تناولت صحيفة "هآرتس" الوثائق التي نشرتها قناة "الجزيرة"، مشيرة إلى ما أسمته "تنازلات فلسطينية واسعة في المفاوضات في العام 2008 حيث أبرزت أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن أغلبية "القدس الشرقية".
 
كما أبرزت أن السلطة الفلسطينية اقترحت التنازل عن الحيين اليهودي والأرمني وأجزاء واسعة من القدس المحتلة، وأن أحمد قريع، الذي أدار المفاوضات من قبل السلطة، قد عبر عن جاهزيته للتنازل عن المطلب الفلسطيني بإخلاء المستوطنات في منطقة القدس، ما عدا "هار حوما" في جبل أبو غنيم.
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن إحدى الوثائق تتضمن اقتراحا إسرائيليا بنقل مواطنين من عرب 48 إلى مناطق الدولة الفلسطينية التي ستقام.
 
ولفتت أيضا إلى تلخيص لقاء ثلاثي جمع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع في الخامس عشر من حزيران/ يونيو 2008، حيث عبر الأخير عن استعداد فلسطيني لتنازلات بعيدة المدى في القدس المحتلة.
 
وأبرزت الصحيفة اقتراح أحمد قريع بأن تقوم إسرائيل بضم كافة المستوطنات في القدس، ما عدا "هار حوما"، في إشارة إلى "غيلو" و"بسغات زئيف" و"نافي يعكوف" و"التلة الفرنسية". كما أبرزت اقتراحه بإجراء تبادل مناطق في القدس بحيث يبقى حي الشيخ جراء تحت السيادة الإسرائيلية.
 
وأشارت أيضا إلى أن ليفني رفضت مناقشة موضوع القدس مع المفاوضين الفلسطينيين، كما رفضت الإجابة على أسئلتهم بهذا الشأن.
 
وتناولت الصحيفة وثيقة أخرى تشير إلى موافقة السلطة الفلسطينية على عودة 100 ألف لاجئ فلسطيني فقط إلى داخل الخط الأخضر، وأن صائب عريقات وافق على تعريف إسرائيل كـ"دولة يهودية".
 
وأشارت إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علم بشكل شخصي من رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، بأن إسرائيل تنوي مهاجمة قطاع غزة عشية "الرصاص المصبوب" (الحرب العدوانية الأخيرة في كانوني 2008 – 2009).
 
كما أشارت إلى أن إحدى الوثائق تشير إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين قد ناقشوا "الاغتيالات الموضعية" لناشطي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
 
وتعقيبا على ما نشر، قالت مكتب ليفني إن الأخيرة ستحافظ على سرية المفاوضات لصالح إمكانية تجديد المفاوضات وإنهاء الصراع من خلال الحفاظ على المصالح القومية والأمنية لإسرائيل التي حافظت عليها خلال المفاوضات.
 
وبحسب ليفني فإن التسوية التي تنهي الصراع هي مصلحة إسرائيلية، ومن الممكن التوصل إلى ذلك من خلال المفاوضات.
 
وفي سياق ذي صلة، وصف عكيفا إلدار في الصحيفة أن "البروتوكولات التي تم الكشف عنها في الجزيرة أهم بكثير من الوثائق التي كشف عنها مؤخرا في موقع "ويكيليكس".
 
كما أشار إلى أن الخارطة الفلسطينية التي عرضت على إيهود أولمرت وممثلي الإدارة الأمريكية في زمن جورج بوش تم تقديمها قبل عدة شهور إلى مبعوث الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، جورج ميتشيل، وبعد ذلك قدمت إلى المحامي مولخو، ممثل رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلا أن الأخير رفض استلامها.