استشهد يعقوب أبو القيعان (47 عاما)، صباح أمس، الأربعاء، برصاص الشرطة أثناء محاولتهم اقتحام قرية أم الحيران وهدم منازلها، استمرارًا للممارسات العنصرية والانتقامية للمؤسسة الإسرائيلية.

وكانت الشرطة لتي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المغلف بالمطاط على أهالي قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف وتهديد صريح حياتهم خلال اقتحام القرية.

من هو الشهيد يعقوب أبو القيعان؟

هو الأستاذ يعقوب موسى حسين أبو القيعان، مدرس رياضيات في ثانوية السلام حوره، زوج الدكتورة آمال أبو سعد، وهو أخ المفتش جبر أبو القيعان والأستاذ حماد أبو القيعان، مدير مدرسة البيادر في حورة.

الشهيد زوج لامرأتين، ووالد لـ13 ولدا وبنتا، لديه 8 أشقاء، توفي أحدهم منذ عشرة أعوام و10 شقيقات.

اثنان من أبناء الشهيد يدرسان الطب والهندسة، واثنتان من بناته تحضران لقبًا أولًا في الرياضيات.

تعلم أبو القيعان الهندسة الإلكترونية والكهرباء، ويحمل لقبًا ثانيًا في هذا المجال، ويعمل في سلك التعليم منذ 18 عامًا.

عمل نائب مدير في مدرسة السلام الشاملة في حورة، الشهيد أبو القيعان، كمدرس لموضوع الرياضيات في جميع المراحل التعليمية، ابتدائي ثانوي وإعدادي، وكان ينوي، كما أفاد أفراد عائلته، الحصول على لقب الدكتوراه.

كيف قتل أبو القيعان؟

اقتحمت قوات الشرطة القرية، واتبعت وسائل الضغط والتهديد، كما قامت بإشهار أسلحتها نحو المواطنين.

وأكد عدد من الشهود العيان لـ'عرب 48' أن يعقوب أبو القيعان أراد مغادرة أم الحيران، حتى لا يرى منزله وهو يهدم أمام عينيه من قبل الجرافات المحمية بعناصر من الشرطة قدرت بنحو 5000 عنصر.

قام الشهيد بجمع ملابسه وسافر بسيارته، فأطلق أفراد الشرطة النار عليه وبقي رأسه على المقود، وأُطلق صوت بوق السيارة، ثم أنزله عناصر الشرطة من السيارة وأطلقوا النار على رأسه وترك الشهيد وهو ينزف نحو 3 ساعات.

لماذا قتل أبو القيعان؟

تشن السلطات الإسرائيلية حملة هدم انتقامية على القرى والبلدات العربية، أمر بها علانية، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امتصاصًا لغضب أنصاره من المستوطنين، بعد ان قضت المحكمة العليا بإخلاء مستوطنة عمونا، المقامة على أرض فلسطينية خاصة.

وهدمت الجرافات الإسرائيلية، في ظل هذه الحملة، الأسبوع الماضي، 11 منزلا في مدينة قلنسوة في منطقة المثلث وتسلم العديد من الأشخاص في بلدات المثلث أوامر الهدم.

بينما في النقب، يتعرض الأهالي منذ سنوات للهدم والاقتلاع، في مظاهر علنية فاضحة لمحاولة تهجير عرقي لأهالي القرى 'غير المعترف بها'، وتأتي هذه الممارسات استمرارا للمخططات الحكومية الهادفة إلى اقتلاع وهدم قرية أم الحيران تمهيدا لإقامة قرية يهودية تحت اسم 'حيران'.

اقرأ/ي أيضًا | ابنة الشهيد أبو القيعان تروي لـ'عرب 48' لحظات قبل قتله