عمدت مؤسسة التأمين الوطني على استثناء عرب النقب من التقرير السنوي حول معدلات الفقر في إسرائيل، وتم التكتم على الإحصائيات المتعلقة بالفقر والوضع الاجتماعي الاقتصادي لعرب النقب بزعم صعوبة الوصول إلى المعيطات من دائرة الاحصاء المركزي.

 وبحسب التقرير الذي يتطرق للوضع الاجتماعي الاقتصادي عن العام 2013، فقد سجل انخفاض بنسبة الفقر بنحو 19.4% مقارنة بالعام2012،  وتفاخرت مؤسسة التامين بما اعتبرته انجازا في انخفاض عدد العائلات الفقيرة وعزت ذلك لخروج الكثير من العائلات العربية لسوق العمل مما حدا بها الخروج أيضا من لوائح الفقر في البلاد.

وأشار التقرير بوضوح أن معدوه استثنوا بشكل وأضح عرب النقب من التقرير،  حيث ورد في الصفحة السادسة من التقرير :' لم يشمل مكتب الإحصاء المركزي في هذا التقرير السكان البدو في النقب بسبب عدم إمكانية الوصول إلى المعطيات'.

سمعان: يعلمون تماما أن عرب النقب يتربعون على عرش سلم الفقر في البلاد، وبالتالي من شأن استثنائهم من التقرير يقلل  بشكل ملحوظ من نسبة الفقر عن الأعوام السابقة.

واستهجن رئيس منتدى مدراء الشؤون الاجتماعية العرب، اميل سمعان تجاهل مؤسسة التامين الوطني عرب النقب من تقرير الفقر وقال: 'هذا إجحاف بحق السكان العرب في النقب وتمييز غير مقبول ومرفوض، وهذا الاستثناء له مدلولات وأهداف، منها أنهم يعلمون تماما أن عرب النقب يتربعون على عرش سلم الفقر في البلاد، وبالتالي من شأن استثنائهم من التقرير يقلل  بشكل ملحوظ من نسبة الفقر عن الأعوام السابقة وتظهر حينها مؤسسة التامين الوطني بأنها تمكنت من خفض نسبة الفقر'.

ورفض سمعان مسوغات استثناء السكان العرب في النقب من التقرير حيث فسر معدو التقرير سبب الاستثناء بعدم تمكنهم من الوصول الى المعطيات وهذه حجة واهية لا تنطلي على أحد ولا يمكن لعاقل أن يصدق هذه الحجة في الوقت الذي تمكنوا من الوصول إلى المعطيات لكافة الشرائح بينما أظهروا عجزهم عن شمل عرب النقب في هذا التقرير.

 الباز: 60% من عرب النقب تحت خط الفقر.

 من جانبه، يقول المختص في الشؤون الاجتماعية خير الباز إن معدلات ونسب الفقر لدى العرب في النقب تفوق الـ 60% ، وهذا وفق الاحصائيات الرسمية، وعزا الباز أسباب  وعوامل الفقر لأمور متعددة منها، عدم وجود  أماكن عمل ملائمة للمجتمع العربي في النقب والنقص في مجال  التأهيل المهني وعدم ملائمة العمل لطبيعة وإمكانيات الأهل في النقب وبسبب وجود  كثير من أماكن العمل  المغلقة أمام العرب، كما أن هناك الكثير من أماكن العمل تتطلب كفاءات عالية تحول دون وصول عدد كبير من الأهل في النقب في هذه الأماكن، كما أن هناك الكثير من أماكن العمل تحول دون استيعاب العرب بسبب موجة العنصرية التي تجتاح البلاد'.

  العقبي: ما من شك أن شمل عرب النقب في تقرير الفقر سيؤدي إلى فضح المؤسسات الرسمية وإجحافها بحق أهل النقب ونهجها العنصري ضدهم.

بدوره، استجن مسؤول الحركة الإسلامية في النقب، الشيخ أسامه العقبي ما أعتبره استهتار المؤسسات الرسمية بعرب النقب من خلال تعاطيها وفق مصالحها في تقاريرها في إشارة إلى تقرير مؤسسة التامين الوطني والذي تجاهلت فيه حالة الفقر في أوساط أهل النقب.

واعتبر العقبي تجاهل عرب النقب من هذا التقرير يعد تهربا من مؤسسة التامين الوطني ومسؤولياتها تجاه حقوق أهل النقب وقال الشيخ:' ما من شك أن شمل عرب النقب في تقرير الفقر سيؤدي إلى فضح المؤسسات الرسمية وإجحافها بحق أهلنا في النقب ونهجها العنصري بحقنا وهي تهدف في المحصلة للمس في مسيرة صمود وثبات أهلنا في النقب لكننا نؤكد لهم أن هذا الاجحاف وأن كان مرا وأن هذا الفقر الذي وصل إليه أهلنا في النقب وأن كان مدقعا فلن يثن أهلنا في النقب من مواصلة الصمود والرباط والثبات في أرضهم وقراهم'.

 إلى ذلك، قال رئيس مؤسسة النقب للأرض والانسان، صالح أبو سعد :' نحن في مؤسسة النقب وإزاء تفاقم ظاهرة الفقر في قرانا وبين صفوف أهلنا الصامدين في النقب ماضون في خدمة أهلنا والوقوف إلى جانبهم وتعزيز روح ثباتهم على أرضهم من خلال مشاريع عديدة منها مشاريع بالتعاون مع لجنة الزكاة تقوم من خلالها توزيع الطرود الغذائية على مئات العائلات في النقب إلى جانب مشاريعنا الانسانية الموسمية كمشروع الحقيبة المدرسية ومشاريع صيانة البيوت وتوفير الطاقات الشمسية وها نحن بصدد الاعداد لمعسكر التواصل العاشر مع النقب، نحن  ندرك تماما حجم الفقر الذي ال إليه أهلنا في النقب ونسعى جاهدين لتخفيف حدة الفقر والوقوف إلى جانب أهلنا المعوزين'.