اندلعت مواجهات قبل ظهر اليوم، الأربعاء، في قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف بالنقب، حيث قامت قوات الشرطة الإسرائيلية باقتحام منازل القرية وهدم 8 منازل وإخلاء السكان.

وتأتي هذه الممارسات استمرارا للمخططات الحكومية الهادفة إلى اقتلاع وهدم قرية أم الحيران تمهيدا لإقامة قرية يهودية تحت اسم 'حيران'.

وباشرت جرافات الداخلية الإسرائيلية بهدم كامل لمنازل القرية، فيما جرى تجميع أهالي القرية في المسجد ومنع النواب العرب ومئات المتضامنين من دخول القرية.

وقال أهالي القرية أن الشرطة مارست العنف ضدهم وقامت بالاعتداء عليهم، واعتقلت عددا من الشبان. 

واستشهد صباح اليوم، المربي يعقوب موسى حسين أبو القيعان (47 عاما)، وأصيب عدة أشخاص بجراح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، بينهم النائب أيمن عودة، في أم الحيران برصاص الشرطة الإسرائيلية، فيما ادعت الشرطة أن أحد عناصرها لقي مصرعه دهسا خلال المواجهات.

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. باسل غطاس، إن 'جريمة أم الحيران المضاعفة تعني التصعيد الميداني غير مسبوق منذ أيام الحكم العسكري، ماذا يعني هدم 11 منزلا في قلنسوة؟ اليوم يهدمون البيوت ويهجرون الأهالي ويقتلون الشاب يعقوب أبو القيعان وبعدها الشرطة والإعلام الإسرائيلي يتهمونه بالإرهابي الذي حاول دهس الشرطة، هذه هي الملامح الحقيقية للدولة الفاشية، وإذا لم يكن ردنا بحجم الحدث فنحن نعطيهم الضوء الأخضر لاستمرار هذه الجرائم'.

وأضاف أنه 'يجب أن نحترم الشهيد وهو شهيد الشعب الفلسطيني، ويجب أن تقام له جنازة مهيبة وأن يعلن الحداد العام في كل فلسطين التاريخية، ويجب أن نتخذ في لجنة المتابعة خطوات احتجاجية أرقى بكثير من تلك التي قررت بعد قلنسوة، لم نعد نكتفي بإضراب هنا ومظاهرة هنا، لا يمكن أن تمر جريمة قتل مرب في أم الحيران بهذا الشكل، وأنا أدعو كل أبناء شعبنا بالخروج إلى مظاهرات اليوم ضد هذه الجرائم'.  

ومنذ أن شرعت السلطات بالتخطيط لتهجير أهالي القرية المسلوبة الاعتراف، عام 2003، بدأ مسلسل التضييق الذي لا يتوقف ضد أهالي القرية، بدءا برفض الاعتراف بالقرية وانعدام البنى التحتية، وسياسة الهدم المتواصلة للمباني فيها، وسياسة تجريف الأراضي الزراعية، وأعمال التجريف بين منازل القرية، وحملات الترهيب والاعتقالات وفرض الغرامات المالية.

يذكر أن القرية تقع شمال شرق بلدة حورة في النقب، ويسكنها أبناء عشيرة أبو القيعان الذي تم تهجيرهم مرتين في السابق، وتنوي السلطات تهجيرهم مرة ثالثة.

قرأ/ي أيضًا | المتابعة تدعو لتنظيم نشاطات ردا على جريمة أم الحيران

وكان القائد العسكري قد أمر بتهجير أبناء العشيرة من منطقة وادي زبالة، بعد النكبة إلى منطقة اللقية. وفي العام 1956 جرى تهجيرهم مرة ثانية إلى موقعهم الحالي. ورغم أن التهجير الثاني كاني بأمر السلطات إلا أنه لم يتم الاعتراف بالقرية، وبالتالي ظلت بدون شبكات البنى التحتية.

وفي العام 2003 وضع مخطط التهجير الثالث أهالي القرية لصالح إقامة مستوطنة حيران على أراضيها، وتوسيع غابة بتير على أراضي عتير.

تصوير 'كيرن منور، أكتيف ستيلس'