أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، في بيان وصل عــ48ـرب نسخة منه، عن استكمال الاستعدادات، بكل جوانبها التنظيمية والإعلامية والجماهيرية والسياسية، نحو الإضراب العام والشامل والمسيرة المركزية القطرية في قرية عرابة البطوف، يوم الخميس القادم (2009/10/01) بمناسبة إحياء الذكرى السنوية التاسعة ليوم القدس والأقصى.

وجاء في البيان أن الاجتماعات الدورية المُكَثَّفَةَ تتواصل في مكتب لجنة المتابعة العليا، للطاقم المُنبثق عن لجنة المتابعة، والذي يضم سكرتيري وممثلي الأحزاب والحركات السياسية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة ذوي الشهداء ولجنة مُتابعة قضايا التعليم العربي والاتحاد القطري لأولياء أمور الطلاب ومجلس محلي عرابة واللجنة الشعبية، إضافة إلى ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية العربية في البلاد، في حالة سامية من العمل الجَماعي الوحدوي والتكامليّ المُنظَّم والمتناغِم، لوضع اللَّمسات الأخيرة لتحويل هذه الذكرى، كمناسبة وطنية كفاحية جامِعة، إلى محطة تاريخية تُسطّرها الجماهير العربية وقياداتها، بكل وحدة وإباءٍ وتحدٍ، في مواجهة مُجْمَل سياسة المؤسسة الإسرائيلية تجاهها في جميع َمناحي الحياة، الحقوقية والوجودية، وفي مسيرة بقائها وتجذُّرِها وتطورها في وطنها، إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والقومية المُهدَّدَة، إضافة إلى إحياء ذكرى الشهداء الأبرار، والقضية التي سقطوا من أجلها، خلال العدوان البوليسي على الجماهير العربية في بداية شهر تشرين أول – أُكتوبر عام 2000، وما زالت عدالة قضيتهم غائبة ومُغَيَّبة، وما زال الجرحُ حاضِراًً.

وأكدت لجنة المتابعة العليا أن الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى، يوم الأحد الماضي، كأحد ابرز الشواهد الوطنية والحضارية والتاريخية والدينية للشعب العربي الفلسطيني، يندرج في المسلسل الإسرائيلي المنهجي والمتواصل، ليس فقط للاستفزاز، إنما لتمرير مشاريع تهويد وصََهْيَنة الأقصى والقدس، وعَبْرَنة التاريخ بعد مُصادرة الجغرافيا، ومحاولة لتغييب الحضور الفلسطيني، الإنساني والحضاري، في القدس وأكنافها، وكأن التاريخ ساكن أو يتحرك فِعلاً لَوْلَبياَ، ما يعني أن المؤسسة الإسرائيلية والعقلية التي تحرّكها، وتوقيت ممارساتها التي تخلو من الصدفة والتصادُف، لا تنحى أبداً نحو إنجاز سلام حقيقي وعادل مع الشعب العربي الفلسطيني، إنما تسعى لاستدامة الصِراع، وِفقاً لشروطها وبالإشكال والمَضامين التي تبتغيها!؟

ولفت البيان إلى أنه قد وُزِّعت في الأيام الأخيرة عشرات آلاف البيانات والمناشير، في جميع أماكن التواجد العربي الفلسطيني في البلاد، وعُلِّقت مِئات اليافطات (اللافتات) في مداخل ومراكز المدن والقرى العربية، تدعو وتحثّ الجماهير العربية للإضراب العام، كإجراء احتجاجي سياسي شرعي ومشروع، وللمشاركة في المسيرة المركزية في قرية عرابة، والتي تنطلق في تمام الساعة الثانية بعد الظهر (14.00) من دّوار محمود درويش (غربيّ عرابة) نحو ساحة السوق البلدي (شارع وادي سلامة).

كما شارك المِئات في التظاهرات التعبوية، يوم الجمعة الماضي، عند عدد من مفترقات الطرق الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، بناءً على قرار طاقم لجنة المتابعة العليا، وما زالت كوادر الأحزاب والحركات السياسية واللجان الشعبية تنشط وتتفاعل محلياً لرفع وتنظيم الجهوزية الشعبية.

ودعت لجنة المتابعة العليا أيضاً القوى السلامية والتقدمية الحقيقية اليهودية في المجتمع الإسرائيلي، والمناصِرة لقضايا وحقوق ومواقف الجماهير العربية، للمشاركة في المسيرة القطرية في قرية عرابة.

كما طالبت اللجنة الشرطة الإسرائيلية، وأجهزتها الأمنية، بعدم التدخل أو التواجد الاستفزازي في المدن والقرى العربية، خلال الإضراب، وحمَّلتها مسؤولية أي اعتداء أو عدوان بوليسي على الجماهير العربية، خصوصاً أن هذه الجماهير قادرة على التعبير عن مواقفها وإجراءاتها الاحتجاجية بطريقة ووسائل حضارية وشرعية، في حالة عدم الاستفزاز البوليسي الرسمي، وبعيداً عن التحريض والتهديد والوعيد!؟

وناشدت لجنة المتابعة الجماهير العربية بالالتزام في الإضراب والمسيرة، وِفقاً للقرارات الجماعية، وبطريقة وحدوية ومُنظَّمة، وتحت الشعارات والهتافات الجامعة المُوَحَّدة، لإيصال الرسائل السياسية لهذا الإضراب السياسي، إلى حيث ينبغي أن تَصِل.

وأشارت اللجنة أن الإضراب العام، يحمل الكثير من المعاني والتحديات والرسائل، ويُستثنى منه التعليم الخاص والعيادات الطبية لأسباب إنسانية.

هذا وَوَجّه مكتب لجنة المتابعة العليا أيضاً، الدعوة إلى مِئات وسائل الإعلام ووكالات الإنباء المحلية العربية والدولية، لتغطية ومراقبة الإضراب العام ومسيرة عرابة، ونقله إلى الرأي العام المحلي العربي والعالمي. وأشار مكتب اللجنة إلى أن هنالك اهتماماً إعلاميا وسياسياً دولياً استثنائياً بإضراب الجماهير العربية، وبقضاياها ومواقفها ومطالبها، على مختلف المستويات، خصوصاً في الفترة الأخيرة.

وأعلن مكتب اللجنة عن العمل المتواصل، خلال الأيام القريبة، في حالة طوارئ، وعن انعقاد دائم ومتواصل لطاقم لجنة المتابعة العليا...