ورشة أكاديمية: فلسطينيون يبحثون مستقبل العلاقات بين شقي فلسطين التاريخية
على خلفية واقع التجزئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، الانقسامات الداخلية، المأزق الفلسطيني، وعلى ضوء الآمال التي أحيتها ساحات التحرير في العالم العربي، اجتمع في رام الله عدد من الأكاديميات والأكاديميين وناشطين سياسيين وإعلاميين في ورشة لمدة يومين، للتشاور حول مستقبل العلاقة بين أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية في ظل الظروف السياسية المتغيرة.
عقدت هذه الورشة بمبادرة من مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، ومؤسسة مواطن، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية، في رام الله.
افتتح النقاش كل من د. جورج جقمان، مدير مؤسسة مواطن، وبروفيسور نديم روحانا، مدير مدى الكرمل، مستعرضين أهداف الورشة. حيث قال د. جقمان أن هذه الورشة تشكل نوعاً من العصف الفكري وبحث ما يمكن البناء عليه مستقبلاً لمتابعة المشروع بأشكال مختلفة، وخصوصاً على ضوء الأحداث الكبيرة والمتغيرة في العالم العربي. ثم أشار إلى أن الواقع الفلسطيني، هو واقع التجزئة بفعل النكبة، وأنه يوجد أكثر من واقع فلسطيني (داخل إسرائيل، الضفة الغربية، غزة، مخيمات اللاجئين والشتات)، وأن لكل واقع خصوصيته. وأضاف أنه "بفعل التغييرات الحاصلة، ثمة نشاط غير معهود، خاصة على الانترنت، ومطالبات بانتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد، بحيث يمثل جميع الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، من أجل إعادة الوحدة للجسم السياسي الفلسطيني".
ثم أشار بروفيسور روحانا إلى أهمية اللقاء والحاجة الماسة للتشاور. "نحن شعب واحد، وهذا يعني أنه يجب أن يكون جميع أجزاء هذا الشعب شركاء في القرار السياسي بشكل أو بآخر. نحن بحاجة للتشاور حول الوضع وتحدي واقع التجزئة"، قال روحانا، وأشار إلى أنه من الأهمية بمكان الشروع ببناء مؤسساتي منظم للتفكير المشترك في فلسطين التاريخية، وعلى أن يشكّل هذا اللقاء نواة لمشروع كهذا.
تناول المشاركون خلال اللقاء عدة محاور مثل، واقع العلاقة بين الفلسطينيين من جانبي الخط الأخضر وآفاق تطويرها؛ مكانة الفلسطينيين في إسرائيل في المفاوضات؛ التصور الفلسطيني لمكانة فلسطينيي الداخل في حال نجاح حل الدولتين؛ وتأثير انهيار حل الدولتين على العلاقة بين الفلسطينيين. وقد قدم كل من د. هنيدة غانم، د. ثابت أبو راس، المحامي محمد دحلة، بروفيسور نديم روحانا، السيدة سهى البرغوثي، السيد هاني المصري ود. عزمي الشعبي مداخلات حول المواضيع المطروحة.
طُرحت خلال الورشة العديد من التصورات والاقتراحات، وأكد الجميع على ضرورة تراكم التجارب والعبر من مثل هذه اللقاءات وعدم البدء كل مرة من نقطة الصفر. وتقرر مواصلة مثل هذه اللقاءات، على أن يتم توسيعها لتشمل أيضاً الأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية المختلفة، وكذلك بحث إمكانية مشاركة ممثلين عن الفلسطينيين من الشتات وأماكن اللجوء. وفي نهاية اللقاء، أكدت المؤسستان التزامهما باستمرار المشروع، وأنهما ستبحثان سبل استمراريته وتطويره..