عقدت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، ظهر اليوم الخميس (24.1.08) في مكاتبها في الناصرة، اجتماعاً استثنائياً في أعقاب العدوان الإسرائيلي والتصعيد الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني عموماً، وفي قطاع غزة خصوصاً.

وأجمعت سكرتارية لجنة المتابعة العليا على أن العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، من قتل وتدمير وإغلاق وحصار وتجويع وتعتيم، مُتواصل ومتصاعد ويتخذ أشكالاً إجرامية وإرهابية مختلفة، وهو يستهدف عموم الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، لا سيما في قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك كامل في هذا العدوان الإرهابي، والذي تصاعد نوعياً بُعيد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المنطقة.

وأكد المجتمعون أن هذا العدوان يجري في ظل تواطؤ رهيب وخطير، وأن غاياته سياسية تستهدف الحقوق الوطنية القومية للشعب الفلسطيني، ودفعه للتنازل عن ثوابته الوطنية، عبر محاولة إخضاعه بالقوة من ناحية، وعبر الالتفاف على حقوقه من خلال مسارات تضليلية واهمة من ناحية أُخرى.

ودعت قيادة الجماهير العربية، من خلال لجنة المتابعة، جميع القيادات والفصائل والحركات الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وإعادة اللُّحمة إلى الجسد الفلسطيني الممزق، بالعودة إلى الحوار الوطني المسؤول الذي يضمن استعادة الوحدة الوطنية الحقيقية المسؤولة والكفاحية للتصدي للعدوان والحصار والجرائم الاسرائيلية – الأمريكية، ولتمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة مصيره بمستوى التحديات اللازمة .

وحَيَّت لجنة المتابعة المبادرات والفعاليات الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها الأحزاب والحركات السياسية، ودعت إلى رفع منسوب التحرك الشعبي الاحتجاجي، وتكثيف حملات الإغاثة التموينية والطبية لنصرة شعبنا في قطاع غزة، ومدِّهم بمقوِّمات الصمود والتحدي.

ونَوَّه المشاركون إلى أن الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، ليست خارج دائرة الفِعل والتأثير، وأنها قادرة بحِراكها الجدِي والفاعل أن تُساهم في تغيير مجريات الواقع، لا سيما بعدما أكد التصعيد الإسرائيلي الأخير ، جلياً، عدم وجود رغبة إسرائيلية جدية وحقيقية للتوصل إلى سلام عادل وحقيقي مع الشعب الفلسطيني، بل إن السياسة الإسرائيلية – الأمريكية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من جوهرها ومضامينها، ودفعها نحو اعتبارها مجرد قضية " إنسانية "..!!؟؟

وأضاف المشاركون، أن هنالك ربطاً موضوعياً، من حيث المضمون والتوقيت، بين العدوان الإسرائيلي وبين الجريمة التي اقترفتها المؤسسة الاسرائيلية بحق الجماهير العربية في البلاد، في أُكتوبر 2000، وسقوط 13 شهيداً، دون إدانة أو معاقبة القتلة والمسؤولين حتى اليوم ...

وفي هذا السياق أكدت اللجنة مرة أُخرى على إصرارها بمعاقبة أصحاب القرار والمنفذين لمقتل أبنائنا، الذين خرجوا للتضامن الشرعي والطبيعي مع أبناء شعبهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، في حينه.

وفي هذا الصدد عبَّرت اللجنة عن قلقها من احتمال " إغلاق " هذا الملف، وحذَّرت من إمكانية خُلو تقرير وتوصيات المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، والذي سيعلن عن تقريره يوم الأحد القادم (27.1.08) ، من توجيه إدانات واضحة ومحددة بحق رجال الشرطة والمسؤولين عن مجزرة " أٌُكتوبر 2000"، وإعطاء غطاء " قانوني " لوحدة التحقيق الخاصة مع رجال الشرطة - " ماحاش "..


وفي نهاية اجتماعها قررت سكرتارية لجنة المتابعة العليا ما يلي :

• دعوة الأحزاب والحركات السياسية لتنظيم سلسلة تظاهرات وفعاليات محلية في المدن والقرى العربية، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، على مدار الأيام القادمة.

• الدعوة للمشاركة في المظاهرة العربية – اليهودية القطرية التي تنظمها الحركات السلامية في البلاد وعدد من الأحزاب والحركات السياسية، صباح يوم السبت القريب (26.1.08) عند تخوم قطاع غزة، لكسر الحصار عن القطاع وضد العدوان الإسرائيلي.

• تأكيداً على أهمية العمل القطري الوحدوي المشترك، وتكليلاًَ للمبادرات والنشاطات الاحتجاجية، الحزبية والمحلية، فإن سكرتارية اللجنة ستقرر عن موعد وماهية العمل الوحدوي المشترك في مطلع الأسبوع القادم.

• تكثيف حملات الإغاثة التموينية والطبية لنصرة شعبنا في قطاع غزة، ومدِّه بمقومات الصمود.

• اعتبار سكرتارية لجنة المتابعة العليا في حالة انعقاد تشاوري متواصل، وعقد جلسة خاصة للسكرتارية مساء يوم الأحد القادم (27.1.08) بُعيد المؤتمر الصحفي في القدس، الذي ستعقده لجنة المتابعة ومركز "عدالة" ولجنة ذوي الشهداء، في أعقاب إصدار المستشار القضائي للحكومة لتقريره النهائي حول تحقيقات "ماحاش" فيما يتعلق بمقتل 13 من المواطنين العرب على أيدي قوات " الأمن " الاسرائيلية في أُكتوبر 2000... حيث ستتخذ اللجنة قراراتها وإجراءاتها اللازمة رداً على تقرير " مزوز "...