يهدد جبرائيل نداف عبر بعض وسائل الاعلام المحلية انه سيقاضي بعض المواقع (منها موقع عــ48ـرب) الذي نشر خبرا هذا الاسبوع حول اقالته من البطريركية الارثوذوكسية، إذ كان موقع صحيفة "معاريف" قد تناول خبرا مفاده انه هنالك محاولات جدية لإقالة القس جبرائيل نداف على خلفية موقفه المؤيد من تجنيد الشباب العرب المسيحيين لجيش الاحتلال الاسرائيلي اضافة لمشاركته في اجتماعات لهذا الشأن بعد ضغوطات عديدة على البطريركية.

يحاول نداف، التمسك بآخر ما يربطه بالكنيسة الا وهو ثوبه الكنسي ومرتبته الدينية، ليكون لديه شرعية لتنفيذ مشروع التجنيد مع غطاء ديني، وذلك بعد ان تم تجريده من أي مسؤولية كنسية ليصبح كاهنا بلا رعية في اعقاب تفجر القضية قبل عام تقريبا بعد مؤتمر التجنيد في نتسيرت عيليت.

نداف الذي أشارت تقارير إعلامية إلى أنه عضو في لجنة الطاعة ا لتابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية، تم تجريده كما يبدو من المسؤولية الكنسية من قبل البطريركية لتهدئة حالة الغضب وتنفيس الضغوطات في أعقاب تفجر القضية، من ناحية اخرى لم تقم البطريركية الارثوذوكسية بتجريده من ثوبه ارضاءً أيضا للمؤسسة الاسرائيلية وأذرعها الأمنية التي ترى بنداف ذراعا لها وأداة لتنفيذ مخططها، ولخلق حالة من التوازن خصوصا وأن هنالك حربا داخل البطريركية قبل موضوع نداف فيما يتعلق بتعريب الكنيسة الارثوذوكسية وانهاء الهيمنة اليونانية على الكنيسة خصوصا ان للعديد من البطاركة اليونانيين قضايا سابقة تتعلق ببيع وتأجير أراضي ومباني تابعة للكنيسة لإسرائيل ضمن صفقات مشبوه.

حاولت صحيفة «فصل المقال» الاتصال بالسكرتير الخاص لمطران الكنيسة الارثوذكسية ثيوفيلوس المطران اريستوخس للاستفسار حول الأنباء التي وردت حول اقالة جبرائيل نداف نهائيا، فما كان منه الا ان نفى خبر الاقالة رافضا التعليق على الموضوع واغلاق الهاتف في وجهنا.

نداف الذي لديه علاقات مع العديد من الساسة الاسرائيليين منهم من صرح بذلك معلنا تضامنه معه مثل تسيبي ليفني لا يخفي عدم تردده بالمضي قدما بالمسار الذي اختاره لنفسه نشازا عن الثوابت الوطنية للفلسطينيين في الداخل في ظل الدعم الذي يلاقيه من اسرائيل، فيوم أمس مثلا تم التحقيق مع د.عزمي حكيم رئيس المجلس العربي الارثوذوكسي في مدينة الناصرة حول موقفه وموقف المجلس الرافض لتجنيد المسيحيين محذرينه بعدم التطرق مجددا لجبرائيل نداف ولزوم الصمت كما علمنا من أحد المصادر.

البعض يرى انه تجري عملية تضخيم لقضية نداف، واعطائه حجما اكبر منه، الا ان هنالك من يرى مثل المطران عطا الله حنا ان القضية ليست نداف بشكل شخصي بقدر ما هي قضية انتماء ومحاولة لتفتيت الشعب الفلسطيني في ظل ما يجري بالوطن العربي مستغلين حالة التطرف عند بعض المجموعات بهدف تأجيج تطرف مقابل يذهب فيه المسيحيون للجيش الاسرائيلي كإحتماء، وفي نهاية المطاف فتنة طائفية وهذا ما ينفذه نداف بحسب ما قال حنا في حديث لفصل المقال.