تظاهر المئات من المجتمع العربي أمام الكنيست في القدس، بعد ظهر اليوم الإثنين، في إطار فعاليات لجنة المتابعة ردا على التصعيد في هدم المنازل العربية وجريمة قتل الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان من أم الحيران، وردد المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام السوداء وصور الشهيد، الهتافات المنددة بسياسة وممارسات الحكومة تجاه المجتمع العربي.

وألقى عدد من قيادات المجتمع العربي كلمات أكدوا فيها على مطالبهم بوقف هدم المنازل العربية وتحرير جثمان الشهيد أبو القيعان لمواراته الثرى في جنازة لائقة ومهيبة.

يذكر أن مسيرة السيارات انطلقت من قلنسوة والنقب، صباح اليوم، وشلت حركة السير في شارع رقم 6، وأغلق المتظاهرون الشارع لبعض الوقت، فيما تدخلت الشرطة وطالبت المتظاهرين عدم السير في مسالك الشارع الثلاثة الأمر الذي رفضه المتظاهرون، وشهد الشارع ازدحامات مرورية بسبب المسيرة. وقامت الشرطة باستفزاز سائقي سيارات المسيرة في شارع 6 وهددت بتحرير مخالفات سير ضدهم رغم أنهم لم يخالفوا أنظمة السير، ثم تراجعت الشرطة عن تحرير المخالفات واستمرت المسيرة بالسير نحو القدس.

والتحمت المسيرتان من قلنسوة والنقب في مفرق عمواس (اللطرون) على شارع 1 في طريقها للقدس، وتسببت المسيرة باختناقات مرورية في الشارع. واعتقلت الشرطة المحامي أحمد غزاوي من قلنسوة بسبب اعتراضه على استفزاز الشرطة وتحريرها مخالفات لعدد من سائقي السيارات بالمسيرة بسبب قيادتهم سياراتهم ببطء، وتمّ إطلاق سراحه بعد ذلك بساعات. 

وشاركت في المسيرة نحو 300 سيارة حيث رفع العلم الفلسطيني والأعلام السوداء وصور الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان وشعارات ضد هدم المنازل العربية. 

يذكر أن المشاركين في المسيرة، من أقصى الشمال وحتى منطقة المثلث بما في ذلك منطقة الساحل، التقوا في مدينة قلنسوة، الساعة الثامنة والنصف صباحا، وانطلقت المسيرة وفق ما خطط لها سابقا عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، في قلنسوة ثم لاحقا في عمواس (اللطرون) مع المشاركين من النقب، ومن ثم انطلقت نحو الكنيست في القدس، حيث جرى إيقاف السيارات في موقف السيارات العام القريب من مبنى الكنيست موقف 'هليئوم'.

وقال النائب عن التجمّع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة، إن 'قافلة السيارات إلى القدس التي أشارك فيها أدت إلى اختناقات مرورية وإغلاق شوارع وأزمات سير. إن رسالتنا لا للهدم وحرروا جثمان الشهيد بلا شروط'.

وأضاف زحالقة: 'نحن في حالة تصعيد للنضال ردًا على التصعيد الحكومي الإسرائيلي بهدم بيوتنا. نقول بوضوح، لن نرفع الراية البيضاء، مستمرون بالنضال حتى تتوقف أوامر الهدم، حتى نحصل على حقنا في المسكن وحتى تكون لبلداتنا خرائط هيكلية ملائمة. هذه الدولة تتعامل مع أزمة السكن التي يُعاني منها الشباب العربي عن طريق الهدم بدل البناء، وهي باختصار دولة تبني لليهود، تهدم للعرب وتدعي الديمقراطية. نطالب بوقف الهدم فورًا وبتحرير جثمان الشهيد يعقوب القيعان بلا قيد أو شرط'.

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، إن 'الفعالية الرئيسية اليوم، قافلة السيارات التي انطلقت إلى مدينة القدس، والمظاهرة هناك أمام الكنيست حملت الرسالة الأهم وهي مطالبتنا بتسليم جثمان الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان، لأننا نرفض رفضًا قاطعا كل الشروط والقيود التي تريدها الشرطة التي تكمن في أن يكون عدد المشاركين في مراسيم الجنازة محدودا ولا يتعدى الـ50 شخصا، وفي حال جرى تسليم جثمان فسوف نتوجه إلى أم الحيران للمشاركة في الجنازة'. 

المحكمة العليا تنظر بالتماس لتحرير جثمان الشهيد أبو القيعان

وفي سياق متصل، نظرت المحكمة العليا، اليوم، في التماس قدمه مركز 'عدالة' ومؤسسة الميزان، باسم زوجة الشهيد يعقوب أبو القيعان والنائب طلب أبو عرار، الجمعة الماضي، حيث طالب الشرطة الإسرائيلية بتسليم جثمان الشهيد أبو القيعان إلى عائلته لدفنه، وذلك بشكل فوري ودون أي قيد أو شرط. 

وكتب المحاميان نديم شحادة وعمر خمايسي في الالتماس أن 'الامتناع عن تسليم جثمان المرحوم لعائلته يشكل خرقا لحقوق دستورية، ومسا بكرامة الميت وكرامته عائلته'.

وجاء في الالتماس أن 'حق كل إنسان بالدفن الفوريّ وبشكلٍ لائق يحفظ كرامته هو جزء لا يتجزأ من حقه بالكرامة، حيث أن كرامة الإنسان ليست فقط كرامة الإنسان وهو على قيد الحياة، وإنما أيضا كرامته بعد وفاته. وحق الإنسان الميت وحق أقربائه، في هذا السياق، بالكرامة قد تم الاعتراف به قضائيا كجزء من حق الإنسان الدستوري بالكرامة'.

إضافة إلى ذلك، كتب المحاميان شحادة وخمايسي أن 'الشرطة تتجاوز صلاحيتها، وهي بذلك تتصرف بشكل غير قانوني. لا يوجد أي بند في القانون يمنح الشرطة صلاحية احتجاز الجثمان المشار إليه بهذه الظروف. وليس من الصدفة أن الشرطة لم تشر في ردودها إلى أي تشريع قضائيّ يخوّلها احتجاز الجثامين بهذه الظروف'.

المحامون والحقوقيون العرب يتظاهرون أمام المحكمة العليا

وأعلن المحامون والحقوقيون العرب عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة العليا بالقدس في تمام الساعة 14:30، ومن ثم التواجد داخل قاعة المحكمة الساعه 15:00 لحضور الجلسة، دعمًا وسندًا لطاقم المحامين الذين يترافعون باسم عائلة الشهيد أبو القيعان.

اقرأ/ي أيضًا | محاولة للالتفاف على نتائج تشريح جثمان الشهيد أبو القيعان

إلى ذلك، أصدر الحراك الشبابي في النقب بيانًا يدعو فيه للمشاركة في المظاهرة التي ستقام عند مفرق السقاطي غدا الثلاثاء، جاء فيه: 'استمرارًا للهبة الشعبية المباركة وفي ظل التعنت المتواصل الذي تمارسه الشرطة وحكومة الاحتلال، حيث ما زالت تحتجز جثمان الشهيد بعد جريمتها البشعة التي ارتكبتها في قرية أم الحيران والتي راح ضحيتها الشهيد يعقوب أبو القيعان وهدمت بيوت الآمنين وتركتهم في العراء، والاعتداء الأرعن على الأهالي، ندعوكم للمشاركة في المظاهرة الحاشدة على مفرق السقاطي، يوم الثلاثاء الساعة الرابعة عصرًا للمطالبة بتحرير جثمان الشهيد يعقوب أبو القيعان ورفضًا لسياسات التشريد والهدم التي تطال كل قرانا'.

اقرأ/ي أيضًا | أم الحيران: الاستعمار الاستيطاني عاريا