تفاجأ سكّان حيّ وادي النسناس في حيفا، بتعليق لافتة في الحيّ، تروّج لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، الذي يتزعّم حزب الليكود، وذلك قبل أيّام من انتخابات الكنيست المُقبلة المُقرّر إجراؤها في الثالث والعشرين من آذار/ مارس الجاري.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ولقيَ تعليق اللافتة تفاعلا سريعا وكبيرا في حيفا، امتدّ ليصل إلى موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك"، حيث عبّر متفاعلون مع الموضوع عن استنكارهم وغضبهم الشديديْن إثر تعليق اللافتة، ولا سيّما أنها عُلِّقت في "المكان الذي يرمز إلى بناية المؤسسات الفلسطينية وتأسيسها حتى قبل الـ48".

كما أصدرت "حركة شباب حيفا" بيانًا، قالت فيه: "نحن، أبناء وبنات حيفا، نستكر ونرفض أي دعم بأي شكل من الأشكال للأحزاب الصهيونية أيًّا كانت".

وذكرت الحركة أن "وجود لافتة لمجرم الحرب نتنياهو على حائط بيت عائلة دلول الفلسطينية المهجرة في قلب وادي النسناس هو أمر غير مقبول وبمثابة استخفاف وتحدٍّ سخيف لحضورنا ووجودنا".

وأضافت: "لا يمكن لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام تطاول كهذا، وإن كانت مسألة تعليق الدعايات الانتخابية هي أبسط الآليات فإنّ لعبة الأسرلة سارية المفعول على شعبنا ونراها تتعزّز مع اقتراب الانتخابات".

وقالت الحركة إنه "لا يمكن السكوت عن أي محاولة لتلميع صورة قيادات تدفع بمصير شعبنا بكل ما أوتيت من قوّة، نحو الهلاك، إن كان ذلك بهدف جمع الأصوات أو أي هدف آخر".

وأضافت: "إننا بهذا نتوجه إلى المسؤول عن تعليق هذه اللافتة (لم تُسمّه) للتراجُع عن هذه الخطوة وإنزال اللافتة حالًا، لأن وادي النسناس سيبقى دائمًا حيزًا يليق بأهله ويصرخ بفلسطينيّته، مهما تبدّلت اللفاتات والجدران والزمان"، مُشيرة إلى أنها "تحتفظ باسم الشخص المسؤول بالوقت الحالي، ونعلن بهذا دعوتنا لمقاطعة الحائط الإعلاني في حال عدم التراجع عن هذه الخطوة السخيفة والرخيصة".

في السيّاق، أصدر الأخوان نضال ونزار فوراني، اللذين تعود لهما ملكية الجدار الذي عُلِّقت عليه اللافتة، بيانا في وقت لاحق، قالا فيه: "فوجئنا للإعلان المنشور على الحائط في شارع الخوري والذي يتضمن دعاية للمدعو أبو يائير (نتنياهو)".

وأضاف البيان أن "الحائط مؤجر لشركة دعاية وهي المسؤولة عن هذا الإعلان".

وتابع: "نحن نرفض ونستنكر بشدة مضمون هذا الإعلان الذي يضر بالمصالح الحقيقية لشعبنا. نحن من بيت جبهوي عريق نعتز بانتمائنا له وندعوا جماهير شعبنا للتصويت للقائمة المشتركة عنواننا الوحيد الذي يمثل المصالح الحقيقية لشعبنا".

وكتب جميل دكور عبر حسابه في "فيسبوك"، أن اللافتة عُلِّقت "في قلب حي وادي النسناس في حيفا، معقل الحزب الشيوعي والعمل الوطني. عيب!".

وقال رشاد عمري في منشور: "لما دهورونا بالأسرلة والتأثير، سياسيا وأخلاقيا كمان، بكون شرعي لأتباعهم، تأجير الحيطان الفلسطينية لنتنياهو، شي مقزز".

وقال خالد شناوي، إن "صورة ’كلنا معك أبو يائير’ في وادي النسناس في حيفا التي لَنا، مُعلّقة على مّنزِلٍ هُجِرَ إثر النكبَة، وَقَد أغمضوا نوافذه بالباطون. يُعَلِقُ ’أبو يائير’ صورته في وادي النسناس والحليصة، طالبًا من المواطنين الذي عَرفهم في قانون القومية أنهُم مواطنين (درجة ثانية)، أن يُصوتوا لهُ، بكُل استخفافٍ ووقاحة .. ولكن، هَيهاااات!".

وكتب رازي نابلسي أن "نتنياهو وصورته بوادي النسناس بحيفا. وادي النسناس، وادي العرب اللي بالنكبة كدّست اسرائيل فيه العرب عشان ما يشوفوا المينا، عشان يراقبوهن منيح فيه وهو مسكّر، وسكّنوا المستوطنين بالجبل والكرمل اليوم نتنياهو بيعلّق فيه يافطة انتخابيّة بالعربي. هاي وقاحة، بس رئيس دولة الصهاينة، بقدر يعملها. بس المُهم، قبل أكم يوم نفس الصورة بشفاعمرو وبالناصرة، وذاكرتي كُل الوقت بترجع للطفولة أيّام ما كانت صور إيهود براك معبية مفارق وبيوت العرب. أنا بتذكّرها منيح، من بيوت بالبلد صورته وهو لابس أواعي الجنرال ونازل من الطيّارة، ووقتها براك أخذ اصوات 70% من العرب، بموجة أسرلة خُرافية كانت بعد "أوسلو"، بتشبه موجة الأسرلة الموجودة اليوم وأكثر كمان".

وأضاف: "بتعرفوا براك بعد ما أخذ 70% من اصوات العرب شو عمل؟ أعطى أوامره للشُرطة وحرس الحدود بفتح الشوارع بالدم بعد ما انطلقت مُظاهرات "هبّة أكتوبر" اللي لحقت بالانتفاضة الثانية، وارتقوا 13 شهيد بالداخل من رصاص اسرائيل وأوامر براك. هيك بتعرف تعاملنا هاي المؤسسة، بهاي الوقاحة ممكن تطلب اصواتنا، وبعد بُكرا يقتلونا بالشارع".

وتابع نابلسي: "هاي بس تذكير، بالتاريخ، تاريخنا. ورسالة للمُشتركة، إنُّه في كثير شو تقولوا للناس عن قيادات اسرائيل غير فيديو سخيف تحت الصورة".

واعتبرت نجمة علي أن اللافتة "لا تخيفها"، مُشيرة إلى أن الأمر الذي يخيفها أكثر هو بقاؤها في الحيّ العريق الذي يُعدّ "نبض" المدينة، إذ قالت: "هذه اليافطة لا تخيفني! يخيفني أكثر عدم ارتجاف اليد التي علقتها. ويخيفني أكثر بقاءها. هنا نبض حيفا".

وأضافت علي: "مع رمزية اللجوء المتمثلة بالبناية، هذا شارع الخوري وعلى يمينه حي وادي النسناس بمداخله الضيقة. الحي العربي الذي جمع فيه الفلسطينيين الباقين بعد احتلال حيفا في نيسان 1948. المكان الذي تحول الى المركز التجاري والثقافي والسياسي لعرب حيفا. هذا المكان الذي يرمز إلى بناية المؤسسات الفلسطينية وتأسيسها حتى قبل الـ48، نادي العمال العرب، صحيفة الاتحاد، روضة النساء الديمقراطيات و بناية المؤتمر (مقر للشبيبة الشيوعية فرع حيفا). مكتبة ابو وائل- آخر المعاقل التي تبيع كنب اميل حبيبي".

وتابعت: "نزولا من العمارة إلى جهة اليمين تصل إلى مطعم اسكندر وهناك كان مقرا للتجمع. امام البناية نزولا من شارع الخوري، عند مفرق الامم المرتبط مع شارع الجبل- هناك انعطفت كل المظاهرات الكبيرة لتدخل إلى الواد. هنالك أيضا، خطة هدم مجمدة للواد في دروج بلدية حيفا." لافتة إلى أنه "في السنوات الأخيرة حولت بلدية حيفا ضمن مشروع الفنانين وادي النسناس إلى معرض حي يعرض به الفنانين فنهم على سطوح البيوت القديمة والمهجرة تماما مثل هذه الدعاية الانتخابية".

واعتبرت أن تعليق اللافتة يُعدّ "معرضا حيا لأبو يائير"، و"اختراقا لما تبقى من مساحة خاصة. ومن مكان"، موضحة أنه "بحسب القانون الإسرائيلي يمارس نتنياهو حقه في نشر الدعاية الانتخابية"، إلا إنها استدركت: "لكن الصدفة لا تلعب دورا في هذه الصورة. هنا نبض حيفا والوافدين إليها، ومن وضع هذه اليافطة، يعلم هذا، ويعلم ان القانون لا يحمي ذاكرتنا وحياتنا وحقنا المنهوب. هذه الصورة تلخص كل شيء. رمزية المكان، السياق السياسي ووجدونا المختزل. غير عادلة هذه المعركة، شرسة، ولكننا لها، ولأن المستقبل ليس أقل اهمية".

وفي ختام منشورها قالت علي: "بجانب هذه البناية يوجد مدرسة، تخرج وتربي أجيالا"، مشدّدة على أنه "لا يجب أن تصبح هذه الصورة مشهدا طبيعيا كل يوم".