وجه الأسير وليد دقة رسالة من عزله في سجن مجيدو غداة ولادة ابنته ميلاد التي رُزق بها أمس من نطفة مهربة من معتقله، فضخ خلالها ممارسات الاحتلال بحق الأسرى، وعبّر عن تصوره لمواجهة خطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وتكشف رسالة الأسير دقة عن محاولات السجان المتواصلة لكسر الأسير وسلبه حتى شعوره الإنساني في الفرحة التي تسللت إليه عبر نبأ مولودته الجديدة، وتنغيصها عبر المضي في التنكيل، معبرًا عن قناعته بضرورة "الحديث بصوت عال" لفضح هذه الممارسات، داعيا المؤسسات الحقوقية ولجان حقوق الإنسان إلى تحمل مسؤوليتها.

ورأى دقة أن الفلسطينيين لا يملكون "رفاهية اليأس" إزاء "صفقة القرن"، وأشار إلى أن مواجهة "الصفقة" تعني "إعلان حالة طوارئ وطنية لتجنيد كل فعل أو طاقة جماعية أو فردية".

وشدد دقة على ضرورة "تجاوز كل الخلافات السياسية التي أنتجت وغذت الانقسام الفلسطيني، وتشكيل لجنة طوارئ قيادية دائمة الانعقاد من كافة الفصائل ولا سيما من الشتات"، لمواجهة "صفقة القرن".

وتفاعلا مع القضايا الراهنة، من داخل عزله في مجيدو، اقترح خوض انتخابات الكنيست المقبلة (2 آذار/ مارس المقبل) تحت شعار "ذاهبون للتصويت لإسقاط صفقة القرن موحدون كفلسطينيين لإسقاط حكومة اليمين (...) وذلك عبر رفع نسبة التصويت للقائمة المشتركة".

وفي سياق دعوته إلى التصويت بكثافة للقائمة المشتركة، أكد على أهمية فعل ذلك "لا لمنح البرلمان الصهيوني شرعية، بل لإسقاط التشريع الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير القضية الفلسطينية وشطب روايتنا التاريخية".

نص رسالة الأسير دقة: تصور لإسقاط "صفقة القرن"

"أرادوها مقبرة، حاولوا أن يحولوا السجون إلى مقابر للأحياء فجاءت ميلاد إلى الدنيا لتصنع فرحًا وحبًا وتحديًا. لا وقت للقنوط ولا وقت للتعب، نحن لا نملك رفاهية اليأس، علينا رغم ‘صفقة القرن‘ المشؤومة أن ننهض من تحت ركام الانقسام والاستيطان"؛

"أولا إعلان حالة طوارئ وطنية لتجنيد كل فعل أو طاقة، جماعية كانت أو فردية، لإسقاطها، الأمر الذي يعني تجاوز كل الخلافات السياسية التي أنتجت وغذت الانقسام الفلسطيني، والإسراع في عقد لقاء قمة بين الفرقاء ينبثق عنه تشكيل لجنة طوارئ قيادية دائمة الانعقاد من كافة الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني لا سيما في الشتات"؛

"ثانيًا على المستوى الفلسطيني في الداخل، خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت شعار ‘ذاهبون للتصويت لإسقاط صفقة القرن وحكومة اليمين‘ (...) عبر رفع نسبة التصويت للقائمة المشتركة"؛

"إن هذا الوضع الاستثنائي والخطير يتطلب منا كفلسطينيين أفراد وجماعات موقفًا استثنائيًا، علينا أن نشعر جميعًا بأن كل صوت ضروري في هذه الدورة بالذات ليس لإنجاح المشتركة كقائمة، وإنما لإسقاط صفقة القرن"؛

"أكتب هذا من وحي تجربتي الاعتقالية في السجن، فكثيرًا ما كنت أثناء المواجهة مع السجان أشارك بخطوات الإضراب عن الطعام رغم عدم قناعتي بجدواها كخطوة وكهدف، وأنضم للخطوة رغم تقديري بأنني قد لا أعود منها حيًا، لكنني كنت على قناعة بأنني أساهم بمشاركتي بتقصير أمد الإضراب ومعاناة وجوع الأسرى".

وختم بالقول إن "صوتكم هو حجر آخر وضروري في هذه المرحلة في الحائط الذي يشيده مجمل نضال شعبنا الفلسطيني في وجه صفقة القرن أو في مواجهة أي ائتلاف يميني جديد قد يتشكل".

اقرأ/ي أيضًا | ميلاد... وليد دقة