جمال جعار.. فلسطيني يطوي أسر 20 عاما بسجون إسرائيل
بعد 20 عاما من الاعتقال في السجون الإسرائيلية، خرج الأسير الفلسطيني جمال نزيه جعار (42 عاما) ليمحو بتحرره خمسة أحكام بالمؤبد، حكم بها عليه عام 2005.
جعار ابن محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، أفرج عنه من سجن عوفر الإسرائيلي ضمن 110 أسرى فلسطينيين، مقابل إطلاق حركتي حماس والجهاد الإسلامي سراح 3 إسرائيليين و5 تايلانديين من قطاع غزة، في دفعة ثالثة من صفقة التبادل.
بدورها، نشرت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، معلومات عن جعار وهو أحد عناصرها.
5 مؤبدات
ولد جعار عام 1983 في بلدة علار شمالي طولكرم، واعتقله الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى من مكان عمله في إسرائيل (لم تحدد التاريخ)، حيث مكث 45 يوما في السجن.
وبعد إطلاق سراحه، أعادت إسرائيل اعتقاله عام 2005، وأُخْضِع لتحقيق قاس، واتهمته بالمساهمة في عملية تفجير ناد بتل أبيب، تبنتها في حينه سرايا القدس، وأوقعت خمسة قتلى إسرائيليين، وعدة جرحى.
وحكمت محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد على جمال جعار خمس مرات، إضافة إلى ثماني سنوات.
ووفق الموقع الإلكتروني لـ"سرايا القدس"، اعتقل جمال بعد أيام من اعتقال شقيقه جلال، واجتمعا معا في سجن الجلمة شمالي إسرائيل، يتقاسمان القهر والألم.
وخلال اعتقاله، وتحديدا في أيلول/ سبتمبر 2005، قتل شقيقه الأكبر جميل، إثر اشتباك مسلح مع قوات إسرائيلية في طولكرم، ثم فقد جمال والده نزيه عام 2017، وحرم وداعه.
وخلال فترة سجنه، حصل جعار على درجة البكالوريوس في التاريخ عن طريق الدراسة عن بعد، من جامعة الأقصى في قطاع غزة.
وبعد نحو 20 عاما، يعانق جعار فجر الحرية، إلا أنه أبعد إلى غزة، وهو موجود في المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس في الجنوب.
وضمن الدفعة الثالثة بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسر، أطلقت إسرائيل سراح 66 أسيرا فلسطينيا إلى رام الله بالضفة الغربية، و15 إلى مدينة القدس الشرقية، و9 إلى قطاع غزة، وتم إبعاد 20 آخرين.
ومقابل ذلك، أطلقت فصائل فلسطينية في غزة، في وقت سابق اليوم، سراح 3 إسرائيليين كانوا محتجزين في القطاع، وهم الأسيرتان أغام بيرغر وأربيل يهود، والأسير غادي موشي موزس.
والتبادل الثاني للأسرى جرى السبت الماضي، حيث شهد إطلاق سراح 4 مجندات إسرائيليات من غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن مواطن أردني و199 فلسطينيا بسجونها.
فيما جرى التبادل الأول مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث شمل الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 من النساء والأطفال، وجميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين والعرب يُقدر بين 1700 و2000.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.