انتهت مساء اليوم السبت، مظاهرة الغضب التي احتضنتها قرية عرعرة، وذلك احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد العرب بالبلاد والتصعيد بهدم المنازل العربية، والتي كان آخرها في قلنسوة بالمثلث، حيث تم هدم 11 منزلا، وفي وأم الحيران بالنقب، حيث استشهد المربي يعقوب أبو القيعان برصاص الشرطة التي وفرت الحماية للجرافات التي أقدمت على هدم 12 منزلا و8 منشآت زراعية.

وشارك أكثر من عشرة آلاف من المجتمع العربي، في مظاهرة الغضب القطرية التي دعت إليها لجنة المتابعة العربية والأحزاب والحركات والقوى الوطنية، وذلك احتجاجا على القمع الدموي وجرائم الهدم التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية ضد العرب في البلاد.

ومع انطلاق مظاهرة الغضب، انقسمت الحشود لقسمين، حيث سارت المظاهرة الرئيسية بمسارها المحدد صوب المهرجان الخطابي، بينما الحشود اعتصموا في حي الظهرات بعد أن قام المئات من المتظاهرين بالنزول  من الحي صوب شارع وادي عارة وإغلاقه، حيث قامت قوات الشرطة بإطلاق قنابل الصوت والغاز لتفريق المتظاهرين لفتح الشارع أمام حركة السير.

وقام عناصر الوحدات الخاصة بصد المئات ممن قاموا بإغلاق شارع وادي عارة وإدخالهم لقرية عرعرة، حيث بلغ إن إصابة ثلاثة أشخاص بجراح متفاوتة جراء اعتداء الشرطة عليهم، عرف منهم المصور الصحفي جورج دبس الذي أصيب بجراح ببطنه جراء رصاصة إسفنج أطلقتها الشرطة.

وتعمد أفراد الشرطة بإطلاق قنابل الغاز والصوت بصورة عشوائية على المئات من المتظاهرين الذين تم صدهم لداخل قرية عرعرة، إذ استعانت قوات الشرطة بسيارة رش المياه العادمة لتفريق المتظاهرين.

وشهد مدخل قرية عرعرة معركة كر وفر بين عناصر الشرطة والمئات من المتظاهرين الذين اشتبكوا مع عناصر الشرطة بعد أن صدتهم عن شارع وادي عارة الذي أغلق من قبل المتظاهرين وتم فتحه بالقوة من قبل الشرطة.

وفي غضون ذلك، انتشرت الشرطة والوحدات الخاصة على امتداد شارع وادي عارة وتأهبت بقوات معززة ومدججة تحسبا لأي طارئ وخشية من تجدد المواجهات واتساعها.

وعند الساعة الثالثة عصرا وبمشاركة آلاف المتظاهرين انطلقت المظاهرة القطرية قرية عرعرة في المثلث، احتجاجا على جرائم السلطات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الداخل، والتي كان آخرها جرائم الهدم في قلنسوة وأم الحيران وقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، والشعارات المنددة بجرائم الهدم والتهجير، كما أطلقت هتافات تؤكد على وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة القمع، وكان بينها 'من النقب للجليل.. شعب واحد ما بلين'، و 'بالروح بالدم نفديك يا شهيد'.

وبين آلاف المحتشدين المشاركين في المظاهرة، قرب المجلس المحلي في عرعرة، برز الحضور اللافت للشبيبة، جيل الطلبة الثانويين.

واختتمت المسيرة بمهرجان خطابي، تولى عرافته طاهر سيف، وكانت الكلمة الأولى لرئيس مجلس عرعرة-عارة، المحامي مضر يونس، الذي طالب الحضور بالنظر حولهم حيث تقع بعض أحياء بلدة عرعرة وعشرات المنازل التي ترفض لجان التنظيم ترخيصها، وتحدث عن مشاكل الأرض والمسكن في المجتمع العربي، وارتباط دوائر التخطيط والبناء في البلدات العربية بالقرار السياسي الرسمي العنصري.

وتطرق إلى معاناة أحد أصحاب البيوت غير المرخصة، واعتقاله لمدة 6 أشهر رغم أنه بنى بيته قبل أكثر من 10 سنوات، كذلك استعرض مشاكل الأرض والمسكن في البلدات العربية، وتهديد غول الهدم لأكثر من 45 ألف منزل بذريعة عدم الترخيص.

وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه في المهرجان الختامي لمظاهرة وادي عارة، إن الهزيمة هي من نصيب العنصرية وعقلية الهدم والتدمير، أما النصر فهو من نصيب معركة بقاءنا، وبناء مجد مستقبلنا. وحيّا بركة الحشود الضخمة التي جاءت للأسبوع الثاني على التوالي تطلق صرخة الغضب على جرائم الهدم والتدمير، محذرا حكومة نتنياهو من الرد على هذا المد البشري الوحدوي بمزيد من الجرائم.

وشهد مداخل وادي عارة ازدحامات مرورية خانقة بسبب الحشود التي تتجه إلى عرعرة، إضافة إلى قيام قوات الشرطة بحشد المزيد من قواتها في المنطقة، بما فيها الوحدات الخاصة.

وتأتي هذه المظاهرة القطرية في إطار سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية التي تنظم تباعا مؤخرا، منذ أن أعملت جرافات الهدم أسنانها في 11 منزلا في مدينة قنسوة، و 8 منازل في أم الحيران، وإقدام الشرطة على قتل الشهيد أبو القيعان.

ودعت لجنة المتابعة العليا والقوى الوطنية وكافة الفعاليات إلى أوسع مشاركة في المظاهرة، لوضع حد لاستفراد السلطات بالعرب في الداخل.

وتأتي مظاهرة عرعرة بعد سلسلة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في معظم القرى والمدن العربية في البلاد على مدار اليومين الماضيين، شارك فيها عشرات الآلاف.

اقرأ/ي أيضًا | النقب: خيمة اعتصام مطالبة بتحرير جثمان الشهيد

وكانت قد دعت لجنة المتابعة كافة الأحزاب والأطر والفعاليات السياسية والشعبية إلى مواصلة الفعاليات الكفاحية والاحتجاجية، ردا على جريمة أم الحيران. كما أكدت اللجنة وقوفها إلى جانب النواب العرب في وجه التحريض الأخير الذي قاده وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان.