطاع غزة، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور في رام الله، بين 5 – 8 شباط/فبراير الحالي، ونشره أمس الثلاثاء.

ورأى أكثر من 80% أن الصفقة تعيد الصراع مع إسرائيل ليصبح وجودياً، وأن الخطة تسعى لضمان رفض فلسطيني لها لكي تسمح الإدارة الأميركية لإسرائيل بضم الأغوار والمستوطنات من طرف واحد.

وفيما هبطت نسبة تأييد حل الدولتين لأقل مستوى منذ توقيع اتفاق أوسلو. وأيد حوالي الثلثين إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ضد الصفقة، لكن حوالي 70% أو أكثر يعتقدون أنه لن ينفذ ما يقول.

وتم إجراء الاستطلاع من خلال مقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الأشخاص البالغين بلغ عددها 1270 شخصاً، وذلك في 127 موقعاً سكنياً وكانت نسبة الخطأ +/-3%..

تظهر النتائج كذلك تراجعاً غير مسبوق في نسبة التأييد لحل الدولتين لأقل من 40% وذلك لأول مرة منذ اتفاق أوسلو، وتظهر ارتفاعاً في نسبة الاعتقاد بأن الطريقة الأمثل لأنهاء الاحتلال هي العمل المسلح وتراجعاً في نسبة الاعتقاد بأن المفاوضات هي الطريق الأمثل.

وتشير النتائج إلى تراجع شعبية عباس وحركة فتح عما كانت عليه قبل شهرين، وارتفاع شعبية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. ولو جرت انتخابات رئاسية اليوم فإن حوالي 50% سيصوتون لهنية ضد عباس. لكن النتائج تشير إلى تراجع في نسبة التفاؤل بإمكانية إجراء انتخابات تشريعية قريباً. بينما نسبة التفاؤل بنجاح المصالحة ترتفع قليلاً في هذا الاستطلاع مقارنة بالوضع قبل شهرين، ويقول حوالي النصف أنه لو جرت انتخابات تشريعية قريباً فإن ذلك سيساهم في توحيد الضفة والقطاع.

وتراوحت نسبة معارضة بنود "صفقة القرن" المختلفة من 91% للبند المتعلق بالحزمة الاقتصادية مقابل قبول الخطة السياسية و95% للبنود المتعلقة بالقدس والأماكن المقدسة.

وفي رد المستطلعين على سؤال بأنه لو قبل الطرف الفلسطيني بـ"صفقة القرن،، ما هي فرص أن يؤدي هذا القبول لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية؟ هل هي أكثر من 50% أم أقل من 50%؟ قالت نسبة من 58% أن فرص حدوث ذلك هي صفر في المائة، وقالت نسبة من 21% أن فرص حدوث ذلك أقل من 50%، تقول نسبة من 7% أن فرص حدوث ذلك هي أكثر من 50%.

وحول سبل الرد على الخطة الأميركية، اختارت النسبة الأعظم (90%) الرد الذي يتضمن إنهاء الانقسام وتوحيد الضفة والقطاع، وقالت نسبة من 85% أنها تؤيد محاربة إسرائيل دبلوماسياً في المنظمات الدولية، وأيد 84% سحب الاعتراف بدولة إسرائيل، وأيد 78% اللجوء لمظاهرات شعبية سلمية، وطالب 77% بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، و69% أيدوا إيقاف العمل باتفاق أوسلو، وأيد 64% اللجوء للعمل المسلح أو العودة لانتفاضة مسلحة. في المقابل قالت أغلبية من 59% أنها تعارض التخلي عن حل الدولتين وتبني حل الدولة الواحدة، فيما أيد ذلك 37%، وقالت أغلبية من 56% أنها تعارض المحافظة على الوضع الراهن وعدم القيام بأي تغييرات كبيرة فيما قالت نسبة من 40% أنها تؤيد ذلك، وقالت أغلبية من 52% أنها تعارض حل السلطة الفلسطينية فيما قالت نسبة من 45% أنها تؤيد ذلك.

لكن عند السؤال عما ستسمح به أو تمنعه قيادة السلطة الفلسطينية، قالت أغلبية من 83% أنها ستمنع حل السلطة، وقالت نسبة من 73% أنها ستمنع العمل المسلح، وقالت نسبة من 67% أنها ستمنع التخلي عن حل الدولتين وتبني حل الدولة الواحدة، قالت نسبة من 66% أنها ستمنع وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وقالت نسبة من 60% أنها ستمنع وقف العمل باتفاق أوسلو، وقالت نسبة من 55% أنها ستمنع سحب الاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل. في المقابل، تعتقد أغلبية من 67% أن قيادة السلطة ستسمح بمظاهرات شعبية، وقالت أغلبية من 65% أنها ستسمح بمحاربة إسرائيل دبلوماسياً في المنظمات الدولية، وقالت نسبة من 58% أنها ستسمح بالمحافظة على الوضع الراهن وعدم القيام بأية تغييرات كبيرة، وقالت نسبة من 52% أنها ستسمح بإنهاء الانقسام وإعادة توحيد الضفة والقطاع.

مع ذلك، قالت أغلبية من 69% إن "صفقة القرن" ستفشل بسبب المعارضة الفلسطينية لها، لكن 26% يعتقدون أنها ستنجح رغم المعارضة الفلسطينية.

سألنا عن دوافع مشاركة ثلاث دول عربية في اللقاء الذي عقدته الإدارة الأميركية للإعلان عن الخطة: قالت الغالبية العظمى (83%) أن هذه الدول (الإمارات والبحرين وعمان) أرادت إظهار مساندتها لإسرائيل فيما قالت نسبة من 6% أنها أرادت إظهار مساندتها لإسرائيل وفلسطين معاً وقالت نسبة من 3% فقط أنها أرادت مساندة الفلسطينيين.

وعلى ضوء قرار وزراء الخارجية العرب برفض "صفقة القرن"، فإن 83% من الفلسطينيين يعتقدون مع ذلك أن على الفلسطينيين الاعتماد على أنفسهم فقط، فيما تقول نسبة من 14% أنه يمكن الاعتماد على الدول العربية.

وعارض 76% استئناف الاتصالات مع الإدارة الأميركية، وأيدها 11%. وتوقع 59% خسارة ترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة. وتوقع 53% أن يؤدي توجيه تهمة الفساد لنتنياهو لإزاحته عن الحكم قريباً في إسرائيل، لكن 41% يتوقعون بقاءه في الحكم.