تشهد بلدة كفركنا في الأيام الأخيرة حراكا شبابيا ينضم للدعوات الجماهيرية الرافضة لمخطط افتتاح محطة للشرطة بالبلدة التي شهدت العديد من الجلسات التشاورية والفعاليات المناهضة للمشروع.

ودعا الحراك الشبابي أهالي البلدة وإدارة وأعضاء المجلس المحلي لوحدة الصف وتبني الموقف الرافض لافتتاح محطة للشرطة، واستعرض الحراك الشبابي حالات العنف التي شهدتها البلدة والشهداء الذين دفعوا ضريبة الدم بسبب تعرضهم لإطلاق الرصاص من قبل أفراد الشرطة، دون أي عقاب بل دون أي محاكمة أو حساب لأفراد الشرطة المتورطين بهذه الملفات.

وجاء في بيان موقع باسم 'شباب كفركنا لغدٍ أفضل': نهيب بكم أهل بلدنا كافة، وإدارة المجلس رئيسا وأعضاء، أن نقف وقفة واعية ومسؤولة وأن ننهي وإلى الأبد موضوع فتح مركز شرطة في بلدنا. وإلا، فاذهبوا وزوروا الشهداء وقولوا لهم إنكم مرحّبون بفتح مركز للشرطة التي قتلتهم، في بلدهم ومسقط رأسهم!'.

وشدد البيان على أن الشرطة الإسرائيلية لا تريد الخير للبلد وأهله، وأكدوا في البيان الصادر عنهم: 'لو أرادت لنا الخير لما قامت بقتل خيرة من شبابنا: خير الدين حمدان، صبري حمدان، محمد خمايسي، محمد خطيب، محسن طه، عدا عن الاعتداء على العشرات منهم لمجرد احتجاجهم على ممارسات الدولة العنصرية. لو أرادت لنا الخير لما تمّ ترك قاتلي هؤلاء الشباب دون أي عقاب بل دون أي محاكمة أو حساب. لو أرادت لنا الخير لما سارعت لاحتلال بلدنا لهدم بيوتنا بجيوش جرارة تترافق مع استفزاز الأهالي والاعتداء على حرمات البيوت. لو أرادت لنا الخير لقامت بملاحقة مرتكبي المخالفات المتكررة والمخالفين للقوانين والمعتدين على حقوق الناس، لا كما تفعل حين تأتي أحيانا بقوّات 'اليسام' إلى بلدنا لضبط السير كما تزعم فتغلق الطرق وتتهم السائقين بارتكاب مخالفات لم يرتكبونها لتستفزهم وتجرّهم إلى العنف لتبرير الاعتداء عليهم'.

واستعرض الحراك الشبابي الذريعة التي يتم استعمالها لتسويق فكرة إقامة مركز للشرطة هي محاربة العنف وفوضى السّلاح، وهنا طرح عدّة تساؤلات: 'لو كانت الشرطة معنيّة فعلاً في أن تجمع السّلاح، هل هناك فرق بين أن يكون مقرّها في كفركنا أو في 'نتسيريت عيليت'؟، ولو جمعت كل السّلاح، هل السلاح الناري هو الأداة أو الطريقة الوحيدة لممارسة العنف والقتل؟، لن يتوقف العنف ولا القتل ولو جُمعت كل قطع السّلاح وما دامت ثقافة العنف مغروسة في بعضنا فالقتل يمكن تنفيذه حتى بإبرة خياطة!'.

وأضاف البيان: 'هذا في الواقع يؤكد لنا أن الشرطة لا يهمها أبداً أن تفرض النظام وتجمع السّلاح ما دمنا نستخدمه ضد بعضنا البعض، وأنها بالعكس ربما تكون مسرورة بتفسّخ النسيج المجتمعي واستمرار المشاكل بين أهل البلد الواحد. فهل فتح مركز لها سيغيّر من الواقع أي شيء؟'.

معلوم أن وجود مركز للشرطة في البلدان العربية لا يساهم أبداً في تقليل الجرائم والعنف، حيث خاطب بيان الحراك الشبابي أهل كفركنا بالقول: 'اسألوا أم الفحم وكفر قاسم وطمرة والطّيبة، هل قلّت فيها الجرائم وانخفض منسوب العنف بعد فتح مراكز للشرطة؟ بل اسألوا مدينة الناصرة التي يتواجد فيها مركز للشرطة بل وأيضاً مركز قيادة لواء شرطة الشمال بحاله؛ فهل توقف العنف والقتل في الناصرة؟، اسألوا سليم عبد الخالق من الناصرة واسألوا حسين محاجنة من أم الفحم واسألوا محمد جوابرة من كفر قاسم وكلّهم قتلوا خلال الأشهر الأخيرة فقط عن رأيهم بالموضوع، فالكثير من الشواهد تشير إلى أن العنف والجريمة في بعض البلاد تزداد بعد دخول الشرطة'.

 ويعتقد الحراك الشبابي أنه عدا عن أن وجود الشرطة لا يفيد بل يضرّ، فإن مركز الشرطة سيصبح مركزاً لتجنيد العملاء والعيون والأذرع الشرطية وزرعها بين أبناء بلدنا، ومعلوم أن هذه العيون وتلك الأذرع هي ما تسبب الكثير من الفتن والقلاقل بين أفراد العائلة الواحدة أو البلد الواحد.

اقرأ/ي ايضًا | خير حمدان حاضر بكفر كنا بالذكرى الثانية لاستشهاده

 وخلص الحراك الشبابي للقول إن 'بياننا هو رسالة تذكير لإدارة مجلسنا المحلّي رئيساً وأعضاء، تذكير بأن البلد أمانة في أعناقهم، وأن الأمل فيهم هو أن يرفضوا إقامة هذا المركز في بلدنا بلد الشهداء والتضحيات والقامات الوطنية، وإلا، فإن أي قطرة دم تسيل بيد الشرطة، وأي حجر من بيت عامر تشرف على هدمه الشرطة، وأي دمعة أم تكون الشرطة السبب في ذرفها، سوف يتحمل مسؤوليتها كل من يوافق ويروّج ويسعى لإقامة هذا المركز في هذا البلد'.