عمّمت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي والمجلس التربوي العربي رسالة على جميع رؤساء السلطات المحلية العربية ومديري أقسام التربية والتعليم في هذه السلطات، وعلى جميع المدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية العربية في البلاد، بخصوص إحياء الذكرى الـ 60 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة التي ارتكبتها قوة من 'حرس الحدود' يوم 29/10/1956 والتي راح ضحيتها 49 شهيدًا وشهيدة.

ومما جاء في الرسالة: 'تحلّ، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، الذكرى السنوية الـ 60 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة، التي راح ضحيتها يوم 29-10-1956 تسعة وأربعون شهيدًا. إننا إذ ندعوكم إلى إحياء هذه الذكرى الهامة، بتخصيص ساعتين دراسيتين وتنظيم فعاليات ونشاطات ثقافية وتربوية في مدارسكم ومن أجل طلابكم'، داعية إلى تعزيز قيم البقاء والتشبث بوطننا الوحيد الذي لا وطن لنا سواه والنضال من أجل حقوقنا المشروعة.

وأعدّت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي والمجلس التربوي العربي نبذة حول المجزرة ووقائعها ومحاولات التعتيم السلطوية عليها، وفعالية صفيّة تشمل قصيدة 'ليد ظلت تقاوم' للشاعر سميح القاسم ومقطع من قصيدة 'أزهار الدم' للشاعر محمود درويش وروابط لأفلام وثائقية، لتكون عونا للمربين والمربيات، بالإضافة إلى الأدبيات والإصدارات المتعدّدة حول الموضوع.

60 عامًا على مجزرة كفر قاسم

 كان ذلك يوم الاثنين 56/10/29، يوم العدوان الثلاثي، البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي، على مصر في أعقاب تأميم قناة السويس على يد جمال عبد الناصر. في ذلك الوقت كان دافيد بن غوريون رئيس الحكومة ووزير 'الأمن'، وكان الجنرال موشيه ديان رئيس الأركان، وتم فرض منع التجول في القرى العربية في المنطقة التي وقعت فيها جريمة كفر قاسم، منطقة القرى الحدودية مع الأردن المعروفة بالمثلث والممتدة من أم الفحم شمالا إلى كفر قاسم جنوبًا في المنطقة، وكان منع التجول عمليًا مفروضًا على قرى هذه المنطقة منذ ضمها لدولة إسرائيل (بموجب اتفاقية رودوس في أيار 1949) من الساعة التاسعة مساءً على الطرق ومن العاشرة مساءً في داخل القرى، حتى الصباح.

وفي الساعة الرابعة والنصف من مساء الاثنين 56/10/29 قام العريف يهودا زشنسكي بتبليغ مختار كفر قاسم السيد وديع صرصور بأمر منع التجول. فسأله المختار عن مصير أهالي كفر قاسم الذين يعملون خارج القرية، وقال إن  عددهم حوالي 400 نسمة وإنهم موجودون في أماكن متعددة وبعيدة في بيتاح تكفا واللد ويافا وغيرها. فأجاب العريف انه 'سيهتم بهم'. وما أن اقتربت الساعة الخامسة حتى كانت وحدات حرس حدود منتشرة على مداخل القرية وبشكل خاص على المدخل الرئيس وهو المدخل الغربي للقرية (حيث أقيم فيما بعد النصب التذكاري لشهداء المجزرة). خلال ساعة واحدة أوقف 'رجال الأمن' كل عائد للقرية، بعد يوم عمل مجهد. أوقفوا كل عائد يسير على قدميه، كل راكب دراجة، كل راكب عربة وكل سيارة. تأكدوا من هويتهم بأنهم من سكان كفر قاسم وأمروهم جماعة بعد الأخرى بالاصطفاف على حافة الطريق وأطلقوا النار عليهم تنفيذًا لأمر ضابطهم أن 'أحصدوهم'!. وبعد عملية 'حصاد' كانت فرقة حرس الحدود تبتعد عن الطريق غربًا عن الجثث حتى لا تثار مخاوف القادمين الجدد قبل وصولهم إلى موقع الفرقة.

وصل عدد الشهداء إلى 49 ضحية من النساء والرجال والأطفال، 43 منهم قتلوا على المدخل الرئيس للقرية – المدخل الغربي.