دعت الباحثة النسوية بروفيسور سيمونا شاروني الإسرائيليين التي تحمّل المسؤولية الفردية والجماعية عن الاحتلال، وعن ما تفعله إسرائيل في غزة من حرب إبادة جماعية باسمهم، والعمل على محاسبة الذات.

جاءت أقوال شاروني في ندوة بعنوان "المقاومة العطوفة والتضامن كممارسات نسوية" عقدت أمس (الخميس) في الناصرة، بمبادرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وبالتعاون مع جمعية نساء ضد العنف.

افتتحت الندوة السيدة عايدة توما، مديرة جميعة "نساء ضد العنف"، مرحبة بالمحاضرة الضيفة والحضور. ثم تحدثت عن ضرورة التعاون بين الحركات والتنظيمات النسوية، وأهمية مثل هذه الندوات. ثم تحدثت عن الربط بين العمل الميداني والعمل الاكاديمي.

ثم تحدثت د. نادرة شلهوب - كيفوركيان مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل موضحة ان الندوة واحدة من سلسلة ندوات سوف ينظمها برنامج الدراسات النسوية محاولا، من خلالها، تقديم أصوات نسائية نقدية تربط ما بين المستوى الأكاديمي والحقل، وبين التنظير والممارسة.

وأشارت كيفوركيان إلى أن برنامج الدراسات النسوية يشجع التعاون بين الجمعيات العربية ولهذا اختار تنظيم الندوة بالتعاون مع نساء ضد العنف.

وأضافت أن برنامج الدراسات النسوية سيعمل على تنظيم ندوات أخرى في مناطق جغرافية مختلفة، مثل المثلث والنقب والمدن المختلطة.

وحول موضوع محاضرة شاروني قالت د. شلهوب أنه ينبع من الحقل ومن القاعدة وهو نتاج قراءتها النقدية للأحداث ومن خلال مشاركتها الفاعلة في نشاطات الاحتجاج والتضامن.
في بداية كلمتها، تحدثت بروفيسور شاروني عن عملها في جامعة حيفا وكيف اضطرت للاستقالة بسبب الرقابة السياسة والقيود التي حاولت الجامعة فرضها على عملها كمحاضرة. وقالت إنها، في أعقاب زيارة لها مع طفلتها إلى الأراضي المحتلة، قررت عدم تحدث العبرية – لغة الاحتلال – مع طفلتها.

وقد حاولت المتحدثة عرض مفهوم التضامن كشكل من أشكال المقاومة منتقدة طرق ومضمون "التضامن" الذي تمارسه التنظيمات الإسرائيلية اليسارية، حيث اعتبرت التضامن موقفا أخلاقيا.

وقالت شاروني إنه على حركات التضامن الانطلاق من حاجات المحرومين والمضطهدين وليس من حاجات أصحاب الامتيازات. وأشارت إلى أن حركات التضامن الإسرائيلية تقوم من خلال الشعور بالذنب وتمارس الكثير من الوصاية في أعمالها، وأكدّت على ضرورة تأسيس التضامن على مفهوم المسؤولية ومحاسبة الذات، وعلى ضرورة انتقال الحركات النسوية الإسرائيلية من التضامن بشكله الحالي إلى المقاومة المتضامنة.

ومن الجدير ذكره أن بروفيسور شاروني هي باحثة وناشطة نسوية ومحللة نفسية، وأستاذة مساعدة في قسم الدراسات النسائية في جامعة نيويورك العامة في بلاتسبورغ.

وكانت شاروني قد نالت شهادة الدكتوراة في مجال حل الصراعات من جامعة جورج مايسون، كما حصلت على شهادة الماجستير في التحليل النفسي من جامعة حيفا.

وقد ألفت شاروني كتاب "الجندر والصراع العربي الإسرائيلي: سياسة المقاومة لدى النساء"، وغيره من الكتب.

تمحور النقاش في نهاية حول مفهوم التضامن والمقاومة، ومدى جدوى أعمال التضامن بشكلها الحالي. وقد وُجِّهت العديد من الإنتقادات الحادة الى الحركات النسوية الإسرائيلية "التي تتبنى خطابا عنصريا، استشراقيا واستعلائيا تجاه الفلسطينيين".

وأشار العديد من المشاركات إلى غياب مفهوم "المسؤولية ومحاسبة الذات" لدى اليسار الإسرائيلي. ورفضن محاولات الحركات النسوية الإسرائيلية الفصل بين النسوي والقومي.

وتمت الإشارة، في بعض المداخلات، إلى أن أشكال "التضامن" الحالي التي تمارسها الحركات الإسرائيلية تنبع من حاجة إسرائيلية لا تمثل بالضرورة الاحتياجات والمصالح الحقيقية للفلسطينيين. ودعت بعض المشاركات إلى ضرورة تحويل التضامن إلى حركة احتجاج ومقاومة داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه