كشف شريط فيديو صورته شبكة الجزيرة زيف رواية الشرطة حول إعدام الشهيد يعقوب أبو القيعان خلال تهجير وهدم قرية أم الحيران قبل أسبوعين، وكذب وزير الأمن الداخلي الذي قال إن الشهيد نفذ عملية دهس متعمدة.

وزعم إردان والشرطة أن الشهيد يعقوب أبو القيعان قاد سيارته ومصابيحها مطفأة، وهذا يؤكد نيته دهس أفراد الشرطة، لكن أحد الفيديوهات التي صورتها شبكة الجزير تظهر السيارة التي يقودها الشهيد ومصابيحها مضاءة، ما أظهر كذب ما اعتبره إردان دليلًا.

وبعد أسبوعين على الجريمة، التي زعمت بعدها مصادر رسمية عديدة أن الشهيد كان يعتنق أفكار تنظيم 'داعش'، قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أنه لم يجد أي دليل حتى اليوم يربط بين الشهيد والتنظيم.

وبضاف هذا الدليل إلى عدة أدلة أخرى تثبت كذب رواية الشرطة الإسرائيلية، إذ كشف تقرير التشريح من معهد الطب الشرعي أن الشهيد أبو القيعان قتل نتيجة إصابته برصاصتين أطلقها رجال الشرطة نحو سيارته، الأولى أصابته في الركبة اليمنى والثانية في شريان رئيسي في الصدر، وترك ينزف حتى الموت.

وتم التأكيد أن الرصاصة في الركبة اليمنى كانت سببًا في زيادة سرعة سيارته بسبب الضغط على دواسة الوقود، كما أكدت الشهادات التي قالت بأن الشهيد ترك ينزف فترة طويلة، وجراء ذلك فقد الكثير من الدماء وأنه كان بالإمكان إنقاذه حياته، إذ ترك ينزف طيلة ثلاثين دقيقة ولم يسمح لطاقم الإسعاف تقديم الإسعافات الأولية له، وإنما فقط بعد نصف الساعة سمحت الشرطة لطاقم الإسعاف الوصول إلى مكان الشهيد وإعلان وفاته.

يذكر أن شهودا أكدوا لـ'عرب ٤٨' أن رجال الشرطة سحبوا الشهيد أبو القيعان من سيارته وهو مصاب، وقام أحد أفراد الشرطة بإطلاق رصاصة للتأكد من قتله.

ويتضح من شريط مصور لعملية إطلاق النار من قبل الشرطة الإسرائيلية أن سائق المركبة، أبو القيعان، كان يسير بعيدا عن أفراد الشرطة حين تعرض لإطلاق النار، كما يظهر في بداية الشريط.

ويظهر الشريط أن المركبة بدأت تتحرك بسرعة أكبر، في أعقاب إطلاق النار، بما لا يدع مجالا للشك بأن سائقها قد أصيب، وفقد السيطرة على المركبة.

اقرأ/ي أيضًا | إخلاء "عمونا": تعاطف مع المستوطنين وتعهدات بإحلال السيادة على الضفة

ويظهر في نهاية الشريط مركبة تابعة للشرطة تصدم مركبة أبو القيعان لتوقفها، في حين يبدأ أفراد الشرطة بتطويق المركبة من جميع الجهات.