تاريخ طويل من المواجهة تملكه قرية العراقيب وأهلها، الذين بقوا حتى اليوم شوكة في حلق المؤسسة الإسرائيلية، وصمدوا في أرضهم رغم هدم قريتهم خمسة وتسعين مرة.

خمس وتسعون مرة هدمت جرافات الاستيطان قرية العراقيب في النقب، وفي كل مرة أعاد الأهالي بناء قريتهم وسكنوا فيها، في كل مرة تسلحوا بالأمل والإرادة، ولم يسمحوا بالاستسلام أو اليأس بالتسلل إلى أنفسهم لإيمانهم بأنهم أصحاب حق، ولن يخرجوا من هذه الأرض مهما كان الثمن.

طوال ست سنوات كاملة، لم يتوقف نضال أهالي العراقيب للاعتراف بقريتهم، واجهوا خلالها تحديات وعقبات كبيرة، وعراقيل وضعتها المؤسسة الإسرائيلية في أروقة المحاكم وعلى الأرض، نظموا المظاهرات والاعتصامات، خاضوا مواجهات، وجهت إليهم تهم بإثارة الشغب واعتقل عدد منهم وتعرضوا لملاحقات قضائية، وبكل ما تملكه إسرائيل من وقاحة، طالبتهم السلطات بملايين الشواقل، لتغطية تكاليف الهدم.

واليوم، بات سيناريو أن يهدم بيتك وتلقى في العراء، ثم تطالب بدفع تكاليف اقتلاعك، أمرًا مألوفًا في الدولة التي تعتبر نفسها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
الأمر الأكيد، أن هذا السيناريو موجود في مكان واحد في الشرق الأوسط، في الدولة التي تتخذ من نظام الفصل العنصري منهجًا يحتذى به، فقط في إسرائيل.