أشارت دراسة سويدية أجراها مركز الأبحاث 'تي إن إس سيفو' السويدي بمشاركة 1001 باحث، إلى أن الهواتف الذكية باتت وسيلة للكذب والتهرب من العلاقات الاجتماعية والعمل، كذلك تساعد حاملها على الكذب على من يحيطون به أو على من يتحدث معه.

وبحسب الدراسة، 83% من المشاركين في البحث قالوا إن استخدام الهواتف المحمولة أثناء العمل أو الاجتماعات يشكل مضايقة وإزعاجًا، ومصدر الإزعاج الأساسي هو الكذب على من يحيط بهم والتظاهر بالانشغال بالهاتف أو الإجابة على رسالة ما لصد زملائهم أو الإعراض عنهم، في الوقت الذي يكون فيه الشخص منهمكًا في الدردشة أو اللعب، وهذا الأمر يعطي انطباعًا أن هؤلاء الأشخاص لا يأخذون مسؤولياتهم على محمل الجد لا سيما في العمل.

وقال 66% من المشاركين في البحث أنهم أجابوا على هواتفهم أو ردوا على رسالة نصية أو تعليق على أحد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اجتماع عمل. في حين يرى الباحثون أن الهواتف الذكية باتت تعزل الإنسان وتمنعه من التواصل مع محيطه.

ويقول الخبير في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، توماس بيغوم، إن 'البشر أصبحوا أكثر قابلية للتسليم للتكنولوجيا وهيمنتها على حياتهم، خصوصاً أننا نرى كبار سن وعقلاء يتصرفون بشكل لا يقبلون أن يتصرف به غيرهم معهم بذات الطريقة'. ويشير الباحث بيغوم إلى قابلية البشر إلى التهرب من الأصدقاء والمعارف والعائلة، بادعاء الانشغال باستلام مكالمة أو رسالة مهمة، بينما هم في الحقيقة يكذبون لمواصلة أشياء لا تبدو مهمة في حياتهم.

وما يقترحه الخبراء للخروج من هذه 'الورطة' التي يعيشها هؤلاء ويورثونها للأطفال، هو الاعتراف بأنهم غير قادرين على وضع الهواتف الذكية بعيداً عن أصابعهم والتحكم بهم. ويقترح هؤلاء في مجال أماكن العمل أن يضع الموظفون هواتفهم جانباً من خلال إدخال 'ثقافة عمل' جديدة تجعل الموظفين أكثر تركيزاً واحتراماً لمحيطهم.