حذر د.عزمي بشارة، من خطورة المخططات التي بدأت اسرائيل بتنفيذها على الارض في الضفة الغربية، في معمعان الدراما التلفزيونية التي تقوم اسرائيل بإخراجها لما يسمى "فك الارتباط" عن قطاع غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي في مركز الاعلام الفلسطيني في رام الله امس الأول، جرى خلاله استعراض مجمل ما يجري من عمليات استيطان في منطقة الاغوار وما يعانيه المواطنون من عمليات اقتلاع وتهجير مبرمجة عن ارضهم وبمختلف الوسائل.

وقال بشارة، ان توجهات رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون المعلنة بشان تعزيز الاستيطان في الضفة مقابل اخلاء القطاع جدية وهناك مؤشرات على الارض تؤكد هذه التوجهات في ظل ما يجري في قطاع غزة من "دراما سينمائية" لم يسبق لها مثيل خلال العقد الاخير.

واشار الى جملة من القرارات التي اتخذتها اللجنة الوزارية للشؤون الاقتصادية في اجتماع عقدته في 21 تموز (يوليو) الماضي، ومن ضمنها استثمار 85 مليون شيكل لتطوير القطاع الزراعي في منطقة الاغوار خلال الاعوام 2005 ـ 2008، والاستمرار في برنامج تشجيع الازواج الشابة في منطقة الاغوار خلال العام 2006، ومساعدة المستوطنات شمال البحر الميت، بتخصيص ميزانيات للبنى التحتية وادراج ذلك ضمن ميزانية العام 2006 مع ترك المبالغ مفتوحة.

واضاف "كل هذه القرارات اتخذت بعد الرسالة التي وجهها دوف فايسغلاس الى وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس وتعهدت فيها اسرائيل بتجميد الاستيطان وتلبية احتياجات النمو الطبيعي فقط".

واوضح بشارة ان المعلومات المتوافرة تظهر وجود 4951 بداية بناء استيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس، وكل بداية لا تعني فقط وحدة سكنية بل قد تكون بناية او حياً بأكمله كما في "غفعات زئيف"، وهذا العدد الذي يجري خلال فترة فك الارتباط قريبة بل تزيد بـ50 عن عدد بدايات البناء في العام الماضي.

ولفت الى ما تقوم به اسرائيل هذه الايام من انجاز للبنى التحتية في المنطقة الواصلة بين مستوطنة "معاليه ادوميم" والقدس المحتلة، والتي اطلق عليها اسم "أي 1".

وحول ما يجري في قطاع غزة، قال بشارة "ان شارون قام بخطوته هذه بالتشاور مع الاميركيين وليس مع الطرف الفلسطيني والعربي. شارون لم يتخذ قرارا حاسما بإنهاء الصراع أي اننا لسنا امام ديغول او شارون جديد. وشارون لا زال غير مؤمن بتسوية شاملة.. انا لست ضد خطوة شارون ولكن يجب قراءتها بشكل صحيح".

وتابع "ما حصل هو نقاش اسرائيلي داخلي والاعلام العالمي سلط الضوء عليه مستثنيا الفلسطينيين الطرف الاهم في المعادلة من هذا المشهد بحيث بدا الامر وكأن المستوطنين وهم جزء من المشروع الكولونيالي الصهيوني هم الضحية.

وفي المقابل لم يفعل الفلسطينيون سوى الاحتفال ولا اعرف ان كان اقتحام المشهد الدرامي بالاحتفالات صائبا ام لا".

وتحدث رئيس مجلس محلي في قرية بردلة وأحد الناشطين في مواجهة الاستيطان في منطقة الاغوار فتحي خضيرات، عن السياسات التي انتهجتها اسرائيل طيلة سنوات الاحتلال لتجريد المواطنين وتعزيز الاستيطان غرب نهر الاردن، مشيرا الى ان منطقة الاغوار تمثل 30 في المئة من مجمل الارض المحتلة العام 1967.

وقال خضيرات ان الاستيطان في الاغوار يحمل طابعاً مميزا عن باقي المناطق فهو استيطان اقتصادي يهدف الى استغلال الثروات الفلسطينية ودر الربح على الكيان الاسرائيلي.

واضاف "من ضمن الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل، الاعلان عن الارض المحاذية للنهر منطقة عسكرية يحظر الوصول اليها، وحصر البناء الفلسطيني في 11 تجمعا سكانيا وتدمير عشرات التجمعات واغلاق 162 مشروعا مائيا، والاستمرار في سياسة هدم المنازل والمساكن حيث وزعت اخر اخطارات في 18 اب (اغسطس) الجاري، فيما كانت آخر عملية هدم في 21 تموز (يوليو) الماضي.

وأوضح ان مساحة الاغوار تصل الى 2400 كم منها 11 كم فقط مصنفة "أ" و"ب". ويبلغ عدد السكان الفلسطينيين في الاغوار 50 الف نسمة يستغلون فقط 45 الف دونم موجودة بالكامل في المنطقة "ج"، فيما يسيطر مجلسان اقليميان للمستوطنين على مساحة 1.2 مليون دونم.

ويبلغ عدد المستوطنات 23 مستوطنة رئيسية تضم الواحدة منها بضعة عشرات فقط، والباقي بؤر ومعسكرات اصبحت تمثل انوية لمستعمرات جديدة. وتعتبر مستوطنة "محولا" اول مستوطنة اقتصادية زراعية في الضفة الغربية. ولفت الخضيري الى قيام مستعمر واحد ومعه اربعة كلاب باحتلال اربعة الاف دونم عند مدخل اريحا، مشكلا اصغر مستعمرة في الاغوار ومزودة بكافة الخدمات.