قال مسؤولون اسرائيليون إن اسرائيل وافقت من حيث المبدأ على قيام الاتحاد الاوروبي بارسال قوات من الشرطة للمشاركة في فرض الأمن في منطقة حدود قطاع غزة مع مصر، ما يعتبر تحولا في السياسة الاسرائيلية بعد أعوام من المعارضة لأي دور أمني أوروبي.

وقالت صحيفة "اندبندت" البريطانية ان دورا أوروبيا مكثفا قد يتراوح بين ارسال معدات مثل أجهزة المسح باستخدام الاشعة تحت الحمراء لفحص الحمولات وارسال قوة شرطة أو حرس حدود.

وكانت اسرائيل قد عارضت طوال السنوات الماضية اي دور اوروبي او دولي اخر، باستثناء الدور الأميركي، في حل الصراع متذرعة بتأييد هذه الدول للفلسطينيين.

وسيساعد وجود الاتحاد الاوروبي على تسوية النزاع بشأن مطلب إسرائيل بابقاء سيطرتها على بعض المعابر عبر ممر رفح والذي رفضه الفلسطينيون واعتبروه حجة لاستمرار الاحتلال. وأغلق ممر رفح بسبب هذه الازمة.

وذكر مسؤولون إسرائيليون كبار أنه جرى التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ مع الاتحاد الاوروبي كي يرسل قواته للعمل مع قوات الامن الفلسطينية والشرطة المصرية التي أغلقت الحدود يوم الاحد .

واعتبر مسؤول إسرائيلي ان دور الاتحاد الاوروبي سيتمثل في منع من يسميهم "الارهابيين" أو أسلحتهم من دخول غزة".

وأشار مسؤولون إلى أن الاتفاقية لا تزال تنقصها التفاصيل وأنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستشمل ارسال حرس حدود أوروبي.

وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية وافقت من حيث المبدأ على وجود الاتحاد الاوروبي في منطقة الحدود بين غزة ومصر ولكن طبيعة وحجم دوره لابد أن يخضعا لنقاش واتفاق.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي إن التوصل لاتفاق أمر يرجع إلى الفلسطينيين والاسرائيليين والمصريين.

وأضاف "عندما يتوصلون إلى خطة سنكون مستعدين للنظر في أي مقترح."

وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قد صرح يوم 12 سبتمبر أيلول الجاري بأن الاتحاد الاوروبي عرض الاشراف على معابر غزة مع مصر كطرف ثالث ليسمح للناس والبضائع بالمرور دون أن يخضعوا لمراقبة إسرائيل.

وكانت مصر قد وقعت اتفاقا مع إسرائيل يقضى بنشر 750 من أفراد الشرطة الخاصة على طول حدود غزة التي أخلاها الجنود الاسرائيليون وذلك "لمنع تهريب الاسلحة" حسب اسرائيل.

وقال مسؤولون أوروبيون ان إسرائيل تبحث أيضا عرضا أوروبيا للاشراف على الجمارك في ميناء ومطار غزة لتشجيع اسرائيل على التخلي عن المراقبة الخارجية لقطاع غزة.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة غزة امس الاثنين، إنه يمكن اعادة فتح ممر رفح بموجب اتفاقية دولية فقط لان السلطة الفلسطينية تريد أن تتخذ الخطوة المناسبة في الوقت المناسب.

وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد أغلقت، قبل انسحابها البري من قطاع غزة، ممر رفح لمدة ستة أشهر بزعم إجراء تحسينات والتوصل إلى حل يمكن أن يرضي مطالبها الامنية.