التحمت مسيرة "الوفاء للشهداء" مع الناصرة والجليل قادمة من قرى ومدن المثلث بعد أن انطلقت فجر اليوم الثلاثاء من النقب، لتحط في جت المثلث ومن ثم تواصل حافلة الشهداء إلى مدينة أم الفحم وقرية معاوية المجاورة، يتقدمها عدد من قيادات المجتمع العربي، لزيارة ضريحي الشهيدين أحمد أبو صيام، ومحمد أحمد عيق العمري.

وانضم إلى المسيرة المئات من أهالي أم الفحم والمنطقة، حيث انطلقت من مدخل الأقواس، وصولا إلى مقبرة المدينة، لتلاوة الفاتحة على روح الشهيد أحمد العيق، ووضع أكاليل الزهور، تعبيرًا عن مدى الحزن الذي يكتنف الجماهير العربية في الذكرى الـ14 لهبّة القدس والأقصى.

وانطلقت المسيرة بعد ذلك إلى قرية معاوية، حيث كان حشد من سكان القرية بانتظار المسيرة ووفد القيادات عند مدخل المقبرة، رافعين اللافتات المنددة باستمرار المجازر الإسرائيلية، التي كان آخرها خلال العدوان على غزّة.

وقال القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح في كلمة له إن " هذه الذكرى تجعلنا نتذكر كل شهداء الشعب الفلسطيني، فالدم العربي واحد، والوطن واحد برغم محاولات التجزئة والاستفراد، ولا ننسى في هذه الذكرى أن نترحم على شهدائنا في الضفة الغربية وقطاع غزّة، الذين ارتقوا دفاعًا عن القضية ذاتها، وضحوا وبذلوا الدّماء من اجل فلسطين".

بدوره، قال رئيس "لجنة الحريات، والأسرى، والجرحى والشهداء " الشيخ رائد صلاح، إننا " في هذا الموقف وأمام قبري الشهيدين صيام وعمري، نتذكر شهداء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا خلال انتفاضة الأقصى، وهبة القدس، وخاصة الشهيد مصلح أبو جرار الذي ارتقى جنبا إلى جنب مع الشهيد العمري.

من جانبه، رحّب الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم بالمشاركين، مؤكّدًا على أهمّية الاستمرار بإحياء ذكرى هبّة القدس والأقصى وكافة الشهداء الفلسطينيين، في الضفة الغربية وغزة والداخل الفلسطيني.

وقال حمدان إننا" ومن أمام قبور الشهداء، نجدد العهد والوفاء لشهدائنا وأرضنا وقضيتها المركزية وهي قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، الذي ما زال يتعرض للتهويد والتقسيم المستمر".

نائب رئيس مجلس محلي بسمة بدوره، سرور شريف أكّد على أن " هذه المسيرة القطرية تشير إلى أن السعي الدءوب الذي يبذله الشعب الفلسطيني من اجل الوحدة والتمسك باللحمة الوطنية، على الرغم من مخططات الاحتلال".

وبيّن أن " الشعب ومن خلال إحيائه لهذه الذكرى، يؤكّد على إصراره وعزمه على استكمال مشوار الشهداء في الرباط عل الأرض والدفاع عنها، حتى انتزاع كافة الحقوق".

وقال إبراهيم صيام الناطق الرسمي باسم لجنة ذوي الشهداء، والد الشهيد احمد صيام إن " ذوي الأسرى فخورون بمشاركة المواطنين في هذه المسيرة الوطنية، ونحن أيضا نؤكد أننا على درب الشهداء، فمن جاد بابنه شهيدا من أجل الوطن، لن يتوان يوما بتقديم نفسه من أجل قضية القدس والأقصى العادلة".