شارك حشد من أهالي باقة الغربية من بينهم ممثلين عن القوى السياسية في المدينة، في ندوة خاصة بالإضراب العام في الأول من أكتوبر في الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى. وجاءت الندوة بمبادرة من اللجنة الشعبية وعقدت في ديوان باقة الغربية، وشارك فيها كل من السيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة، والدكتور جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية.

افتتح الندوة وأدارها المربي سميح زامل أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، ودعا أهالي المدينة إلى تكثيف الجهود لإنجاح الإضراب والمشاركة في المظاهرة القطرية في عرابة، وأكد على الالتزام بالإضراب العام وتحدي محاولة اللجنة المعينة إفشاله، وعبر عن ثقته بأهالي المدينة بالتزامهم بقرارات لجنة المتابعة ورفضهم لما يصدر عن اللجنة المعينة في باقة جت.

خلال الندوة, ألقى السيد محمد زيدان، رئيس المتابعة، كلمة تفصيلية حول حيثيات هبة اكتوبر، وتطرق إلى تفاصيل كثيرة ليست معروفة للجمهور الواسع، بما فيها الاتصالات التي أجراها معه رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود باراك، وكيف نقض براك كل وعوده بالتوقف عن اقتحام الشرطة للبلدات العربية. واتهم زيدان باراك بأنه مسؤول شخصياً عن قتل شبابنا بدم بارد، وأوضح ان هناك دلائل واضحة بان القتل كان متعمداً ومخطط له مسبقاً. وعبر زيدان عن ثقته بالتفاف جماهيرنا حول قرار الإضراب العام الذي اتخذته المتابعة بإجماع كل القوى السياسية ورؤساء السلطات المحلية.

وقال النائب جمال زحالقة في كلمته بأن هبة القدس والأقصى كانت حول قضية وطنية تخص الشعب الفلسطيني بأسره، وليس حول أمور مطلبيه محلية. وأكد زحالقة على أن شهداء اكتوبر هم جزء من شهداء فلسطين وقضيتهم تمثل قضية كل شهداء فلسطين الذين وهبوا أرواحهم في المعركة من الحرية والعدالة. وأضاف زحالقة بأن على السلطة أن تفهم بأننا لن ننسى ولن نغفر، وبأن دماء ابنائنا لن تذهب هدراً، وسنظل نلاحق المجرمين ونستمر في حملتنا من أجل الحقيقة والعدالة، وضرب زحالقة مثلاً من إيرلندا الشمالية حيث سقط 13 شاباً في مظاهرة في مدينة ديربي وخاضت الحركة الوطنية هناك معركة سياسية استمرت 23 عاماً حتى اضطرت الحكومة البريطانية إلى إقامة لجنة تحقيق دولية للكشف عن الحقيقة ومعاقبة المجرمين.

وتطرق زحالقة في كلمته إلى تنامي العنصرية في إسرائيل خاصة في ظل الحكومة الجديدة، وقال بأن هذه الحكومة اقيمت عشية يوم الأرض السابق وكان علينا إعلان الإضراب حينها، حتى يعرف العالم كله مدى خطورة العنصرية الإسرائيلية خاصة وأنها تسعى إلى الفوز بشرعية دولية من خلال تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية. لقد دعونا في اجتماع المتابعة لإعلان الاضراب يوم الأرض، لكن جوبهنا بمعارضة شديدة بتبريرات واهية، وفوتنا على انفسنا فرصة طرح قضيتنا دولياً لأن الإضراب مباشرة بعد تشكيل الحكومة وتعيين العنصري المأفون ليبرمان وزيراً للخارجية الإسرائيلة، كان سيحظى بأصداء دولية واسعة. وشدد زحالقة على أن عدم اعلان الإضراب حينها كان خطأ يجب ان نتعلم منه في المستقبل.

في نهاية كلمته دعا زحالقة إلى تكثيف العمل لإنجاح الإضراب في باقة وجت وزيمر حيت توجد لجان معينة من قبل وزارة الداخلية، وهي غير ملتزمة بقرارت المتابعة وقد تسعى لإفشالها، لذا فإن مهمة القوى السياسية واللجان الشعبية مضاعفة، واكد زحالقة بأن التجمع بكل كوادره وأصدقائه مجندون بالكامل لأنجاح الإضراب ومظاهرة عرابة القطرية.
........