ما زلنا نستذكر أهم الأحداث التي وقعت في يوم الأرض الأول في العام 1976، ونستمع إلى الروايات من الشخصيات التي ستظل شاهدة على ظلم السلطة وشموخ الجماهير، في هذا اليوم تحدثنا إلى عبد القادر حاج حسين حاج يحيى من الطيبة حول بناء النصب التذكاري.

قال عبد القادر حاج يحيى: 'بعد أسبوعين من أحداث يوم الأرض، واستشهاد الشاب رأفت حسين علي الزهيري في الطيبة، وهو من مخيم نور شمس، أجتمع المجلس البلدي آنذاك، وكان مفككا، بعد أن عارض جميع الأعضاء الرئيس عبد الرحيم الحاج إبراهيم الذي صوت ضد الإضراب باجتماع شفاعمرو، ومن ثم وضعنا ثقتنا بنائبه عبد الحميد أبو عيطة الذي أصبح بعد ذلك رئيسا للمجلس'.

 بنينا النصب رغم أنق السلطات

وأضاف: 'في الاجتماع قرر عبد الحميد أبو عيطة بناء نصب تذكاري للشهيد رأفت زهيري، وأذكر أن وزارة الداخلية عارضت هذا الأمر، ورفضت منح ترخيص باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء، لكن عبد الحميد أبو عيطة أصر على موقفه وأمرنا بالبدء بتجهيز النصب، ووكلني بهذه المهمة، وعلى الفور، بدأت بالعمل'.

وتابع: 'في البداية ذهبت إلى المهندس عبد الحفيظ جبالي، الذي أعد مخططا للنصب، وسلمنا الأعمال للمقاول إبراهيم حاج يحيى، ومن بنى النصب بالفعل هم عماله من غزة، وفي نفس اليوم ذهبت لمعمل الرخام الوحيد في تلك المنطقة والذي كان يقع بالمنطقة الصناعية اليوم، وكان أصحابه من عائلة جبالي من الطيبة، وجلبت قطع الرخام والصقناها على النصب'.

 تعرضنا للملاحقة واستدعتني المخابرات للتحقيق

أما النقش، يقول حاج يحيى: 'كان بعد فترة، لكن بناء وتجهيز النصب كان بنفس اليوم، وبشكل سريع، ومن نقش على النصب هما وحيد حاج يحيى وشاكر جبارة، وبعد أن أنجزنا العمل استدعتني الشرطة للتحقيق لدى المخابرات وافرجوا عني بعد ذلك، وتعرض الرئيس عبد الحميد أبو عيطة للملاحقة آنذاك، ووضعت السلطات لنا العراقيل بسبب بناء النصب التذكاري'.