يرى تحالف الموحّدة والتجمّع ضرورة في مراجعة المشهد السياسي في الداخل وفي إعادة بناء علاقة شراكة سياسية حقيقية مع الناس، مشددا على أنه سيقوم بمراجعة شاملة لأساليب وأدوات العمل البرلماني، حسب ما أوضح في بيان صدر عنه، مساء اليوم الخميس، شكر من خلاله "الناس على ثقتها"، مؤكدًا التزامه بكل ما جاء في حملته الانتخابية.

وأكد التحالف أن اتفاق فائض الأصوات الذي وقعه مع قائمة الجبهة والتغيير مكّن الأخيرة من الحصول على المقعد السادس.

وجاء في بيان التحالف أنه "يتقدم بجزيل الشكر والعرفان لأهلنا على دعمهم له وعملهم لإنجاحه في المعركة الانتخابية، ويعبر عن تقديره العميق لثقة الناس مؤكدا أنه ملتزم بكل ما جاء في حملته الانتخابية، وسيقوم بمراجعة شاملة لأساليب وأدوات العمل البرلماني والجماهيري والسياسي، باتجاه تطويره تلبيةً لطموحات ومصالح شعبنا وجماهيرنا".

وأضاف أن "تحالف الموحّدة والتجمّع حصل على 143 ألف صوت وأربعة مقاعد مع فائض أصوات يقارب ثلث مقعد، مكن قائمة الجبهة والتغيير تبعًا لاتفاقية فائض الأصوات الحصول على المقعد السادس".

وتابع "أسفرت الانتخابات البرلمانية للكنيست عن فوز اليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث تلوح في الأفق حكومة إسرائيلية جديدة، غالبًا ستكون أكثر تطرفًا وأكثر عنصرية. لقد استفاد نتنياهو من غياب أي بديل لسياسته ومن محاولات تقليده وتكرار مواقفه من قبل منافسيه، مما عزز من قوة الليكود والأحزاب المرتبطة به".

وأشار البيان إلى أن "التحديات تزداد شراسة أمام مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل وأمام قواه وقياداته السياسية، تبعًا لتنامي العنصرية وقوة اليمين المتطرف، مما يستوجب علينا جميعًا وكل على حدة، أن نقوم بمراجعة نقدية للأداء السياسي ولإعادة بناء ثقة بين السياسة وبين الناس، وبيننا كأحزاب وبين الناس، حيث نتحمل كأحزاب مسؤولية بناء علاقة وتفاعل سياسي مع الناس يحولهم لجزءٍ فاعلٍ من الحراك والنضال والنقاش السياسي".

وذكر أنه "يستوجب علينا الخروج بإستراتيجية فعّالة لمواجهة التحديات والمخاطر، كالتصعيد في هدم البيوت ومشاريع تهويد النقب وقانون القومية وصفقة القرن ومخططات اليمين المتطرف، الذي يتقلد مفاتيح السلطة في إسرائيل ويعمل على ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية المحتلة ويخطط لتقسيم الزمان والمكان في المسجد الأقصى المبارك، ويقوم بتشديد الحصار على غزة مهددًا بحرب جديدة عليها وسن قوانين عنصرية جديدة تهدف إلى محاصرة الوجود العربي الفلسطيني في الداخل".

وأوضح البيان أن "نسبة التصويت عندنا لقد انخفضت هذه المرة لـ52%، في حين كانت المشاركة في الانتخابات السابقة 64%، مما يعني عزوف ما يقارب 110 آلاف صوت وأكثر من ثلاثة مقاعد بالإضافة إلى مضاعفة التصويت للأحزاب الصهيونية، الأمر الذي أدى إلى حصولها على 4 مقاعد كاملة من الأصوات العربية".

وأضاف أن "هنالك أسبابًا كثيرة لنسبة التصويت المنخفضة عند العرب منها استثمار المؤسسة الإسرائيلية الكبير في إحداث شرخ بين شعبنا وبين قيادته الوطنية، لكنّ هذا الانخفاض تحديدًا يعود إلى غضب الناس من تفكيك القائمة المشتركة، والذي وجد تعبيره بالامتناع عن التصويت. جميع تلك الأمور تتطلب مراجعة صريحة وجدية، ومن حق الناس أن ترى نفسها شريكة في العملية السياسية، وأن تطلع على مكاشفات واضحة من قيادات كل الأحزاب. نحن نحمل هموم الناس وندرك أننا لا نستطيع ذلك دون بناء شراكة حقيقية مع الناس، فمهمة القيادة ليس النضال بدلا عن الناس بل النضال معهم".

واعتبر البيان أنّ "تحالف الموحدة والتجمّع هو استمرار للقائمة المشتركة، وسيعمل على مواصلة نهج الوحدة والعمل المشترك على كل الأصعدة، بناءً على قواعد وطنية واضحة".

وختم بالقول "لقد انتهت المعركة الانتخابية، وعلينا جميعًا أن نشمّر عن سواعدنا، ونشحذ عقولنا وندفع بكل قوانا للدفاع عن حقوقنا وعن أراضينا وبيوتنا ومستقبلنا في وجه حكومة معادية قادمة أكثر عنصرية وأكثر فاشية".