اختتم أواخر الأسبوع المنصرم، مخيم العودة السادس والعشرين على أرض كفر برعم المهجرة بالجليل الأعلى.

ونظم مهرجان ختامي بالمناسبة، افتتح على إيقاع النشيد الوطني الفلسطيني ودقيقة حداد على أرواح الشهداء، و تخلله كلمات تؤكد 'مسيرة العودة والثبات على هذا الحق الذي لن يسقط بالتقادم'، وذلك بمشاركة واسعة من أهالي القرية الذين توافدوا على مدار الأسبوع الماضي من القرى والمدن المختلفة في البلاد للمشاركة في المخيم الصيفي السنوي.

وشمل المهرجان الختامي جملة من الفقرات قدمها الطلاب والتي تتناول حكاية النكبة والتهجير لتعزيز الرواية التاريخية وتمريرها للأجيال الصاعدة.

وألقى المهجر إبراهيم عيسى قصيدة قدمها للحضور تناول فيها أهمية الثبات والصمود والتمسك بحق العودة ومتابعة المسيرة  والتمسك بهذا الحق التاريخي والإنساني.

تكريس حق العودة

وقال عساف اسمير وهو ناشط في حركة العودة لـ'عرب 48' إن 'مخيم حركة العودة أبناء كفر برعم التقدميين انطلق منذ العام 1983 كخطوة عملية نواصل من خلالها نشاطنا على أرض قريتنا لتكريس حق العودة، ويهدف المخيم إلى الحفاظ على أواصر العلاقات واللحمة للنسيج الاجتماعي والإنساني البرعمي الذي اقتلع من أرضه وبلده كأبناء البلد الواحد لنقل الرواية جيلا بعد جيل والتأكيد على هذا الحق وتعزيز الانتماء والهوية الفلسطينية لدى الأجيال الصاعدة'.

تطوير آليات النضال

وشدد اسمير أن 'مخيم العودة وإقامته على أرض البلدة بمثابة خطوة تهدف أيضا إلى تطوير آليات نضال مستقبلية من خلال سيرورة هذا المخيم الذي باتت المشاركة به تتزايد عاما بعد عام  وتزداد روح التطوع والتبرع لمواصلة مسيرتنا من أجل العودة'.

وقال إنه 'في السابق كانت الجهات الإسرائيلية تمنحنا التصاريح، ولكن لم نتمكن من استصدار تصاريح للمخيمين الأخيرين بسبب معارضة ما يسمى بـ'دائرة أراضي إسرائيل' وأعتقد أن نجاح واستمرار المخيم بات يقلقهم بدليل أن المضايقات تزايدت خلال السنوات الأخيرة التي وصلت حد الاعتداءات المتكررة علينا وعلى المحتويات بالمكان، لكن نعرف أن هذا جزء من استحقاقات نضالنا ونحن عازمون على مواصلة وتطوير آليات عملنا ولن نتراجع حتى تتحقق عودتنا'.

أصحاب الحق والأرض والإرادة

أما المركزة آية غنطوس فأكدت على خاصية المخيم هذا العام لكون تنظيمه وإدارته تم على يد أبناء الجيل الشاب الجديد على اختلاف المخيمات السابقة الذي كان يشرف عليه الكبار.

واستعرضت 'المصاعب التي تواجه المخيم من الدوائر الإسرائيلية'، وقالت إن 'هذا جزء من التحدي الذي أخذناه على عاتقنا، ولن تثنينا المصاعب والاعتداءات المتكررة عن مواصلة هذا التحدي الذي يستند على كل الأعراف والمواثيق الحقوقية والإنسانية أن يعود كل من اقتلع من بلدته وأرضه إلى منزله. مخيم العودة يحمل في مضمونه وروحه الذاكرة والرواية التي نسعى لترسيخها في وعي وذهن الأجيال الصاعدة، وعلينا أن نكون أقوياء لأننا أصحاب الحق والأرض والإرادة'.

وأضافت أنه 'في مخيم العودة يحضر ويشارك كبار السن الذين يقدمون روايتهم أما الصغار فإلى جانب النشاطات التي نسعى من خلالها صقل شخصية المشارك الوطنية وتعزز من تمسكه بحق العودة وانتمائه لبرعم وتوعيه لحقه بالنضال من أجل تحقيق العودة أمام الممارسات والضغوطات لإحباطه وكسر عزيمته وإصراره على العودة لبرعم وبنائها من جديد'.

وأوضحت أنه 'رغم الملاحقة والتضييق والاعتداءات لم يستسلم أهل برعم بنضالهم بل زاد إصرارهم على العودة إلى قريتهم وبنائها من جديد رغم المضايقات التي تمارسها السلطات وأذرعها المختلفة بهدف كسر نضالنا وتيئيسنا، لكننا ماضون بعملنا ولن تثنينا هذه الممارسات عن مواصلة طريقنا نحو تحقيق العودة'.

(تصوير طوني أيّوب)