المحكمة تنظر في منع التجمع والجبهة بجامعة حيفا الترشّح للانتخابات

عقدت، اليوم الإثنين، جلسة في المحكمة المركزية في مدينة حيفا، وذلك للنظر في قضية منع كتلتي التجمع الطلابي والجبهة الطلابية من التقدم بلوائح مرشحيهما لانتخابات النقابة الطلابية في جامعة حيفا، فيما لم تصدر المحكمة قرارها النهائي بشأن الانتخابات.

وعملت النقابة الطلابية في جامعة حيفا على عرقلة تقديم الترشيحات من قبل مندوبي إدارة النقابة، يوم الإثنين الماضي، حيث قاموا بعرقلة عملية تقديم لوائح الترشيحات.

ومثّل الطلاب المحامية سوسن زهر، وفي المقابل تواجد طاقم محامين من قبل جامعة حيفا.

ومُنع العشرات من المرشحين من الطلبة في التجمع الطلابي والجبهة الطلابية من الترشح بسبب سياسة المماطلة والعرقلة التي اتبعها مندوبو إدارة النقابة.

واستمرت جلسة المحكمة لعدة ساعات متواصلة، وذلك بعد الاستماع للطلبة الذين تقدموا بالشكوى ضد النقابة الطلابية في جامعة حيفا، إذ تم الاستماع لشكواهم، ورد ممثل عن جامعة حيفا، ورئيس نقابة الطلاب في جامعة حيفا، بالإضافة إلى رئيس لجنة الانتخابات في جامعة حيفا، وطواقم الدفاع التي تواجدت في المحكمة عن الطلاب وجامعة حيفا.

وعقبت المحامية سوسن زهر التي مثلت الطلاب العرب في جامعة حيفا، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إن "الجلسة استمرت لساعات بعد أن بدأت الساعة التاسعة صباحا وانتهت الساعة الثانية والنصف ظهرا، إذ حضر الجلسة مجموعة من الطلاب الذين قمت بتمثيلهم، وذلك بعد إصدار الطلب العاجل بتأجيل الانتخابات في نقابة الطلاب بجامعة حيفا، بعد الإعاقات الموجهة والمقصودة من قبل النقابة في جامعة حيفا ضد الطلاب عموما والطلاب العرب خصوصا".

وأضافت أن "ذلك يأتي بعد ما شهد الأسبوع الماضي عرقلة ترشح الطلاب لمجلس النقابة في الجامعة، عن طريق المماطلة من قبل النقابة من أجل منع تقديم المرشحين للنقابة، وذلك حتى يتمكن أعضاء النقابة الحاليين من التواجد داخل المجلس، وبالتالي السيطرة على المجلس من قبل اليمين المتطرف".

وأشارت المحامية زهر إلى أن "الطلب المستعجل الذي قدمناه للمحكمة كان يوم الخميس الماضي، وفي اليوم التالي وافق القاضي على القرار وأمر بتجميد لائحة أسماء المرشحين، إذ عرضنا في جلسة اليوم على المحكمة كل التفاصيل والآن ننتظر القرار الذي من الممكن أن يكون اليوم أو غدا، ونأمل أن يكون تمثيلا لائقا للطلاب من أجل كسب حقوقهم".

وفي السياق، قال مسؤول الطلاب والشباب في التجمع الوطني الديمقراطي، يوسف طه، لـ"عرب 48" إن "الجلسة التي عقدت اليوم في المحكمة المركزية في مدينة حيفا، هي جلسة تقنية، حيث تم الاستماع إلى الطلاب الذين كانوا يريدون ترشيح أنفسهم للانتخابات ومنعوا من ذلك، ومن الواضح أن النقابة الطلابية من خلال محاميها وممثليها لا يريدون أن تكون انتخابات ويريدون الاستمرار بذات النهج وهو سرقة الانتخابات".

ولفت طه إلى أن "محامي النقابة في جلسة المحكمة استخدم أسلوب العصابات والشتائم، إذ أن هذه النقابة في جامعة حيفا تأخذ الشرعية من إدارة الجامعة، ويتم دعمها ماديًا من إدارة الجامعة. مستهجن ما يحصل خاصة في حرم جامعي، إذ أنه لا يحصل في أي مكان بالعالم أن يكون مثل هذه النقابة التي تمثل الطلاب والأكاديميين والباحثين، هذا نجده فقط في المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف أن "مجموعة عنصريين تسيطر على النقابة، ومن المؤسف أكثر أن مؤسسة غالبية الطلاب منها من العرب، والجامعة التي يدرس بها الطلاب تعطي كل الأساليب لقمع الطلاب العرب فيها وملاحقتهم".

وعن سياسة جامعة حيفا في بداية الحرب على غزة، قال طه إن "ما حصل من ملاحقة الطلاب العرب في بداية الحرب مستمر حتى يومنا هذا، لأن المجتمع الإسرائيلي مستمر بالدموية وتصعيد الحرب في كل الجهات، ومن بين هذه الجهات الفلسطينيين في الداخل وتحديدًا الطلاب، من خلال سياسات كم الأفواه ومنع الحرية".

وختم طه حديثه بالقول إنه "من الواضح أنه يوجد قرار لمنع أي نشاط سياسي في المجتمع الفلسطيني في مناطق الـ48، وهذه المحاولة لتضييق الخناق على كل العمل الطلابي والسياسي في الداخل. نعم سنكمل النضال في هذه المعركة على حقنا في دورنا السياسي كطلاب فلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، وسنناضل من أجل الحفاظ على هذا الدور".

وقال سكرتير الجبهة الطلابية في جامعة حيفا، عدي غنايم لـ"عرب 48" إنه "منذ مدة تحدثنا عن الذي حصل وعن النوايا المبيتة لمنع الكتل الطلابية العربية من الترشح لانتخابات النقابة، من قبل النقابة والمسؤولين عن لجنة الانتخابات في الجامعة، وهذا بحد ذاته مقلق أن يكون مثل هذه التصرفات من قبل النقابة التي من المفترض تمثل الطلاب".

وعن مدى أهمية الوجود العربي في النقابة الطلابية في جامعة حيفا، أوضح غنايم أنه "تحديدًا في جامعة حيفا والتي يتواجد فيها عدد كبير جدًا من الطلاب العرب، من المهم أن يكون تمثيل لنا ويليق بنا في جامعة حيفا، ولا يعقل أن تحرض النقابة الحالية على الطلاب العرب، وتمنعهم من النشاطات في الجامعة، لذلك مهم لنا جدًا التواجد في النقابة".

وختم غنايم حديثه بالقول إن "النقابة الحالية غير شرعية لأنه لم يتم انتخابها منذ سنوات طويلة، لذلك من المهم بالنسبة لنا أن يكون تمثيل قوي وحقيقي فيها".

يذكر أن نسبة الطلاب العرب في جامعة حيفا تقدر بأكثر من نصف الطلاب في الجامعة، وعلى الرغم من ذلك تتبع سياسات عنصرية تجاه الطلبة العرب، وفقًا للطلاب.

ومنذ بداية الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واجه الطلاب العرب في جامعة حيفا ملاحقات بسبب رفضهم للحرب، وذلك بعد تصوير منشورات للطلبة على مواقع التواصل الاجتماعي وملاحقتهم من خلال جلسات تأديبية في الجامعة ومن ثم نقل الملفات إلى الشرطة.