يصادف اليوم الاثنين الذكرى السنوية الـ12 لتنفيذ عملية "الوهم المبدد" التي استهدفت موقعا للجيش الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقتل فيها عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين، وأسر حينها الجندي غلعاد شاليط من داخل دبابته.

ونفذت العملية، بحسب القسام، بمهارة وتقنية عسكرية عالية المستوى تخطيطا وأداء في أقل من 15 دقيقة في معسكر إسرائيلي، وانسحب المهاجمون ومعهم شاليط دون أن يمكن تعقبهم، رغم الإنذارات الساخنة حولها، ونفذتها كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام.

والعملية ورغم استشهاد اثنين من منفذيها، وعدد من المخططين لها لاحقا، كانت ردا قويا على التمادي الإسرائيلي في قتل المدنيين واستمرار الاغتيالات خصوصا بعد المجزرة التي ذهبت ضحيتها عائلة الطفلة هدى غالية على شاطئ بحر غزّة حينها.

وتمكنت كتائب القسام الذراع العسكري لحماس على مدار خمس سنوات من إخفاء شاليط للمرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وفشل كافة المحاولات العسكرية والأمنية الإسرائيلية للوصول إليه.

ودفع الفلسطينيون ثمن هذه الحملات فاستشهد حتى كانون الأول/ ديسمبر 2006 أكثر من 400 شهيد، فضلا عن الجرحى وتدمير المنازل وحالة الحصار الاقتصادي الخانق؛ ولكن ظلّت هناك حالة شبه إجماع فلسطينية على ألا يفرج عن الأسير دونمًا عملية تبادل أسرى.

وطوال تلك الفترة حاول الجيش الإسرائيلي الاستفادة من عنصر الزمن في البحث عن الأسير، وفي الضغط على حماس، وفي القيام بحملات القتل والتدمير، وفرض الحصار والسعي لإسقاط حكومة حماس، لكنه فشل في كل ذلك.

لكن إسرائيل في الوقت نفسه تركت المجال للتفاوض بشأن عملية تبادل الأسرى، مراهنا على أن إطالة أمد التفاوض ستخفف من الشروط الفلسطينية، وخصوصا بشأن أعداد الأسرى وشخصياتهم ونوعية الأحكام التي يواجهونها.

وكانت إسرائيل تصر على عدم الالتزام بمبدأ التزامن في إطلاق السراح، وفي اختيار من تشاء من الأسرى لإطلاقهم وهو ما كانت ترفضه حماس التي تمسكت بالإفراج عن عدد كبير من أصحاب المحكوميات الطويلة.

وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر 2011 تحقق هدف عملية "الوهم المتبدد"، وخضع الاحتلال الإسرائيلي أخيرا لإرادة المقاومة، وأجبر على القبول بأغلب مطالب المقاومة، وتم التوقيع على صفقة تبادل الأسرى برعاية مصرية.

وبموجب الصَّفقة التي أطلق عليها "وفاء الأحرار"، أفُرج عن 1050 أسيرًا وأسيرة مقابل شاليط الذي أسر من داخل دبابته العسكرية التي كانت رابضة على الحدود تنتظر فريسة فلسطينية لاقتناصها.

وأسرت كتائب القسام أربعة ضباط وجنود إسرائيليين منذ عام 2014 وترفض الإفصاح عن أية معلومة تتعلق بهم قبل إطلاق الاحتلال سراح محرري صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بالضفة الغربية المحتلة.

وخلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة أسرت كتائب القسام الضباط في لواء "جفعاتي" هدار غولدين، والجندي في لواء "غولاني" أورون شاؤول، إضافة إلى المواطنين إبراهام منغستو، وهشام السيد.

اقرأ/ي أيضًا | أولمرت ينتقد تصرف شاليط لدى أسره