منعت الشرطة الإسرائيلية حافلات تنقل مصلين من الجليل والمثلث من التوجه إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فجر اليوم الجمعة. وأوقفت دوريات الشرطة الحافلات، وأعادتها إلى البلدات التي انطلقت منها. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الشرطة زعمها أن هؤلاء المصلين "هم جهات تحريضية يمكن أن يتسببوا بانعدام الهدوء".

واقتحمت قوات من شرطة الاحتلال الحرم القدسي قبل صلاة فجر اليوم. فيما أوقفت دورياتها حافلات تنقل المصلين من الجليل والمثلث، في شارع 6 وشوارع أخرى وعند مداخل القدس، وطالبتهم بالعودة من حيث أتوا.

وأكد مصلون على أنه لا حق للشرطة بالقيام بهذه الممارسات، واعتراض حرية العبادة، واتهموها بممارسة العقاب الجماعي. ويأتي ذلك استمرارا لقمع شرطة الاحتلال للمصلين في الحرم القدسي في أيام الجمعة، في الأسابيع الماضية.

وتسود أجواء متوترة في القدس المحتلة، وخاصة في البلدة القديمة، حيث انتشرت قوات الاحتلال بشكل واسع، واعتلت الأسطح وسور القدس، صباح اليوم، وذلك غداة سقوط ثلاثة شهداء بنيران الاحتلال في القدس وجنين، أمس.

وكانت الشرطة ووزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، قرروا أمس نشر قوات كبيرة من الشرطة في أنحاء البلاد عامة وفي القدس خاصة "من أجل الحفاظ على سيادتنا"، بحسب إردان.

ويوم الجمعة الماضي، خرج مئات الفلسطينيين من صلاة الفجر بما يشبه مسيرة، أطلقوا خلالها تكبيرات، وهو ما اعتبره الاحتلال "أعمال شغب"، وهاجمها. وتعتبر سلطات الاحتلال بأن ذلك يأتي على خلفية نشر تفاصيل خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، المعروفة باسم "صفقة القرن"، التي تسعى إلى ضم غور الأردن والمستوطنات وتعتبر القدس المحتلة تحت "سيادة" إسرائيل.

ويرافق ذلك توترا أمنيا ملحوظا في الضفة الغربية، حيث سقط ثلاثة شهداء بنيران قوات الاحتلال، أمس وأول أمس.

وأقدم شاب مقدسي، قبيل فجر أمس، على تنفيذ عملية دهس لمجموعة تضم 14 من جنود الاحتلال في القدس. وقبل ظهر أمس، أطلق شادي بنا (44 عاما) من مدينة حيفا النار على شرطي عند باب الأسباط في القدس، ثم استشهد بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه.

وتلا ذلك عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيون، أسفرت عن إصابة أحد جنود الاحتلال غربي مدينة رام الله. وفي أعقاب تتالي هذه الأحداث، قرر جيش الاحتلال تعزيز قواته في أنحاء الضفة. ويذكر أن قوات الاحتلال قتلت شرطيا فلسطينيا، أمس، وأعلنت أنه قُتل "خطأ".

المتابعة: منع المصلين من الوصول إلى الأقصى عربدة المحتل وقُطّاع الطرق

أكدت لجنة المتابعة للجماهير العربية، أن "قيام الشرطة باحتجاز حافلات مصلين من الجليل والمثلث فجر اليوم الجمعة، وهي في طريقها للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، هي عربدة احتلال، بهدف محاصرة الأقصى، واعتداء على حرية العبادة". كما أدانت لجنة المتابعة استدعاء شخصيات مقدسية للتحقيق معها في مخابرات الاحتلال.

واعتبرت أن "هذه عربدة المحتل، وزعران قُطاع الطرق، واعتداء فظ على حرية العبادة، ضمن سلسلة الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك، وهي تتصاعد يوميا، من خلال اقتحامات عصابات المستوطنين، وإبعاد الناشطين ورجال الدين لفترات طويلة عن المسجد، وحرمان الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة من الوصول إلى المسجد، عدا محاصرة المصلين من الجليل والمثلث والنقب، وحتى من القدس ذاتها".

وحذرت المتابعة من أن "حكومة الاحتلال في القدس المحتلة، تسعى إلى تفجير الأوضاع أكثر، وهي تتحمل كامل المسؤولية عن كل استفزازاتها وعربداتها في القدس وسائر المناطق المحتلة".

كما أدانت "اقتحام جنود جيش الاحتلال مساء، الخميس، حفل توقيع مذكرة لصندوق ووقفية القدس مع جمعية الشبان المسيحية وسط القدس المحتلة. واستدعاء المطران عطا الله حنا، والمختص بالشأن المقدسي راسم عبيدات، ورئيس مجلس ادارة جمعية الشبان المسيحية في القدس المهندس سيمون كوبا، للتحقيق معهم في مخابرات الاحتلال في القدس المحتلة. كما منعت الصحفيين من تصوير وتوقيع المذكرة المتعلقة بخدمة المجتمع المقدسي، التي حضرها لفيف من الشخصيات المقدسية".

ورأت المتابعة في "الهجوم على عاصمة دولة فلسطين، القدس، المدينة وأهلها، والأقصى المبارك والمصلين المسلمين فيه، ومحاصرته، هو جزء من معركة الاحتلال على الكل الفلسطيني، خاصة في أعقاب الإعلان عن تفاصيل المؤامرة الصهيو أميركية المسماة "صفقة القرن".