أعلن مستشفى العائلة المقدسة، اليوم الأربعاء، عن افتتاح وحدة تحضير أدوية لعلاج مرض السرطان، بعد جهود تم بذلها منذ عام 2014 لغاية هذا اليوم من جانب الأطباء والصيادلة، وذلك خلال مؤتمرٍ صحفيّ عُقد في المستشفى بمدينة النّاصرة.

الوحدة مكونة من غرفة تهيّئ بيئة عمل على مستوى عالٍ من التعقيم والتطهير لإعداد الأدوية، حيث يتم الاحتفاظ والسيطرة على تركيز الجسيمات بمستوى منخفض من الملوثات البيئيّة مثل الغبار والبكتيريا والأبخرة الكيميائيّة.

افتتحت المؤتمر مديرة العلاقات العامة في المستشفى، أوديت عازر شومر، مشيرةً إلى أهميّة الإعلام، وأردفتْ أنه 'بالرغم من الميزانيات الشحيحة، تحاول إدارة المستشفى بكافة طاقمه أن تسعى للأفضل من أجل مستقبل أبناء مجتمعنا، واليوم دعوتنا لكم لأننا حصلنا بالأمس على ترخيص لتشغيل غرفة تحضير أدوية علاج مرضى السرطان، وأشكر الجمعيّة العربيّة الأمريكيّة لأصدقاء النّاصرة التي أقامت حفلاً بلاس فيغاس في شهر نيسان وجنّدت خلاله 200 ألف دولار لتطوير مركز السرطان في المستشفى'.

ومن جهتهِ شدد مدير مستشفى العائلة المقدسة، د. إبراهيم حربجي، أنّ المستشفى يبذل سيبذل أقصى جهده ليكون أفضل مركز طبي في المنطقة، وقد ساهمت عائلة شومر في الولايات المتحدة بافتتاح الوحدة الجديدة وتطويرها، ومنها إحدى الانجازات الأخيرة بحصولنا على شهادة من وزارة الصحة بافتتاح القسم، الذي يتمتع بأفضل الشروط الصحيّة، وقد شهدت الغرفة اقبالاً كبيرًا في الآونة الأخيرة وهي تسهّل على المرضى في المنطقة بدل عناء السفر إلى الأماكن البعيدة.

أمّا مدير وحدة علاج الأورام السرطانيّة، د. سالم بلان، فأشار إلى أنّ السرطان هو مرض العصر، وأنّ قسم علاج مرضى السرطان يتطلب إلى جانبه أقسام أخرى، كجهاز 'ام آر آي'، وقسم أشعة، وبما أنّ أكثر السرطانات انتشاراً هو سرطان الثدي وسرطان القولون فهناك أجهزة ومعدات مهيّئة ذات كفاءة عالية. وأضاف: 'اليوم، هذا حدث كبير. وقد قررنا اتخاذ خطوة أخرى لتحضير الدواء الموجود لدينا، ونحن سنهيّئ للمريض كافة الجوانب الصحية والنفسية لنشعره بأنّه في بيته ليكون مطمئنًا'.

وفي هذا السياق، تحدثت الصيدلانية المسؤولة في المستشفى، ريم ارشيد، أنّ 'الغرفة صممت بشروط صارمة وضعتها وزارة الصحة ومنها تحضير أدوية معقّدة وبخطورة عالية وبأحدث الأجهزة المانحة للبيئة العازلة ومعقمة مع تجنيد عمل صيادلة متخصصين بهذا المجال. وهدف إقامة هذا المشروع هو تحسين الخدمات الممنوحة لمرضى السرطان وإعطائهم دواء يحضر في نفس اليوم، وذلك بسبب أن تحضير الدواء في فترة زمنية قريبة من تناول المريض يخفض من احتمالية تلوث الدواء، ويكون ذا فعالية أكبر، بالإضافة إلى فعالية الاستجابة لحاجة المريض بحسب فحوصات الدم التي تُجرى له في ذات اليوم، وتوفير الحماية للطاقم الطبي، الصيدلانيين والمرضى والأطباء'.

اقرأ/ي أيضًا | الناصرة: المستشفى الإنجليزي يفتتح وحدة الجهاز الهضمي

وأضافت أنه 'تم بناء هذه الوحدة بعيدًا عن المستشفى مما يمنحها الحماية من الملوّثات الموجودة بطبيعة الحال في المستشفيات، ويتم تحضير الدواء في الغرفة المعقمة بداخل جهاز يدعى أيزولاتر، وعدة تجهيزات تأخذ بعين الاعتبار التعامل مع مرضى تكون مناعتهم منخفضة للحفاظ على سلامتهم بنقاء الدواء من الملوثات'.