الحناجر هتفت في الناصرة داعية إلى فك الحصار عن غزة، في مظاهرة حاشدة انطلقت بعد ظهر يوم أمس السبت بمبادرة عدد من الأحزاب والحركات السياسية على الساحة المحلية في الداخل الفلسطيني تحت شعار "معا نكسر الحصار".

وقد انطلقت التظاهرة من ساحة عين العذراء يتقدمها قادة الاحزاب المشاركة والحركات السياسية: الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح والنائب إبراهيم عبد الله رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية، والنائب جمال زحالقة والنائب واصل طه، والنائب سعيد سعيد نفاع، وسكرتير حركة أبناء البلد رجا اغبارية، والشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية، والنائب طلب الصانع، والنائب عباس زكور، والنائب السابق هاشم محاميد، ورئيس لجنة المتابعة السابق محمد زيدان وآخرون من قيادات الأحزاب والحركات السياسية.

وجابت التظاهرة شارع النمساوي المركزي ووصلت ساحة الكراجات حيث أختتمت بكلمات لممثلي القوى السياسية المشاركة. وقد رفع المشاركون في المظاهرة الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بالحصار وسياسة التجويع للأهل في غزة.

وجاءت هذه التظاهرة ثمرة تعاون بين عدد من الأحزاب والقوى السياسية الفاعلية على الساحة السياسية المحلية: التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي، وحركة أبناء البلد والتحالف الوطني التقدمي، ويشار أن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة قاطعت المظاهرة ولم تشارك بها.

أفتتح المهرجان الخطابي في نهاية المسيرة التظاهرية بتلاوة من القرآن الكريم للشيخ الباز، وتولى عرافة المهرجان المحامي حسين أبو حسين.

وألقى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية – الشق الشمالي كلمة وجه فيها نداء الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية بالعمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل مواجهة الارهاب الامريكي والاحتلال الفلسطيني. وحول الضغوطات الدولية الموجهة على الأخوة الفلسطينيين قال الشيخ صلاح : " كل أتفاقية تمنعنا من الوصول للأقصى والقيامة مكانها تحت الاقدام. ووجه الشيخ صلاح رسالة الى الادارة الامريكية قائلا: "لا يمكن ان تساومونا وتساوموا رضيعنا على حليبه بالدولار الامريكي، ونقول لكم دولاركم تحت أقدامنا". وطرح الشيح صلاح في ختام كلمته تشكيل هيئة من اجل كسر الحصار على غزة كامتداد وتكثيف لدعم وصمود شعبنا الفلسطيني.

ومن جانبه حذر الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في كلمته من خطورة المؤامرة الدولية على القضية الفلسطينية وعلى ما يحدث في غزة، وقال عبد الفتاح في كلمته: " إن الجريمة التي تحدث في غز هي من صناعة أمريكية أسرائيلية هدفها تكريس الشرخ داخل الصف الفلسطيني، وناشد الأطراف والأخوة الفلسطينيين بالعودة للحوار دون شروط مسبقة قائلا: "أرحموا شعبكم وأرحمونا في الداخل الفلسطيني"، وتساءل عبد الفتاح : " كيف يمكن الجلوس مع الجانب الإسرائيلي رغم كل ممارساته ولا يمكن للأخ أن يجلس ويحاور شقيقه".
وأضاف عبد الفتاح : " الحركة الوطنية بكافة أطيافها موحدة وعازمة على مواصلة النهج الوحدوي الذي لا بديل له في هذه الظروف، لنكون نموذجا مختلفا عما يحدث في الضفة والقطاع ، لاننا أيضا مستهدفون من قبل المؤسسة الصهيونية وتعتبرنا خطرا استراتيجيا وناقوس خطر . نقول لهم نحن رقم صعب لا تستطيعون ازاحته بل نحن متجذرون في هذه الارض، قد تكل اياديكم من ضربنا ولكن ارادتنا لن تكل وستهزمكم في عقر داركم، وأنهى كلمته قائلا: " الموت للاحتلال وليسقط الحصار عن غزة فورا"

وقال الشيخ ابراهيم عبد الله، رئيس القائمة العربية الموحدة والحركة الاسلامية الشق الجنوبي، في كلمته : " كرامة الشعب الفلسطيني أهينت والارض نهبت ومقدساته أنتهكت ، لكن الشعب الفلسطيني ما زال حيا لن يموت ولن يركع لسياسات الحصار والتجويع ، الحشد الكبير هو دليل على ذلك. وحذر عبد الله القيادة الفلسطينية من سياسات التفريق التي تنتهجها اسرائيل، كإعلان غزة كيانا معاديا وما الى ذلك، وقال: "على القيادة ان تتنبه بألا تمنح رؤوس الافاعي ان تدس بسمومها لان تفرق شملنا". ودعا عبد الله الى وجوب توحيد الصف الفلسطيني في سبيل تفويت الفرصة على الاسرائيليين والامريكيين، والعمل موحدين من اجل حقوق الشعب الفلسطيني معتبرا أن وحدة الصف هي الكفيلة بوقف الاحتلال ، مؤكدا ان على الاطراف التحرك قبل فوات الاوان، قائلا: " النصر لشعبنا مهما كانت المؤامرات".

من ناحيتها شددت راوية شنتي، من حركة أبناء البلد، على وجوب الاستمرار في خيار المقاومة حتى النصر. وقالت في كلمتها ان الفلسطينيين في الداخل هم أيضا محاصرون ويسقط منهم الشهداء باستمرار نتيجة الممارسات العنصرية ضدهم، كما ان هنالك نشطاء سياسيين ملاحقون. وناشدت شنتي بالعمل من اجل فك الحصار عن غزة، معتبرة ان أسرائيل ترتكب المجازر هناك كما أرتكبتها في لبنان وفي أماكن أخرى، ووصفت رؤساء الحكومات الاسرائيليين بمجرمي الحرب ، وأن نتيجة سياساتهم وافعالهم تجعل العداء لهم يزداد باستمرار".

أما رجا اغبارية رئيس حركة أبناء البلد فقال: "نطالب الاطراف الفلسطينية بالوحدة دون الاذعان للشروط الامريكية، واعتبر ان الاقتتال الفلسطيني هو أمر غير مبرر. وأضاف: " هنالك تآمر من أجل قمع الخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني ، ونحن لا نقبل بيع وشراء القضية الفلسطينية، لان الشعب هو صاحب القرار والخيار ، وعلى أمريكا أن تتوقف عن قمع الديمقراطية وقمع خيار الشعب الفلسطيني. كما واعتبر اغبارية الحصار المفروض على غزة حصارا سياسيا وليس ماديا فحسب. ودعا اغبارية الى الاستمرار في المقاومة والحوار الداخلي الفلسطيني.

ومن جهته وصف النائب طلب الصانع من الحزب الديمقراطي العربي الحكومة الاسرائيلية بالحكومة "المعتوهة" و "المجنونة" ، لانها تعتقد انه من خلال سياسة الاغتيالات يمكنها تصفية القضية الفلسطينية ، معتبرا ان الحلم الفلسطيني في اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس هو حلم لا يمكن لأحد ان يغتاله مهما مرت السنين" . وقال: "باسم القدس والاقصى واللاجئين أناشدكم بحل النزاع الفلسطيني، والجلوس من أجل حل الخلافات قبل الجلوس في أنابوليس .. أن وحدة الصف الفلسطيني هي الكفيلة، بنيل حقوق الشعب الفلسطيني وكنس الاحتلال وعودة اللاجئين ".

وقال النائب السابق، هاشم محاميد، رئيس التحالف الوطني التقدمي: " حذرنا من أنابوليس وعرفنا نتائجه قبل ان ينعقد، وشفاعمرو تشهد على ذلك ، حيث كان مؤتمر " العدل والانصاف" الذي عقده حزب التجمع ، وحذرنا يومها من انابوليس وتبعاته، ودونا نتائجه على الورق، واليوم ها هي النتائج تدون اليوم بلون الدم".

وقال محاميد: "هذه مظاهرة جبارة لها وزنها وثقلها من اجل عوة الاخوة لوقف الاقتتال وتوحيد الصف والمقاومة من اجل مستقبل هذا الشعب وكرامته"، ودعا محاميد، القيادة الفلسطينية الى السير على نهج الرئيس الراحل البطل الرمز ياسر عرفات والشيخ الشهيد المناضل أحمد ياسين، في اللغة والحوار والعمل على نهجهما في حل الخلافات الداخلية، وعدم التوصل الى حد استعمال العنف والسلاح، داعيا القيادة الفلسطينية الى وقف النزيف الفلسطيني الذي لم بعد يحتمل اكثر من ذلك، والتفرغ للعمل من اجل حقوق الشعب وتحقيق حلم الدولة المستقلة، لان الحرية لا تأتي على طبق من ذهب ولا الاستقلال كذلك !"

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب كان قد نظم عدة تظاهرات حاشدة في الجامعات في حيفا والقدس وبئر السبع، تضامنا مع قطاع غزة، واحتجاجا على تواصل الحصار المفروض على القطاع. كما دعا الاتحاد إلى المشاركة في المظاهرة القطرية في الناصرة.

وكان النائب جمال زحالقة قد أدلى بتصريحات لعرب48 قبل المظاهرة قال فيها إن "بعد أنابولس صعدت إسرائيل من عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة، فإسرائيل تقتل وتغتال وتقصف يوميا، والمرضى يموتون لأنهم محرومون من تلقي العلاج، والحصار الإسرائيلي حول قطاع غزة إلى سجن كبير، بحيث أصبحت قضية الأسرى وقضية غزة واحدة، فالجميع في سجن واحد، ولا يصح أن نقول أنه يوجد اليوم 11 ألف أسير فلسطيني، بل أكثر من مليون وأربع مائة ألف سجين يتعرض المناضلون منهم إلى عمليات إعدام يومية".

وأضاف د.زحالقة أن "الصمت العربي والدولي وحتى الفلسطيني الرسمي على ما يجري في قطاع غزة أصبح مريبا ومذهلا.. فنحن في الداخل، وكجزء من الشعب الفلسطيني، ننظم هذه المظاهرة لنطلقها صرخة مدوية، وبداية لحملة مكثفة لكسر الحصار على قطاع غزة، وستستمر الحملة بعد المظاهرة بكل قوة".
شكر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الجماهيرالعربية في الداخل التي شاركت في المسيرة القطرية تضامناً مع قطاع غزةمطالبة بفك الحصار الإسرائيلي الظالم عنه.

وأشاد الخضري بهذه المبادة الوطنية الفلسطينية، واستجابة الجماهيرالعربية في الداخل لنداء ودعوات القيادات في الحركات والأحزاب العربية، والمشاركة الفاعلة في المسيرة.

وشدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار خلال الاتصال على ضرورة تواصل التنسيق المشترك بين اللجنة والقيادات الوطنية في الداخل للتنسيق لفعاليات ونشاطات أخرى لإسناد الشعب المحاصر في غزة والمطالبة بفك حصاره.

وقدم الخضري خلال الاتصال شكر اللجنة الشعبية لكل رؤساء وقادة الأحزاب والحركات في الداخل والقيادات الوطنية، على دورها الفاعل والداعي بسرعة فك وكسر حصار غزة الظالم.

وكانت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار دعت المواطنين العرب للمشاركة الواسعة في مسيرة الناصرة ضد الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، كما دعت فلسطيني الداخل إلى حث بعضهم البعض للخروج في المسيرة وأي فعالية تضامنية مع غزة، مؤكدة على أن هذه الفعاليات تلقى صدى وترحيب كبير من الشعب المقهور والمحاصر في غزة.

معا نكسر الحصار: هذا هو الشعار الذي انضوينا تحته اليوم في الناصرة شاكرين للآلاف التي شاركت في رفع صرخة أهلنا المحاصرين في الضفة والقطاع إلى كل أصقاع الدنيا, صرخة لا تبقي عذرا لكائن من كان أن يقول "لم اسمع, لم اعلم".

معا نكسر الحصار : نَفَسُكم يا جماهيرنا هو الذي يعطينا القوة للقيام بخطوات وفعاليات ونشاطات قادمة لنحدث شرخا بعد شرخ في هذا الحصار ألاحتلالي الإجرامي الذي ينوء بعبئه على صدور أهلنا المستضعفين في الضفة والقطاع.
بدعمكم يا جماهيرنا ستأخذ انطلاقتنا هذه استمراريتها لتنتقل كالشعلة من قطر إلى قطر ومن بلد إلى بلد لينادي بعدها كل أصحاب الضمائر الحية في العالم " معا نكسر الحصار".

معا نكسر الحصار: هي رسالتنا لأهلنا في البيت الفلسطيني الواحد وعلى وجه الخصوص لإخوتنا في حركتي فتح وحماس مستجيبين لحادي إخوانكم في مظاهرتنا الحاشدة: "من غزة طلع القرار معا نكسر الحصار".

ومن هنا من الداخل الفلسطيني نرفعها لكل العواصم العربية والإسلامية أن تتجاوب مع صرختنا وان تخرج بمسيرات ومظاهرات تحت شعار "معا نكسر الحصار".

............