أصدرت لجنة الإصلاح الموسعة واللجنة الشعبية وبلدية كفر قاسم بيانا مشتركا، دعت من خلاله أهالي المدينة إلى نبد العنف وتعزيز لغة الحوار والتسامح والإصلاح والتصدي معا على مظاهر العنف والجريمة التي حصدت أرواح الأبرياء بالمدينة بظل تقاعس الشرطة وغياب سلطة القانون.

وعليه ولمنع مجزرة أخرى في تاريخ كفر قاسم ولمنع استمرار شلال القتل والثأر وإصابة الأبرياء، فقد أقيمت لجنة للحل والعقد أولاً، وللصلح ثانياً من كل عائلات وأطر كفر قاسم وعلى رأسها رئيس بلدية كفر قاسم وكل أعضاء المجلس البلدي واللجنة الشعبية والحراسة.

ومن أجل وضع حدٍ للنزاع والقتل بين أبناء البلد الواحد على أساس وقاعدة أن من يديه ملطخة بالدم أو سيظل يطالب بالثأر المقيت ليس له مكان في كفر قاسم بلد الشهداء، بحسب القائمون على الحملة والبيان.

وأكد البيان المشترك الذي كان بعنوان 'لن تسمح كفر قاسم بارتكاب مجازر أخرى في بلد الشهداء'، على ضرورة التصدي للعنف وإيقاف سفك الدماء، 'ونحن على أعتاب الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، تعيش مدينتا حالة من الاستياء والترقب من سفك الدماء والثأر المقيت بعد فقدان اثنين من أبنائها وشبابها'.

وقال البيان المشترك: 'لقد بدأ الخلاف الدامي الذي راح ضحيته اثنان من شباب كفر قاسم في ريعان شبابهم، وكل ذلك بسبب خلاف تافه على بيع مواد بناء وبالتحديد 'بالة طينه' بين بيت حسين الطوري وولده إبراهيم حسين الطوري وأبنائه، وبين بيت أحمد أبو ذيب أبو صبحة وأبنائه'.

وأضاف الموقعون على البيان: ' لقد أدى الجشع المادي لوقوع ضحايا بسبب هذا الخلاف السخيف والتعنت والعناد لعدم الاستجابة للجان الصلح المتعددة والمتعاقبة من داخل كفر قاسم وخارجها. ومن المؤسف جداً أن ضحية هذا النزاع دفع ثمنه أبناء عمومتهم وممن ليس لهم ناقة ولا بعير، ولم يكونوا أصلاً جزءا من هذا الخلاف'.

وتابع القائمون على حملة التسامح والصلح: ' الضحية الأولى فقد كانت من عائلة عبد الله حسين الجوابرة، والتي فقدت ابنها الغالي عليها وعلى كل أبناء كفر قاسم الشاب محمد فارس الجوابره رحمة الله عليه. والضحية الثانية فقد كانت من عائلة سليم أبو ذيب والتي فقدت ابنها الغالي عليها وعلى كل أبناء كفر قاسم الشاب رئبال خليل أبو جابر رحمة الله عليه. كما أصيب الأخ يوسف أبو جابر من عائلة أبو ذيب والذي لم يكن طرفا في النزاع الأساسي'.

وتوجه البيان مخاطبا أهالي المدينة: 'نعلن أمامكم أن كل من لا يلتزم مسبقاً بقرارات اللجنة لحقن الدماء ليس له مكان بيننا في بلد الشهداء وسيرحل عن كفر قاسم من غير رجعة هو ومن يسانده في إثارة الفتنة والقتل أو الثأر المقيت'.

وأثنت اللجنة على دور الأهالي وتفهم أطراف النزاع وقبولهم القول الفصل والحكم للجنة الإصلاح والتعامل مع مبادرات الخير والإصلاح، وعليه: 'إننا على ثقة بأن استجابة بيت الحاج المرحوم سليم أبو ذيب -أبو خميس عائلة المرحوم -رئبال أبو جابر-وتفويض اللجنة الخاصة والقبول بقراراتها واستجابة بيت الحاج المرحوم عبدالله الجوابره أبو سالم عائلة المرحوم-محمد فارس الجوابره -لتوجه اللجنة الخاصة وتفويضها إنما هو بمثابة بداية مهمة لنهاية هذا الملف الدامي'.

وعليه فإن البلدية واللجنة الخاصة وكل الأطراف المعنية ستباشر بالإجراءات اللازمة لتجاوز هذه المرحلة الحالكة والمظلمة وبأسرع وقت ممكن.