تقام في ولايتي "كارناتاكا" و"ماهاراشترا" غرب الهند، سنويًّا، طقوس غريبة يعود تاريخها إلى ما قبل 700 عام ، حيث يقوم الأهالي من المسلمين والهندوس بقذف أطفالهم دون السنتين من أعلى سور بارتفاع 9 أمتار، اعتقادا منهم أن سقوط الأطفال بهذه الطريقة يجلب لهم الحظ ويضمن لهم حياة صحية، كما يكفل الرفاهية والازدهار لجميع أفراد العائلة.

ورغم الحملة التي شنها ناشطون في حقوق الإنسان لإلغاء هذه الطقوس، والحظر الذي فرضته عليها السلطات المحلية عام 2011، احتشدت المئات من العائلات الأسبوع الماضي أمام معبد "ديغامشوارا" في قرية "نجرالا" بولاية "كارناتاكا"، ومورست الطقوس على نحوها المعتاد.

وأظهرت تسجيلات للطقوس الأطفال يقذف بهم الكاهن من أعلى السور قبل أن يهبطوا عموديا من على ارتفاع 9 أمتار، ليستقروا في نهاية المطاف على ملاءة سرير يمسكها حوالي 14 إلى 15 شخصا بإحكام، ويتم بعد ذلك تسليمهم إلى أمهاتهم.

أطفال مذعورون

ويمكن سماع صراخ الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم السنتين، حيث تتعالى صيحاتهم وهم معلقون في الهواء قبل أن يتم قذفهم، ويبقى الطفل تحت الصدمة لعدة دقائق قبل أن يستفيق منها.

ويقول لوف فيرما، من اللجنة الوطنية لحماية حقوق الطفل، إنه مصدوم لعودة هذه الطقوس المثيرة للجدل، وأكد أن العمل على إيقافها ليس مجرد مسؤولية حكومية، بل على الجميع المساهمة في نشر الوعي وتثقيف جميع أولئك الذين يشاركون في هذه الممارسة الوحشية، ومنهم الكهنة والعائلات.

ولم تنجح جهود الناشطين في حقوق الإنسان ولا العقوبات التي تفرضها الحكومة في ردع الكهنة الذين يصرون على الحفاظ على هذا التقليد، اقتناعا منهم بأنه يضمن حياة صحية وطويلة.