يحيي العرب الفلسطينيون في الداخل اليوم، الأربعاء، الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد، وتشهد البلدات العربية فعاليات ونشاطات خاصة بالذكرى، تتوج بمسيرتين مركزيتين في أم الحيران بالنقب وعرابة البطوف بالجليل.

ودعت الأطر السياسية المختلفة جميع الفلسطينيين في الداخل إلى إنجاح الإضراب العام في ذكرى يوم الأرض، والمشاركة في الفعاليات والنشاطات المركزية والمناطقية.

'عرب 48' التقى ناشطين من منطقة النقب وتحدثوا حول أهمية إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد وتنظيم مسيرة ومهرجان مركزي في النقب.

وقال الناشط فادي مسامرة من مدينة رهط، لـ'عرب 48'، إن 'إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد واجب علينا ولا يمكن تجاهله، وخصوصاً بالنقب في ظل ما نتعرض له من هجمات تهدد بقائنا في أرضنا ومنازلنا'.

وأضاف أنه 'مع تقديسنا واحترامنا لمثلث يوم الأرض، أرى أن أحداث يوم الأرض تحدث اليوم عملياً في النقب، وبالتالي يجب أن تكون الأنظار موجهة نحو النقب'.

واختتم أنه 'من المهم التواجد في النقب بهذا اليوم وغيره أيضاً كي نوصل رسالة قوية وحدوية من فلسطينيي الداخل بأننا شعب واحد ندافع عن قضية واحدة وهي قضية وجودنا على أرضنا كونها حق لا يمكن التنازل عنه'.

وقال الناشط خالد النصاصرة من رهط، لـ'عرب 48'، إن 'النقب بحاجة للمساندة من قبل كافة الفئات في الداخل الفلسطيني في ظل ما نتعرض له من مخططات ومحاولات غسل الدماغ لحرفنا عن الهوية الوطنية'.

وأضاف أن 'إحياء ذكرى يوم الأرض في النقب له أهمية بالغة خصوصاً وأنها تشعر المواطنين أن هناك من يقف إلى جانبهم كي يعززوا صمودهم ورفع معنوياتهم'.

وأكد أن 'النقب يتعرض لمحاولات تضييق من قبل السلطات الإسرائيلية على السكان ومصادرة أراضيهم، ومن هذا المنطلق أرى أن النقب بحاجة ماسة إلى النضال من قبل كافة الشرائح في الداخل الفلسطيني من أجل التصدي لمثل هذه المؤامرات التي تستهدف وجودنا في أرضنا'.

وقالت الناشطة هند سلمان من اللقية، لـ'عرب 48'، إن 'أهمية إحياء ذكرى يوم الأرض الأربعين هو تسليط الضوء على المخططات الصهيونية التي تحاك ضد النقب وخصوصاً قضية تهجير قرية عتير- أم الحيران'.

 

وتابعت أن 'قضية النقب ورغم بعد المسافة كما يعتقد الناس، من الممكن أن نراها في يوم من الأيام مركز الأحداث في البلاد، لذا لا بد من إحياء ذكرى يوم الأرض في النقب ومساندة أهله كونهم جزء أساسي من قضايا الشعب الفلسطيني'.

واختتمت أنه 'علينا التصدي لكافة المخططات الاستعمارية في النقب وجرائم هدم المنازل، وعليه يجب التكاتف وتظافر الجهود من أجل الوقوف إلى جانب النقب وأهله'.

وقال الناشط رأفت عوايشة من رهط، لـ'عرب 48'، إن 'إحياء ذكرى يوم الأرض الأربعين في النقب خطوة مهمة جداً من منطلق أن معركة على الأرض الحالية والقائمة بشكل مباشر هي معركة النقب'.

واستطرد قائلاً إن 'التحديات التي يواجهها النقب تختلف عن المراحل السابقة بتصعيدها، وهذا ما نراه من خلال محاولات السلطات الإسرائيلية باقتلاع قرية عتير أم الحيران وتهجير سكانها ومنها نحو قرى أخرى مهددة كذلك أيضاً وبشكل مباشر كبير هداج والفرعة'.

وتابع أن 'يوم الأرض جاء لتذكير الجميع على أهمية النضال الحقيقي على الأرض، ومن هذا المنطلق على كل الجماهير الفلسطينية المشاركة في النضال ومساندة النقب كما كان تجاه التصدي لمخطط برافر سابقاً'.

واختتم أننا 'نناضل يومياً في النقب ضد هدم المنازل والتضييقات والملاحقات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن منطقة النقب تعاني ولا زالت صامدة، وعليه فإننا بحاجة لتصعيد الخطوات من جديد والنزول إلى الشوارع لإحداث هبة شعبية'.

وقال الناشط أمير أبو قويدر من قرية الزرنوق في النقب، لـ'عرب 48'، إنه 'لدي بعض النقمة على هذه التسمية 'إحياء' ذكرى يوم الأرض على الرغم من مركزيتها في المخيلة والذاكرة الفلسطينية الجمعية وإدراكي رمزية الحدث وأبعاده'.

وتابع أن 'ملاحم ومآثر شعبنا تستحق أن تكون أكثر من تراث وفولكلور وطقوس ومهرجانات، لا سيما في الواقع اليومي من هدم منازل وحرث للمحاصيل ومخططات تهجير وترحيل يتفتق بها العقل الصهيوني كل مرة من جديد'.

وأردف أن 'الحديث يدور اليوم عن إقامة مستوطنة (عومريت) على ركام قريتي الزرنوق العامرة بأهلها، وقضية عتير أم الحيران ما زالت مشتعلة، والقائمة تطول'.

اقرأ/ي أيضًا| أم الحيران: تهديد يومي بالاقتلاع والتشريد

واختتم أن 'النقب يمثل جل احتياطي الأراضي المتبقي للفلسطينيين في الداخل بعد مصادرة الأراضي، ويعتبر النمو السكاني في النقب الأكبر بين الفلسطينيين، ولذا يجب أن يستحوذ النقب على اهتمام خاص في تصوراتنا لمستقبلنا وصراعنا على الأرض التي تحيا فينا كل يوم'.