تحولت العائلات العربية في البلاد، منذ العام 2002، إلى رهائن لقانون المواطنة، ومنع لمّ الشمل، حيث اتخذت في تاريخ 12-5-2002 الحكومة في حينه برئاسة أرئيل شارون قرارا يمنع منح الجنسية والإقامة للأزواج من عائلات من عرب الداخل وعائلات فلسطينية ومن الدولة العربية.

وشرعنت الحكومة ذلك من خلال إقرار القانون في الكنيست في تاريخ 31-7-2003، عندها باشر وزير الداخلية في حينه ايلي يشاي بتجميد ملفات لمّ الشمل، والتي يصل تعدداها قرابة 25 ألف ملف لعائلات عربية.

وعلى أرض الواقع فإن القضية، التي لا تزال في أروقة المحكمة العليا التي تماطل في البت بالموضوع، تمس بحوالي 150 ألف عربي من الداخل، الآلاف منهم بدون جنسية أو إقامة، والأغلبية الساحقة يمنعون من التواصل الاجتماعي ويحرمون من الخدمات الاجتماعية، الصحية وخدمات التأمين الوطني.

وقد نظم فرع "شتيل" في المثلث في مدينة باقة الغربية، يوم أمس ألاول الثلاثاء، يوما دراسيا حول موضوع قانون المواطنة العنصري وأبعاده الهدامة على آلاف العائلات العربية الفلسطينية في البلاد.

ويندرج هذا اليوم ضمن نشاطات مشروع "لمّ الشمل" الذي تقوم عليه المؤسسة ضمن الائتلاف من أجل العائلات المتضررة من قانون المواطنة. ويسعى المشروع إلى طرح قضايا العائلات ورفع الوعي الجماهيري إليها بهدف المساهمة في التخفيف من معاناة العائلات، وذلك عن طريق العمل مع المؤسسات ومجموعات الدعم والنشاط المحلية في مواقع متعددة في المثلث – جلجولية، زيمر، جت، باقة الغربية، كفر قرع وعرعرة.

ويأتي هذا اليوم الدراسي كخطوة تتويجية لنشاط المجموعات المذكورة وبمشاركة مجموعة من الناصرة تعمل ضمن نشاط جمعية "عائلات في انتظار". وقد التقت نحو مئة امرأة من هذه البلدات لتتناقش وتتحاور حول إمكانيات العمل المحلي والقطري والحراك الجماهيري الفعال.

افتتح اليوم الدراسي بكلمة محمد مرزوق مدير فرع "شتيل" المثلث، الذي أكد على ضرورة التكاتف والعمل الجماعي كعائلات ومؤسسات ومجتمع لمواصلة هذا النضال الذي قد تطول مدته في ظل الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل. تلت ذلك حلقة حوار تولت إدارتها عبير غنايم مركزة المشروع في شتيل، وتناولت الحلقة زوايا مختلفة من واقع العائلات ومشاكلها في حياتها اليومية.

خلال حلقة الحوار طرح الدكتور جودت أبو مخ الموضوع من زاوية الخدمات الصحية وحقوق الصحة المسلوبة من هذه العائلات. أما حسن سلامه المختص بقضايا التأمين الوطني والناشط في جمعية "يديد" فقد وضح جوانب عديدة في متابعة القضايا أمام التأمين الوطني وقدم نصائح عدة في هذا المجال. محمود جبارين، مدير قسم المعارف في بلدية أم الفحم تناول إشكالات عديدة في مجال التعليم الرسمي والعالي وعرض بعض الوقائع المؤلمة. وعرضت إخلاص زيدان مديرة قسم الخدمات الاجتماعية في زيمر الصعوبات التي تواجهها الأقسام في تقديم الخدمات للعائلات التي تكون أحيانا غير مسجلة ولا ميزانيات مرصودة للعمل معها.

وعرضت السيدة هوازن يونس، وهي مستشارة تنظيمية وموجهة مجموعات، مسار العمل ونتائجه ضمن مشروع لمّ الشمل وقدمت توصيات للعمل المستقبلي في هذا المجال.

واختتم اليوم الدراسي بعرض للفنانة سلوى نقارة بعنوان "كابوتشينو في رام الله" تناول معاناة امرأة سلبت منها هويتها وما يتبع ذلك من مواقف مثيرة للأسى.

تقول عبير غنايم مركزة المشروع إن الرسالة المهمة لهذا اليوم هي أن بمقدورنا كعائلات ومؤسسات ومجتمع أن نعمل بأنفسنا من أجل التأثير على واقعنا وتغييره بواسطة العمل المنهجي المنظم.
.,