يضطلع متحف التراث الشعبي "زمان كان" في قرية شعب بالجليل الغربي، بدور ريادي للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي لفلسطينيي الداخل منذ تأسيسه عام 2015 .

وإلى جانب الاحتفاظ والحفاظ على آلاف القطع الأثرية والتراثية، يقوم المتحف بدور ثقافي نشط بحيث يستقبل الزائرين من الطلاب والمعلمين وأبناء الشبيبة من كافة المناطق ومختلف الشرائح في المجتمع العربي.

في أجواء ذكرى النكبة ينشط المتحف ومديره د.عيسى حجاج للحفاظ على الذاكرة الجماعية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيزها، وتعريف الأجيال على الرواية التاريخية، وتفاصيل نكبة عام 48.

حول ذلك كان لموقع "عرب 48" هذا اللقاء مع صاحب ومدير المتحف، د.عيسى حجاج، وقد اُستهل بالحديث حول "المصاعب والمتاعب التي رافقت تأسيس المتحف وجمع مقتنياته التي تقدر بآلاف القطع التراثية"، مشددًا على أن المتحف "تأسس بمجهود ذاتي، وتتم إدارته على حسابنا الخاص، أنا وأبنائي وبناتي، ولم نتلق أي دعم من أي جهة رسمية أو غير رسمية، رغم الوعود المعسولة التي سرعان ما تتبخر"، على حد تعبيره.

"ليس بالأمر اليسير أن تقوم بمثل هذا العمل بمفردك وبقواك الذاتية من حيث الجهد في البحث عن هذه المقتنيات التي استغرق جمعها سنوات عدة"، يقول د.حجاج، ثم يتابع: "تجوب البلاد في قرى ومدن الضفة الغربية والداخل للبحث عن هذا الموروث الثمين لكن رغبتي ورسالتي وإيماني بهذا العمل جعلني أتخطى المصاعب والعقبات لتحقيق هذا الحلم المدفوع بعمق ارتباطي بهذا الموروث من عهد الأباء والأجداد ووضعه أمام الأجيال كجزء من ذاكرتنا التاريخية والاجتماعية والإنسانية، والتي تدلل أيضًا على وجودنا وجذورنا الضاربة في عمق هذه الأرض وهذه البلاد".

وحول دور المتحف في تمتين "الثقافة الوطنية" يقول: "في ذكرى إحياء النكبة وحق العودة نقيم عشرات الفعاليات لسرد رواية شعبنا وإحياء الذاكرة والتأكيد على هويتنا وانتمائنا كي تبقى قضيتنا حيّة في أذهان الأجيال لنفي وتفنيد الرواية المشوّهة والمزيفة التي تسعى لتزوير تاريخ شعبنا". ولفت في حديثه إلى أنه "يلاحظ من خلال الورشات والمحاضرات التي يلقيها أمام الزائرين، أن المعلومات التي يقدمها للتلاميذ حول الكثير من فصول النكبة، وما جرى عام 48، غير معروفة لغالبية الطلاب وكذلك لغالبية المعلمين".

وفي الختام وجه د. حجاج عبر موقع "عرب48" دعوته "للأطر التي تُعنى بالشؤون الثقافية، ولكافة قطاعات مجتمعنا العربي، لزيارة المتحف، وتزويد أبنائنا بالمعلومات التاريخية والثقافية التي من شأنها أن تساعدهم أكثر على فهم ماضيهم وتعاملهم مع حاضرهم ومستقبلهم وللسعي لبناء مستقبل أفضل".